عماد توماس
**كتب:عماد توماس -خاص الأقباط متحدون
قال القس الإنجيلي "نبيل الأسير" في مقال نشر أمس على موقعه "حاملو الصلبان" أن الكنيسة واجهت منذ نشأتها الأولى اضطهاداً ظالماً من الأمة الإسرائيلية وخاصة من السلطة الدينية التي قاوم فيها الصدوقيون والناموسيون والفريسيون خدمة السيد المسيح، ومن السلطة العسكرية وهم الهيرودسيون الذين يمثلون السلطات الحكومية المحلية ومن السلطة السياسية التي مزجت الجماعات الدينية فيها الدين بالسياسة وتزعمت الأمة في مقاومة الذين يخالفونهم في الرأي.
وأضاف الأسير في مقاله: أن الرومان اضطهدوا الكنيسة بقساوة قلب تزاملت وتزامنت مع اليهود فكان اضطهاد اليهود للمسيحيين أشد مكراً وكان اضطهاد الرومان لها أشد جنوناً.
وأشار الأسير إلى اضطهاد المسيحيين على يد العثمانيين الذين حوّلوا الكنائس إلى جوامع إسلامية، وبعد حروب الفرنجة اشتدت عداوة العثمانيين وحدث شرخ في العالم قسمه دعاة الإسلام السياسي: إٍلى ديار الإسلام وديار الكُفْر!
وتعجب القس الدكتور نبيل الأسير منَ كتاب ألف ليلة وليلة، الذي يؤرخ للحروب الدينية ويستخدم نفس المنهج: قتلى المسلمين شهداء سينعمون بالجنة وقتلى المسيحيين كفار سيلاقون عذاب الجحيم.
ويضيف الأسير أن مِنَ أعجب الأمور المثيرة للحزن الشديد: اضطهاد المسيحيين بعضهم لبعض مستشهداً بحروب الكاثوليك والبروتستانت وهي الحروب التي أجبرت البروتستانت إِلَى الهجرة إِلَى أمريكا وإعلان الكاثوليك أنَّ كنيستهم هي: الكنيسة الوحيدة الجامعة الرسولية وأنه لا خلاص خارج أسوارها ونفيهم لأي كيان كنسي غيرهم باق حتى اليوم رغم أنهم يتكلمون كثيراً عن التسامح والسلام والحوار البناء مع كل الديانات.
ويرَ الكاتب أيضاً أن هناك اضطهاد الأرثوذكس للإنجيليين ويستشهد بمقولة البعض بأنهم ذئاب في ثياب حملان، وأن البروتستانت عليهم الرجوع إِلَى كنيستهم الأم أو الرحيل باعتبارهم أجانب!
ونتيجة لذلك يضيف الأسير إن رد الفعل الإنجيلي ضد الكاثوليك والأرثوذكس مقولتهم المؤسفة جداً: إنَّ البابوية كُفْر!
ويختم الأسير مقاله بنبرة أسف قائلاً: "ألم يسمعوا جميعاً ويفهموا قول رأس الكنيسة: "كُلُّ مَمْلَكَةٍ مُنْقَسِمَةٍ عَلَى ذَاتِهَا تُخْرَبُ وَكُلُّ مَدِينَةٍ أَوْ بَيْتٍ مُنْقَسِمٍ عَلَى ذَاتِهِ لاَ يَثْبُتُ" وإنَّ انقسام الكنيسة المنظورة عَلَى ذاتها يُخربها وكل من يشارك في ذلك عليه أنْ يَُراجع نفسه لئلا يُدان! وتنطبق عليه الحيثيات التالية:" قَدْ بَادَ التَّقِيُّ مِنَ الأَرْضِ، وَلَيْسَ مُسْتَقِيمٌ بَيْنَ النَّاسِ. جَمِيعُهُمْ:.يَصْطَادُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً بِشَبَكَةٍ... "
وفي اتصال هاتفي لـ "الأقباط متحدون" مع القس نبيل الأسير، قال أن الحروب الدينية تتنوع بحسب دوافعها والغرض منها فهناك حرب دينية هدفها القضاء على دين معين أو نشر دين.
وأضاف الأسير أن هناك حروب وظفت الدين كحافز تجمع به الجيوش وكغطاء لأهدافها الاحتلالية السياسية، وأبرز مثال لها هو: حروب الفرنجة المعروفة باسم: الحروب الصليبية أما الآن فالقوى الكبرى لا تحتاج لمثل هذا الغطاء الديني في حروبها السياسية لتعطي هذه الحروب شرعية أخلاقية وإن كان لا يمكن لأحد أن ينزهها عن المصلحة في اشتعال نيران الحروب الدينية في بقاع معينة من العالم، ويدعو الأسير جميع العقلاء والمستنيرين أن يعملوا على إطفاء هذه النيران.
ويقوم الآن القس الدكتور نبيل الأسير بإعداد كتاب بعنوان "عار الحروب الدينية".
http://www.copts-united.com/article.php?A=1465&I=39