نادر شكري
الأمن يحاصر منطقة كرموز ويطلب ضبط النفس وحذر من أعمال العنف أو ضرب الممتلكات!
تقرير: نادر شكري – خاص الأقباط متحدون
تسود حالة من الإحتقان الطائفي بمنطقة كرموز بالإسكندرية عقب تجمع المئات من المسلمين ومحاصرتهم لمنازل ومتاجر الأقباط والتعدي على بعضها الأحد رداً على مقتل مسلم عقب مشاجرة مع جاره القبطي، وحاصرت الأجهزة الأمنية المصرية المتظاهرين الغاضين لمنع تفجر أعمال عنف جديدة بعد ما شهدته مدينة الإسكندرية من أحداث طائفية على مدار الأعوام الماضية في منطقة شارع 45 بالعصافرة وزاوية عبد القادر.
المسلمين عبروا عن غضبهم لمقتل محمد عبد الرازق جمعة (36 عاماً) بعد مشاجرة وقعت بينه وبين جاره القبطي أيمن تاجي بسبب إلقاء قمامة بالمنزل، حيث تم طعنه ونُقل إلى المستشفى منذ السبت ولكنه لفظ أنفاسه الأخيرة الأحد، مما أدى إلى تفجر الغضب أثناء تشيع حثمانه حيث ردد المتظاهرين هتافات العداء ضد الأقباط وتوعدهم بالإنتقام، وأثناء التجمهر تم قذف متجرين للأقباط فأسفر عن تكسير وجهتهما.
صرح مصدر قبطي رفض ذكر اسمه أن أيمن تاجي ومحمد عبد الرازق يعيشان بمنزل واحد وقد تشاجرا في شهر يناير الماضي على اثر إلقاء محمد القمامة في حوشهم بالدور الأول حيث يسكن محمد بالدور الثاني، وأثناء التشاجر أصيب محمد بضربة سكين فى وجهه وأخذ أيمن سنه وتم الاستئناف واضطرت أسرة أيمن للإنتقال إلى سكن آخر بسيدى جابر وقاموا بإغلاق شقتهم، ولكن القتيل كان دائم تكسير نوافذ الشقه ويوم السبت قام بكسر باب الشقه فحضر أيمن وأخوته، وتوسعت المشاجرة بين الطرفين بتدخل عدد من أقباط ومسلمي العقار، وأسفر عن طعن المسلم وعلى إثرها انتقلت قوات الأمن -حيث يقع قسم شرطة كرموز بالقرب من العقار- وقامت بالقبض على أيمن تاجي وعدد من المشاغبين، وتم نقل محمد عبد الرازق إلى المستشفى ولكنه توفى صباح الأحد، وأثناء تشييع جنازته تجمع المسلمين وقاموا بترديد الهتافات وقاموا بقذف متجرين "المناهري، والتوأم" مما أسفر عن تحطيم وجهتهما، وحاصرت قوات الأمن المتظاهرين وقامت بفض التظاهر في ساعات متأخرة من الأحد.
وتفرض قوات الأمن حتى الآن حصار حول المنطقه تحسباً لتجدد أعمال الغضب في أي وقت، وقد حذرت الأجهزة الأمنية تجدد أي أعمال للعنف من شأنها التأثير على المصالح العامة وممتلكات المواطنين، وأكدت أن الحادث فردي جنائي ليس له علاقة بالأديان، وتم تحويل الجاني لنيابة كرموز للتحقيق لتقديمه للمحاكمة، وطالبت ضبط النفس وعدم خلط الأوراق أو تحويل حادث فردي إلى أحداث طائفية جديدة.
صرح عادل لبيب محافظ الاسكندرية فى تعليقه على الحادث لوسائل الإعلام أن الطرفين حدث بينهما مشاجرة فى يناير الماضي وتركت الأسرة القبطية المنزل وانتقلوا إلى مكان آخر، ولكن أحد الأشخاص أبلغ أيمن تاجي القبطي أن القتيل قام باقتحام شقتهم المغلقه بمنطقة كرموز، فجاءت الأسرة وحدث مشاجرة عادية وأثناء المشاجرة تلقى القتيل طعن وتوفى في اليوم الثاني، وأضاف أن الحادث جنائي والمواطنين لديهم تفهم للموقف وأن الأوضاع تمر في هدوء الآن.
من جانبه قال جوزيف ملاك نائب مركز الكلمة لحقوق الإنسان بالإسكندرية أن الأوضاع الآن تم السيطرة عليها من قبل الأجهزة الأمنية، مؤكداً أن الحادث فردي ولا يجب استغلاله في تفجير الأوضاع أو استخدام سياسة العقاب الجماعي للأقباط، لأن الحادث وقع بين شخصين وليس لأقباط المنطقة علاقة به بل أنهم رافضين لأي حادث يستهدف قتل النفس، وأشار أن هناك بعض المغرضين الذين يتربحوا من وراء تلك الأحداث وهم من يهدفوا إلى استغلالها للتأثير على سلامة المجتمع والوحدة الوطنية، وناشد المواطنين بالإسكندرية بعدم تعكير صفو السلام الذي تعيشه المدنية منذ أحداث شارع 45 الأخيرة وترك الأمر والجاني للعقاب القانوني، وعدم استخدام سياسة القصاص الفردي لأننا نعيش في دولة قانون.
http://www.copts-united.com/article.php?A=1446&I=38