الأنبا جبريل: على الدولة أن تحكم مواطنيها بالمساواة والعدل (1-2)

مايكل فارس

• الاضطهاد سيتوقف عندما يأتي المسيح
• حدثت معجزه بالنمسا أثناء استشهاد أقباط نجع حمادي أكدت أن الله قبل أرواح الشهداء كذبيحة طاهرة.
• حادث نجع حمادي وحّد الأقباط في العالم
• مواطنون ونريد المساواة كمواطنين فقط
• سلبية الأقباط لها أسبابها
• قداسة البابا شنوده لا يعلم بخروج الكهنة والأساقفة بالمظاهرات مسبقًا ولكنه يعرف بعد خروجهم.
• الكنيسة هي التي حَمت الأقباط حتى الآن
• لا يوجد مطالب سياسية للأقباط بل مطالب حقوقية
• توتر العلاقة بين المسيحيين والمسلميين يعود لعهد السادات، فما زُرع في السبعينيات هو ما نحصده
• بناء كنيسة بالنمسا يحتاج لإمضاء موظف "صغير" فقط
• الكاهن غير مُطالب بالفحص عن مدى صحة المكتوب في البطاقة الشخصة، فهو لا يعمل في السجل المدني
حوار: مايكل فارس – خاص الأقباط متحدون

الأنبا جبريل أسقف النمسا مع قداسة الباباأقباط المهجر.. لفظ يتكرر كثيرًا ويُتهم بالعمالة والاستقواء بالخارج، وقد قام أقباط المهجر بعدة مظاهرات في العديد من دول العالم تنديدًا بما يحدث لاخوتهم داخل وطنهم الأم (مصر)، ومن هذه المظاهرات ما اشترك فيه الأساقفة والكهنة بالخارج لأول مرة، وطالبت هذه المظاهرات العديد من المطالب المشروعة في نظرهم، وهي المطالب التي يطالبون بها دائمًا لإرساء مبادئ المواطنة في مصر.
لذلك رأيما لزامًا علينا في الأقباط متحدون أن نلتقي الأنبا جبريل – أسقف النمسا ليتحدث بصراحة عن ورؤيته في مظاهرات أقباط المهجر وعن أحداث نجع حمادي ورؤيته عن الاضطهاد وقضايا التنصير وخروج الأساقفة والكهنة للمظاهرات ومطالب الأقباط بحقوقهم، قضايا كثيرة وشائكة فتحناها مع أسقفنا.. فإلى الحوار...
 
- بداية كيف ترى نيافتك مذبحة نجع حمادي والتغطية الإعلامية لها؟
- كان حادث أليم وأحزن المسيحيين في العالم كله، ووصل خبر المذبحة لأقباط المهجر بسرعة البرق، حيث تداولوه بسرعة حتى قبل أن يعرفه من هم بمصر. قفد حدث الاعتداء في منتصف الليل ووصل إلى الولايات المتحدة حيث كان عندهم نهار، فتناقلوا الخبر والناس في مصر نيام.
وكان الحدث عنيف جدًا لذلك كان رد فعل أقباط المهجر هو نوع من التنفيس عن الكبت الداخلي، وما حدث أصفأ بهجة العيد لدى كل مسيحي العالم، لذا خرجت المظاهرات خاصة في النمسا، ولم يسيئوا إلى دين أو لدولة ولكن طالبوا بحقوقهم ومحاكمة الجاناة محاكمة عادلة.
 
- كيف أثر حادث نجع حمادي على أقباط المهجر؟
- المشكلة الكبرى أن المسئولين المصريين الكبار دائمًا ما يعطوا وعود للكنيسة وعندما يحدث اعتداء يقولون أنه سيكون آخر حادث، وعندما تتكرر الوعود سنة بعد أخرى دون تنفيذ يشعر الأقباط بإحباط شديد وهو الذي يؤدي لتولد علاقات غير طيبة بين الأطراف.
حادث نجع حمادي وحّد الأقباط في العالم وعلّمهم كيف يكونون واحدًا، والكثير من الأقباط تصالحوا بسبب هذا الحادث والكنيسة كسبت بسببه أمور كثيرة من ضمنها أن شهداء نجع حمادي انضموا لشهدائنا الذين يشفعون لنا أمام الله.
الأنبا جبريل أسقف النمسا مع المحرروهناك معجزه حدثت بالنمسا وهي أن أحد الشباب رأى المياه التي يقوم الكاهن برشها في نهاية القداس قد تحولت لدم، فارتبك بشده وخاف لدرجة أنه لم يستطيع النوم في هذه الليلة -وهو شاب قبطي مولود بالنمسا-، وعندما قص لي هذه الواقعة سألته عن الساعة وقتها فقال الساعة 10 مساءًا -والتي تعادل 11 مساءًا في مصر-، وكأن الله قبل دم هؤلاء الشهداء مع ملاك الذبيحة كذبيحة طاهرة، فالكاهن عندما يصرف الذبيحة يقول "يا ملاك هذه الذبيحة الصاعد للعلو.. اذكرنا أمام الرب.." والعحيب أن حدث يتم في صعيد مصر ويعلنه الله في بلاد بعيده بأميال مثل النمسا.

- أصوات مصرية قالت أن خروج الأساقفة والكهنةعلى رأس المظاهرات يثير الفتن الطائفية.. فما رأي نيافتكم؟
- الذين يقولون ما هو المفروض من عدمه عليهم أن يضبطوا الجناة والذين وراء الحادث ويحاسبونهم، وبعدها يحاسبوا الأقباط الذين يخرجون للمظاهرات إذا لم يكن لديهم سبب مقنع لخروجهم، وما معنى أن يخرج الشعب بمظاهرة ولا يخرج الكهنة معهم؟ فهل الشعب حزين والكاهن لا؟... وفي اعتقادي أن الواجب علينا كمصريين أن نُظهر مصر في صورة جميلة أمام العالم لأنها أمنا؛ والأقباط الذين خرجوا للمظاهرات يحبنوها وأعلنوا ولائهم لها ولكنهم يرفضوا الظلم والقهر الذي يُشعر به أقباط الداخل.

- هل يعلم قداسة البابا شنوده بخروج الكهنة والأساقفة للمظاهرات قبل خروجهم؟
الأنبا جبريل أسقف النمسا - لا.. فهو لا يعلم مسبقًا بخروجهم، ولكنه يعرف بعد خروجهم، ففي الغرب يستطيع الشخص أن يعبر عن رأيه والخروج في أي وقت لعمل مظاهرة وفقًا للقانون، والأساقفة والكهنة خرحوا في المظاهرات عن أنفسهم وليس عن الكنيسة.

- ما هي الحقوق المنقوصة للأقباط والتي يجب أن يحصلوا عليها؟
- الأقباط شعب طيب ومسالم ووفي جدًا لوطنه وكنيسته ورئيسه، فهم يحبون الرئيس مبارك ولكنهم يتمنون العدل ويريدون العيش في سلام؛ وموقع الأقباط متحدون كتب كثيرًا عن هذه الحقوق، وأنا قرأت الكثير منها، فارجع للأقباط متحدون.

- بعض التصاريح الأمنية قالت أن الكموني الذي قتل شهداء نجع حمادي لم يكن بكامل قواه العقلية وتقارير من محاميه أنه مريض نفسي.. فما رأي نيافتكم في هذا؟
- نفضل الصمت حتى يخرج حكم القضاء الذي إن فحص الحادث بدقة سيصل للنتيجة التي نتمناها، وهذه الحادثة تحديدًا مختلفة عن أي حادثة أخرى لأن الضمير العالمي كله تحرك ويطالب بالعدالة.

- من وجهة نظر نيافتكم.. هل ستتكرر مأساة الكشح ونجع حمادي؟
- لقد تحدثنا مع المسئولين المصريين في النمسا ومع اللجنة القنصلية التي تقابلنا معها هناك، وكثير من الوزراء والمسئولين الذين استقبلناهم في النمسا ووعدونا بالحلول، ونتمنى أن يكون حادث نجع حمادي آخر حادث في ظلم الأقباط ويتم القصاص من الجناة.

الأنبا جبريل أسقف النمسا - ولكنها وعود فقط لم تتحقق؟
- نحن لا بد وأن نعطي فرصة اختبار للوعود، ونتمنى أن تتم، فاذا تمت سنكون في غاية السعادة، وأنا كتبت مقال في إحدى جرائد النمسا بأننا مواطنون ونريد المساواة كمواطنين فقط.

- يُقال أن نيافتكم حضرتم مظاهرة في ديسمبر الماضي في ذكري اليوم العالمي لحقوق الإنسان وقلتم فيها أن الأقباط محاصرون ما بين الاضطهاد والمذابح.. فهل تم هذا؟
- أنا حضرت المظاهرة ولكني لم أخطب فيها ولكنها إشاعات من بعض الجرائد، ولكني حضرت اجتماع csi وهو اجتماع متعلق بالمسيحيين المضهدين في العالم، وهو اجتماع صلاة لم يكن فيه خطب نارية ولم ألقي به خُطب أو أي شيء، ونحن نقول رأينا بكل وضوح للمسئولين المصريين.

- ما هي الخطوات التي يجب أن تفعلها الدولة والأقباط كي يحصلوا على حقوقهم؟
- الاثنين لهم دور مهم، الأول الدولة التي يجب أن تحكم مواطنيها بالمساواة والعدل؛ والتي عليها واجبات هامة في مقدمتها حماية المواطن أيًا كانت ديانته، ولكن ما حدث ليلة العيد بنجع حمادي من قتل الأقباط يدل على تقصير أمني واضح جدًا في حماية الأقباط؛ لذا على الدولة أن تُعلي قيمة المواطنة على أي قيم أخرى.
أما الأقباط فعليهم المطالبة بحقوقهم، وهذا شيء مشروع في كل دول العالم، فأي شخص مظلوم يعبر عن ظلمة بطريقة مهذبة وراقية لبناء الوطن.

- هل تعتقد أن الاقباط سلبيين؟
- هناك ظالأنبا جبريل أسقف النمسا مع المحررروف مر بها الأقباط عبر مئات السنين أدت بهم أن يكونوا سلبيين بعض الشيء.

- هل خوف القبطي من الاعتداء عليه وعلى أسرته أو قطع "رزقه" جعله لا يغامر ولا يخاطر؟
- قد يكون سبب، ولكن بشكل عام فالمسيحية توصي أن نكون مواطنين صالحين، ونحن نقبل رأي الرؤساء والحكام وإذا كان هناك ظلم فنحن نُظهره بهدوء ولياقة.

** الأنبا جبريل أسقف النمسا في سطور
* حصل على بكالريوس الطب عام 1982.
* ذهب عام 1991 إلى دير الأنبا بيشوي في وادي النطرون وتكرس عام 1992 كراهب وعام 1995 أصبح كاهن.
* دعم المجتمعات المحلية القبطية في ألمانيا وسويسرا وأسقف تكريس 17\6\2000.
* في 5\6\2004 أصبح أسقف النمسا وضواحيها