إلى الأمام يا أحفاد الشهداء

د. سليم نجيب

بقلم د. سليم نجيب
أخيراً تحقق حلم الأقباط في مصر بأن نزل واعتصم شباب وشابات الأمة القبطية في ميدان التحرير بالقاهرة رافعين صوتهم واحتجاجاتهم عالية مدوية أمام الرأي العام المحلي والعالمي. لقد علا صوت شبابنا وشاباتنا رافضين دولة الظلم محتجين بانهم مهمشين،، مقهورين، مضطهدين بكل ما تحمله الكلمة من معنى وفقاً للمواثيق الدولية لحقوق الانسان وللقانون الدولي العام. حيث اصبح الدين معياراً اساسياً وسمة العصر لتولي الأقباط المناصب القيادية في كافة المواقع والسلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية والاعلامية.
يا احفاد الشهداء كانت هتافاتكم الوطنية تشق عنان السماء "قولوا لمبارك اصحى وفوق الأقباط ليهم حقوق"، "قولوا لمبارك والعادلي حبيبه دم اخواتنا مش حنسيبه" ، "يا مبارك يا مبارك انت فين؟"

أيها الشباب والشابات الأقباط

سوف تنهار وتتحطم قلاع وحصون قوى الشر والتعصب التي تغتصب حقوق الأقباط المكفولة في كافة المواثيق الدولية لحقوق الانسان. إننا لن نقبل السكوت على مثل هذه الجرائم والاضطهادات. إلى متى يا سيادة الرئيس المسئول الأول والأخير لما يلاقيه الأقباط من اضطهاد وقتل وظلم وتمييز وتهميش وتوجيهاتكم هي القانون والدستور لأنكم تملكون كافة السلطات في ايديكم بحكم الدستور الحالي.

وأنتم يا أحفاد الشهداء
ثوروا ضد الاضطهاد والظلم والتهميش
ثوروا دفاعا عن اعراض فتياتكم
ثوروا ضد قوى الظلام والتعصب
ثوروا بلا خوف ولا تردد
ثوروا وقوموا بالاعتصامات والمظاهرات السلمية القانونية
"لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين" (2 كو 6: 14)
"ان كان عضو واحد يتألم فجميع الأعضاء تتألم معه" (1 كو12: 26)
"لا تخف بل تكلم ولا تسكت لأني معك" (أعمال 18: 9- 10)
"الله معنا.. لا تخافوهم" (عدد14: 9)
"ها أنا معكم كل الأيام والى انقضاء الدهر" (مت 28: 20)
"من يمسكم يمس حدقة عينه" (زكريا 2: 8)

يقول الكتاب المقدس "وحدث في ذلك اليوم اضطهاد عظيم على الكنيسة التي في أورشليم" (أع 8: 1). كما يتحدث الكتاب المقدس عن نهاية الطغاة ولقد رأينا جميعاً على الهواء مباشرة نهاية السادات حين قتله من كان يسميهم أبنائه وهذه هي النهاية العادية لهيرودس وكل هيرودس.
أيها القبطي أيها المسيحي المضطهد، إرفع الحجر، ارفع صوتك، ارفع رأسك، تكلم بالحق والقانون، اعمل، لا تتخاذل، لا تقصر، لا تخف لأن هناك حساب وسنسأل حتماً على تخذلنا وتهاوننا وتقصيرنا في الأمانة.
نجدد العهد دائما بالصمود والاصرار في المطالبة في كل المحافل الدولية بحق شعبنا المضطهد من كافة أجهزة الدولة حتى يتمتع القبطي بحق المواطنة الكاملة في أرض الاباء والأجداد.. مصر الخالدة.. التي ارتوت بدمائهم الطاهرة...
وأبواب الجحيم لن تقوى عليها.

ssnaguib@sympatico.ca
د. سليم نجيب
رئيس الهيئة القبطية الكندية
 دكتوراه في القانون والعلوم السياسية
محام دولي وداعية لحقوق الإنسان - قاض سابق
عضو اللجنة الدولية للقانونيين بجنيف

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع