جرجس وهيب
كتب: جرجس وهيب – خاص الأقباط متحدون
نظمت وزراة الأوقاف بالتعاون مع محافظة بني سويف، مؤتمرًا شعبيًا بعنوان "الاعتدال والوسطية"، بحضور كلٌّ من الدكتور سمير سيف اليزل، محافظ بني سويف، والمهندس محمد القلعاوي، السكرتير العام للمحافظة، والدكتور عبد الجواد أبو هشيمة، رئيس المجلس الشعبي المحلي للمحافظة، وفضيلة الشيخ شوقي عبد اللطيف، وكيل أول وزارة الأوقاف، ونائب وزير الأوقاف، والداعية الإسلامي أحمد ترك، بمشاركة أكثر من 300 رجل دين إسلامي، وثلاثة فقط من رجال الدين المسيحي، هم القمص باسليوس الأنبا بولا، وكيل دير الأنبا بولا بناصر، والقمص فام الأنطوني، وكيل دير الأنبا أنطونيوس بناصر، والقمص باخوم عطية، راعي كنيسة مارجرجس بالمرماح، ومندوب الأنبا غبريال أسقف بني سويف.
هذا وقد وجهه جناب القمص باخوم عطية، راعي كنيسة مار جرجس بالمرماح، ومندوب نيافة الأنبا غبريال، أسقف بني سويف، في كلمته الشكر للسيد المحافظ، ووزارة الأوقاف على هذا العمل الجليل، الذي يليق بمكانة وزراة الأوقاف والأزهر الشريف، ويستحق كل تقدير واحترام، وأضاف في كلمته: "إننا نصلي صلاة خاصة من أجل الرؤساء في أوشية السلام"، وأكد أن الكتاب المقدس يوصي بالخضوع للسلطات، وعدم مقاومتها، موضحًا قول الكتاب المقدس: "تخضع كل نفس للسلاطين الفائقة"، لكنه أشار إلى أنه في مقابل ذلك، لابد وأن توفر الدولة الحماية للمسيحيين، وأن تعطي كافة الحقوق لجميع المواطنين، بعض النظر عن الجنس واللون والدين، وأن تدافع عن الضعفاء وتحميهم من الخارجين عن القانون، وشدد على ضرورة أن يكون القانون رادعًا وحاسمًا وسريعًا وأن يُطبق المبدأ الإسلامي: "من قتل نفسًا يقتل مثلها"، وأن يتم الانتهاء من محاكمة مجرمي نجع حمادي سريعًا، على أن يحصلوا على عقاب رادع، وفي هذا السياق، أكد ثقته في عدالة القضاء المصري ونزاهته، مشيرًا إلى ضرورة تنقية المناهج الدراسية من كل ما يحض على كراهية الآخر، وإلى ضرورة أن تنتشر المحبة بين الجميع، بين الجيران، وبين الزملاء في العمل، وبين الرئيس والمرؤوسين، وأن يكون الأب قدوة للابن، والمعلم قدوة للتلميذ، وأشار إلى أن أرض سيناء في حرب أكتوبر قد ارتوت من دماء المسلمين والمسيحيين، ذاكرًا قول الكتاب المقدس "مبارك شعبي مصر"، منوهًا إلى رفض قداسة البابا مقابلة وفود لجنة الحريات الدينية، حرصًا منه على عدم التدخل الأجنبي في شئون مصر.
وقال الشيخ أحمد ترك الداعية الإسلامي في كلمته:
"إن الناس قبل مجىء الإسلام كانوا عندما يختلفون يتصارعون، فجاء الإسلام ليعلم الناس منهجًا جديدًا، فإذا اختلفوا لا يتصارعوا، بل يتحاورا، والحوار يدفع الناس إلى التعايش، والتعايش يؤدى إلى السلام، أما الاختلاف بين الأديان فلا يدفع إلى الاختلاف، بل إلى الحوار، والجميع مخلوقون من ذكر وأنثى".
وأوضح أن لأهل الذمة (اليهود ونصارى) عهدًا في رقاب المسلمين، فقال إن لهم علينا حق الحماية والدفاع عنهم، وإنه عندما دخل التتار بلاد الشام، وأسروا بعض أهالي الشام، فقد ذهب بعض الآئمة للتفاوض على فك أسر الجنود، ووافق القائد التتاري على فك أسر الجنود المسليمن فقط، فرفض الآئمة وطالبوا إما بفك أسر الجميع مسليمن مسيحين ويهودًا، أو أن يُحبس الكل، لأن أهل الذمة لهم في رقبتنا عهد.
أما عن المشكلات التي تحدث من آنٍ لآخر، فأشار إلى أنها مشكلات تحدث بين مصريين ومصريين، وليس بين مسلمين ومسيحيين، وأن تجار القضايا يستغلون بعض هذه المشكلات ويتاجرون بها، وأنه إذا أجرم أحد الأشخاص، فما ذنب دينه، موضحًا أن الدين هو إخاء ووفاء وطهارة يد ومحبة وشرع الله، أما الطائفية فهي غدر وسوء خلق وشركة مع الشياطين.
ومن ناحيةٍ أخرى، فقد أشار فضيلة الشيخ شوقي عبد اللطيف، وكيل أول وزارة الأوقاف ونائب وزير الأوقاف، ورئيس القطاع الديني، إلى أن هذه القوافل تهدف إلى إيضاح أمور الدين للناس، لأننا مسئولون عنهم، وهم أمانة في إعناقنا، وأنه إذا فهم الناس أمور دينهم، فسوف يتعاملون برحابة صدر، وطيب خلق، أن الإسلام يتسع للآخر حتى لو كان هذه الآخر ملحدًا، وأكد فضيلته أيضًا على أن الإسلام يتيح الحرية العقادئية للجميع، وأنه بموجب ذلك، فلكل إنسان الحق في أن يفتخر بدينه، وإذا ساد هذا المفهوم، ساد الهدوء وذهب الحقد والحسد، مشيرًا إلى أن أفراد العائلة الإنسانية ينتمون في الأساس إلى أصل واحد، ولابد أن نلقن لرجل الشارع الاعقتاد بتكامل الأديان والشرائع، فاختلاف الشرائع لا يُبعد ولكن يقرب فيقول القرآن: "لو شاء ربكم لجعلكم أمة واحدة"، فالإسلام سمح للمسلم أن يتزوج بذمية، وتظل على دينها، وترك لها الحرية أن تقيم شعائرها كما تشاء، كما أن إلاسلام قد نهى عن الإيذاء حتى لو بالكلمة لأي من أتباع الأديان الأخرى حتى للملحدين، وأكد أننا في أمس الحاجة إلى صوت العقلاء، لأننا جميعًا في سفينة واحدة.
وقال الدكتور سمير سيف اليزل محافظ بني سويف:
"إن الدين لله والوطن للجميع، ورسالة الإسلام هي رسالة السلام والمحبة والاعتدال والوسطية.. ولقد ناضل المسلم بجوار المسيحي منذ الاحتلال وحتى حرب أكتوبر المجيدة، ولقد ارتوت أرض سيناء من دماء المسليمن والمسيحيين، ومصر في حاجة إلى كل قطرة عرق من المسلم والمسيحي من أجل معركة البناء".
http://www.copts-united.com/article.php?A=14113&I=355