مايكل فارس
• مصطفي الفقي: طالب الأزهر ليس له أي علاقة بالآخر المختلف دينيًا منذ دخوله المدرسة حتى التخرج.
• الجرائم والفتن الطائفية مصدرها الشحن الإعلامي.
• سالم عبد الجليل: الأزهر لا يقبل اسلمة القاصرات!
• الأنبا بسنتي: من لا يحب فهو غير مسيحي.
• الدكتور صفوت البياضي: التعليم المصري خلط بين المنهج التعليمي والديني.
• جرجس صالح: اطالب الأسرة والكنيسة والجامع بتعليم الحب وقبول الآخر.
كتب: مايكل فارس – خاص الأقباط متحدون
أقام مجلس كنائس الشرق الأوسط السبت الماضي مؤتمرًا تحت عنوان "اللقاء الفكري للشباب.. بذرة محبة نحو علاقة سوية" ضمن سلسة لقاءات برنامج الحوار المسيحي الإسلامي، ضم اللقاء السيد جرجس صالح "أمين عام مجلس كنائس الشرق الأوسط"، ونيافة الأنبا يوحنا قلتة "النائب البطريركي للأقباط الكاثوليك"، والدكتور مصطفى الفقي "رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب"، والدكتور صفوت البياضي "رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر"، والدكتور سالم عبد الجليل "وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة"، والأنبا بسنتي "أسقف حلوان والمعصرة".
بداية تحدث الأستاذ جرجس ابراهيم صالح "أمين عام مجلس كنائس الشرق الأوسط" وأكد أن هذا اللقاء من ضمن سلسلة لقاءات للحوار المسيحي الإسلامي تأكيدًا على القواسم المشتركة التي بيننا، الأمر الذي يكذب القائلين باستحالة التعايش فيما بيننا.
وطالب صالح بأن يكون بمناهج التعليم ما يحض على حب الآخر والعيش المشترك، وطالب الأسر بتنشئة الأبناء على الحب وأن يعمل الكنيسة والجامع معًا على ترسيخ هذه المبادئ، وكما أنه على وسائل الإعلام ألا تؤجج الفتن الطائفية.
من جانبه تحدث د. مصطفي الفقي "رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب" قائلاً أن هناك فيروس جديد يحاول أن يهدد المجتمع الواحد وينال من وحدته، وأن الإسلام والمسيحية منه براء.
وأشار الفقي إلى فتره وجوده في الهند التي بها أعراق وأديان وقوميات مختلفة إلا أنها تعيش في تماسك، وقارنها بمصر متحده العرق والأصل وبالرغم من ذلك هناك ممارسات تفرق بين المسيحيين والمسلمين في مصر، وأوضح أن الإعلام له دور خطير في التأثير على عقلية الناس، خاصة بعد تزايد أدواته ومنابره.
وقال الفقي أن من أسباب التفكك في مصر تعدد مصادر التعليم، فهناك تعليم أزهري وآخر مدني وآخر حكومي وخاص واستثماري، وكل منهم يفرز نوعية من الطلبة، وتساءل كيف لطالب الازهر أن يستوعب اللآخر وهو لا يتعامل معه منذ دخوله للمدرسة حتى التخرج؟
وأشار الفقي أن الجرائم والفتن الطائفية نابعة من الشحن الإعلامي والقنوات الدينية والخطاب الديني المتشدد الذ ي لا يعكس حقيقة الإسلام، فالتعليم والإعلام وخطبة الجمعة وعظة الأحد يشكلون عقلية المواطن، وشدد على أن عبارات التكفير والتخويف ونبذ الآخر هي عبارات دخيلة بعيده عن تاريخنا المصري.
وأنهى الفقي كلمته بأن الحل هو ضرورة مراجعة الذات والبحث عن أسباب الخلاف وعدم الحديث عن حوار الأديان لأن العقائد مطلقة والحياة نسبية لذا فيجب أن تكون حوار أصحاب الأديان.
وتحدث الدكتور صفوت البياضي "رئيس الطائفة الإنجيلية" مؤكدًا أن التعليم هو قضية لم يُحكم فيها بعد وملفاته مفتوحة، فمصر بها 17 مليون طالب والتعليم هو مسئولية الدولة من رياض الأطفال حتى التخرج من الجامعة، ومن معوقات الجيد الميزانية المنخفضة التي تحدد له من الناتج القومي، حيث أن مصر تضع 4% من الناتج القومي الإجمالي للتعليم، وهي أقل نسبة في الدول المجاورة في المنطقة مثل الكويت والمغرب وإسرائيل؛ لذا فالتعليم الحالي يحتاج لميزانية ضخمة كي نجني ثماره.
وأكد البياضي أن سلبيات التعليم هي الخلط بين المنهج التعليمي والديني سواء بقصد أو بدون قصد، لذا لا بد من مراجعة صياغة مناهج التعليم بواسطة خبراء من أجل هذا الوطن.
ورفض البياضي استخدام لفظ آخر، مؤكدًا أن المسيحي ليس آخر للمسلم والعكس أيضًا.
من جهته أكد الشيخ سالم عبد الجليل "وكيل وزارة الأوقاف" على أن التعددية هي مرادف للاختلاف وهو سلم طبيعي لسلامة الكون، وأن من يظن أنه يستطيع أن يجعل الناس على عقيدة أو عقل واحد فهو أقرب للجنون، فالله جعل الناس شعوبًا وقبائل ليتعارفوا وليس ليتحاربوا.
وشرح عبد الجليل معني المسجد بالنسبة للمسلم، مؤكدًا أن المسجد هو أقدس مكان على ظهر الأرض بالنسبة للمسلم الذي يتردد عليه، وإمام المسجد أقدس له من الآباء والأمهات، لذا فخطاب المسجد أخطر خطاب عند المسلم؛ وأكد أن وزارة الأوقاف تضم 100 مسجد وأن الخطاب الديني بهم معتدل، ولكن المشكلة في الأيادي التي تهدم وهي بعيدة عن الأزهر، مشيرًا إلى أنه في الأزمنة القديمة عندما كان المسجد فقط هو الموجه الوحيد لعقل المسلم كان هناك تسامح ولا نعرف مسيحي أو مسلم بل مصري بغض النظر عن دينه.
ووجه عبد الجليل حديثه لأئمة المساجد الحاضرين قائلاً "علينا أن نضع خطة لبناء المسلم، لبناء العقل الناقد لذاته الذي يؤمن بإعمال العقل"، كما أكد أن الله قال "وكرّمنا بني آدم" ولم يقل كرمنا المسلمون لأن الله كرّم الإنسان لأنه إنسان وتبقى الإنسانية هي العامل المشترك بيننا.
ورفض عبدالجليل إقصاء الدين من مناهج التعليم مؤكدًا أن الكارثة التي نحن بصددها ليست بسبب الدين بل بسبب الفهم السيئ للدين,
وأنهى حديثه بجملة "المصريون ليسو قطبين بل مصريون فحسب"
وبسؤاله عن اعتماد الأزهي أسلمة القاصرات أجاب أن الأزهر لا يقوم بأسلمة القاصرات ولا يقبلهم، فلا بد أن يكون هناك بطاقة رقم قومي وجلسة مع من يريد الإسلام، ولكن إن حدث ذلك فهو خارج مؤسسة الازهر.
وعلق الأنبا يوحنا قلتة على هذه الجزئية قائلاً أن البشرية لم تشهد دين واحد يسيطر على مدار تاريخها، والمسيحيون والمسلمون معًا يشكلون ثلث العالم والثلثين أديان أخرى، فلماذا الاستعلاء والتكبر على باقي الديانات؟ كما أن الحروب قامت بين أتباع الديانة الواحد فأي مذهب كان صحيح؟
وتحدث نيافة الأنبا بسنتي "أسقف حلوان والمعصرة" قائلاً أن دور الكنيسة هام في زرع الحب والله محبة، فمن قال أنه يحب الله ويبغض أخاه فهو كاذب كما قال السيد المسيح؛ وقال أيضًا أحبوا أعدائكم باركوا لاعينيكم صلوا من أجل الذين يسيئون إليكم، وأكد أن الإنسان إن خرج عن حبه خرج عن مسيحيته، وأضاف أن الكنيسة تعلّم الناس أنهم أخوة في البشرية والإنسانية كما قال السيد المسيح "أحب لقريبك ما تحب لنفسك".
وأنهى الأنبا موسى كلمته مشددًا على قوة العلاقة بين المسيحيين والمسلمين، فالمسلم جاري في السكن وزميلي في العمل، وأشار إلى المسلم الذي سقط في "بيارة" وحاول 4 مسيحيين إنقاذه وماتوا جميعًا.
ووجه أحد الحاضرين سؤال عن تنقيح مناهج مدارس الأحد بسبب بعض موضوعاتها، فقال "حدد لي موضوع واحد مش عاجبك من مدارس الأحد ونشوف فيه إيه، لكن في المطلق كدة ما ينفعش!".
http://www.copts-united.com/article.php?A=14719&I=368