التجارب.. أنواعها وموقف الله منها

كتبت : ماريا ألفي – خاص الأقباط متحدون
نظرًا لتعذر الموقع تسجيل عظة البابا الأسبوعية فقمنا بعمل تقرير كامل عن عظة قداسة البابا شنودة الثالث خلال اجتماع الأربعاء الأسبوعي والذي جاء موضوع الاجتماع بعنوان "التجارب".

حيث أوضح قداسة البابا شنودة الثالثقداسة البابا أن هناك أشخاص يربطون بين التجارب والصوم الكبير، وفي ذلك صرح البابا أنه من الممكن أن تأتي التجارب في أقدس أيام السنة، وذكر أن هذا بسبب حسد الشيطان حيث يحاول الشيطان أن يفقد الإنسان فائدة الصوم الكبير، وأكد البابا على كل الناس أن تحترس من تجارب الشيطان وخاصة أيام الصوم.

وقال قداسة البابا أن السيد المسيح تعرض لثلاث تجارب في الجبل، أولها كانت مجيء الشيطان له ليقول "إن كنت ابن الله فحول هذا الحجر خبزًا" ولكن السيد المسيح له المجد رفض عمل هذا حيث أنه لا ينظر للأمور المادية، والسيد المسيح عندما يفعل معجزة فيفعلها من أجل غيره وليس من أجل نفسه.
وأكد قداسة البابا أنه يجب علينا ان نعرف جيدًا أن التجارب الشديدة لا تأتي لنا من الله، بل الله لا يسمح بها، فهذه التجارب تأتي من الشيطان أو من الناس الأشرار "معاوني الشيطان" أو من داخل الإنسان نفسه.

وذكر البابا أمثلة لذلك، حيث أوضح أن تجربة أيوب كانت من عند الشيطان إلى جانب تجربة يهوذا وتجارب الآباء في البرية والسواح، كما أن تجربة الامبراطور نيرون وغيرته من الكنيسة تعتبر تجربة من أعوان الشيطان.

وذكر أيضًا انه من الممكن أن تأتي التجارب من الإنسان نفسه، وذلك بسبب قساوة قلبه أو بسبب انجذاب الشخص للشهرة أو الشهوة.
وأوضح البابا أنواع التجارب حيث قال أن تجربة أيوب كانت تجربة المال والأطفال والجسد، وذكر أن هناك أنواع أخرى من التجارب وهي تجارب الشهداء ومنها العذابات والإغراءات، إلى جانب تجارب في الخدمة وتجارب بهيئة مخاوف أو تجارب تأتي من الخيانة.

وأكد قداسة البابا أن اصعب التجارب التي حدثت هي تجارب الارتداد الكامل قبل مجيء المسيح، والتجارب الشديدة لا يسمح بها الله إلا للناس الأشداء فقط وليس الضعفاء، وأشار أن الرب سمح بالتجربة لأيوب لعلمه أن ايوب قادر على تحملها.

وخلال الوعظة ذكر البابا شنودة موقف الإنسان من التجارب فقال أن الإنسان يجب أن يحتمل التجربة ويصبر ويصلي من أجل مساعدة الله له، وأكد البابا شنودة أن هناك ما هو أعلى درجة من هذا وهو أن نشكر ربنا على هذه التجارب، بل الأكثر من هذا هو الشكر مع الفرح بالتجربة مؤكدًا على أن كل تجربة لها فوائدها.

أما بالنسبة لعمل الله أثناء التجارب فاوضح البابا شنودة أنه كما هو مكتوب بالانجيل في كورينثوس عدد 10 يقول "ولكن الله أمين الذي لا يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون".

حيث أشار البابا شنودة أن الرب من أمانته على الجنس البشري فلا يريد أن يجرب الشخص أكثر مما يستطيع بل أن الأكثر من هذا أن الرب يعطي مع كل تجربة منفذ لها.

وأكد البابا شنودة أخيرًا أن الرب يمنع الكثير من التجارب من الوصول إلينا، بل أن الرب معنا يعرف من هم أعداؤنا ويحمينا منهم دون أن نشعر.