بقلم : مجدى الجلاد
لعن الله «كرسى الحكم» الذى يراق على جوانبه الدم..!
اللعنة على السلطة والجاه والنفوذ وحب الدنيا والشهوات.. اللعنة على التاج والصولجان والحاشية والمال والنزوات.. اللعنة على دنيا تزول فى لمح البصر.. ونفَس يدخل فلا يخرج.. وقلب متعلق بحب النفس، وينبض مع كل ضغطة على «زناد الرصاص والموت»، مع أن كل نبضة فى الصدر والعروق تحمل أسباب الموت ونهاية الحياة..!
اللعنة على من خرج مقاتلاً ابن وطنه وأيامه فى سبيل «الكرسى».. فأطلق رصاصات الغدر على «جسد عذرى» لعروس لم تدخل دنيا اسمها «ميادة أشرف».. اللعنة عليه وعلى من دجّجه بالرصاص، سواء أكان من «أجهزة الأمن» أو «أجهزة الإخوان».. واللعنة على من أمسك سلاحاً وغدر به عروساً لم تدخل دنيا اسمها «مارى سامح».. اللعنة عليه وعلى من منحه تصريحاً بالقتل، قائلاً: «لن تؤمن إلا إذا باركت مسدسك برصاصة فى ظهر فتاة مسيحية»..!
ماتت «ميادة» لأنها آمنت بحق المواطن فى المعرفة.. فحملت الكاميرا والقلم لترصد صراعاً مريراً على «كرسى الحكم».. صراعاً على الدنيا.. على الشهوات.. صراعاً تحت أقدام رجل متخلف، دخل قصر الرئاسة، فظن أنه فى «دوّار العمدة» ببلدته «العدوة».. رجل أخرق لم يدرك أن مصر أمة كبيرة، فحكمها على دخان «البخور»، وزيوت «اللحى».. غير أن «ميادة» التى عادت إلى بارئها، لا تعرف قطعاً لماذا قتلها القابض على «الزناد».. هل هو ضابط تربى على «القهر والقمع»، وغرسوا بداخله نظرية «القتل المجانى».. أم هو إخوانى زرعوا فى قلبه ديناً لم يبعث الله به رسولاً..؟! ديناً يقول له: «اقتل.. تدخل الجنة».. ديناً يعلمه أن ربه هو «المرشد»، وأن الجنة فى المقطم، والنار موقدة فى خريطة مصر بطولها وعرضها..!
ماتت «ميادة» لأنها حلمت بأن تكون صحفية نابهة يفخر بها أهلها.. حلمت بأن تعود إليهم فى قريتها الفقيرة بجائزة الصحافة، فعادت جثة هامدة وروحاً مغدورة.. والثمن «الكرسى»..!
ماتت «مارى» لأن قلبها الرقيق كان ينبض بحب الناس.. كل الناس.. مسلمين ومسيحيين.. لذا استقلت سيارتها إلى «عزبة النخل» لمساعدة الفقراء.. «مارى» لا تسأل الفقير عن دينه.. لماذا تسأله وهى ترى أرض مصر محفورة على وجهه..؟! «مارى» لا تطلب من الأرملة مباركة «الكنيسة».. فهى تذهب إليهم كل «جمعة» لتضمد جراحهم.. وجراح الفقراء ليست مسلمة ولا مسيحية.. جراحهم مصرية.. صنعها مصريون.. حكموا.. فظلموا.. وفسدوا.. فلم يفرق الفقر بين مسلم ومسيحى.. ولم يميز المرض والجهل بين هذا وذاك..!
دم «مارى» ليس حائراً بين الأمن والإخوان مثل «ميادة».. كل القرائن والشواهد تشير إلى «صناديد الجماعة».. شباب سكن أعماقه الإيمان بالمرشد والشاطر وأعضاء مكتب الإرشاد، فخرج للجهاد ضد «ميادة» و«مارى».. شباب تحلّى بالشجاعة وحمل لواء «الإسلام».. غير أن بوصلة الجهاد أصابها عطب، وبدلاً من الجهاد لتحرير الأرض والعرض من «الصهاينة» جاهدوا فى «عين شمس» ضد «مارى» التى اغتصبت أرض فلسطين، وأبادت شعبها..!
ماتت «ميادة» و«مارى» لأن رجالاً فى مصر تخنثوا.. فتصارعوا وتقاتلوا للفوز بـ«كرسى الحكم».. ولكن على جثث العذارى..!
الوطن
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=148480&I=1854