تأليف: أنطوني ولسن
تحذير: هذه القصة للكبار فقط
زميلاتها اللواتي جئن ليباركن لها، كان حديثهن يدور بمجمله حول أستراليا، وان شدّت (البنت) ثريا، وتجرأت وسألتها عن الحب وما رأيها فيه؟ ويبدو ان شكلها، عندما طرحت عليها السؤال، كان جوابا بحدِّ ذاته، لذلك قالت لها ثريا:
- باين عليك هبلة وعبيطة. انا مش عارفه الهبل بيتجوزوا بسرعة.. واحنا اللي فاهمين يا عيني علينا، بختنا مايل، خلينا ياختي في الست اللي اسمها أستراليا، اللي انت رايحة عليها.
أخذت كل زميلة تدلي بدلوها عن أستراليا، واحدة تقول.. انها بلد اوروبي..واحدة تدعي انها بلد مرمي في آخر الدنيا.. وأخرى تجزم على ان فيها الجماعة السود اللي بياكلوا البني ادمين. وكن يضحكن وهي معهن تضرب اخماساً باسداس حول أستراليا والحياة هناك.
اليوم هو اليوم الرابع بعد الزواج. لقد خرج فيه فريد مبكراً على غير عادته، دون إيقاظ زوجته عفاف، التي ظلت " مقرفصة " فوق الكنبة وهي نائمة بوضع غير مريح، ركب الاتوبيس، وتوجه الى حي الدراسة ثم الى الباطنية. اشترى قطعة (حشيش معتبرة)، وكأن السنين التي قضاها في أستراليا لم تغير من تصرفاته، كما انه لم ينس كيف يشتري الممنوع.
مشى من الباطنية حتى الازبكية وهو يحلم بالليلة المرتقبة. ليلة حصوله على حقه كزوج واستمتاعه بالصبية عفاف. هناك في حي الازبكية سار في ممر تجاري يضيق قبل نهايته ويصب في شارع رئيسي. عرج فريد داخل مدخل لا تعرف اذا كان يؤدي الى محل تجاري أم الى حارة، لكنك تجد نفسك امام (مقهى بلدي) يجلس فيها اولاد البلد، يلعبون الورق ويدخنّون (الجوزة) لأنها على الأقل (نظيفة).. كما يجلس فيها بعض الأفندية المحترمين.
طلب فريد شاي الخمسينة التقيل، وطلب ايضاً (الجوزة) وغمز (للواد القهوجي) بعينه، وناوله حتة من الحشيش اللي اشتراه ومعها (جوز جنيهات) وهو يقول له:
- يللا يا مَعلمة.. ولع لنا حجرين حلوين زيك وخلينا نفطر بالشاي الخمسينة اللي على مزاجك.
تطلع القهوجي (بجوز الجنيهات وحتة الحشيش) وقال له:
- تكرّم يا ذوق، يا أبو الجدعنه..
وأدار ظهره متجها الى الداخل وهو يصيح:
- عندك واحد شاي في الخمسينة و(جوزه بِلي) دهب وحجر مولع بنار الغيره.. وأنا جاي..
اختفى القهوجي داخل المقهى، وبعد برهة عاد ثانية واتجه نحو فريد وقال له:
- بقول ايه يا ذوق.. لا مؤاخذه ما تتفَضل جوه علشان لا مؤاخذه يعني تاخد راحتك..
- وما له يا معلمه..
نهض فريد من مجلسه، وسار مع القهوجي، الذي اشار اليه بالجلوس على طاولة خاصة، وقال له:
-لا مؤاخذة يعني يا سيدنا لافندي، احنا ما شفناكش هنا قبل كده..
- أصلي أنا كنت مسافر، وجيت ووحشتي المكان..
- لا مؤاخذه كده، وهو حضرتك كنت بتيجي هنا!
- جرى ايه يا وللا.. أمال فين المعلم عبد الكريم الشبكشي، صاحب القهوة؟
- ما فيش حد هنا اسمه المعلم عبد الكريم. صاحب القهوة اسمه المعلم أبو سنه.. احسن ما تكون لا مؤاخذه مباحث، ولا من رجال الأمن..
أطلق فريد لضحكته العنان والقهوجي ينظر اليه في بله، ولا يعرف ماذا يقول له.. ، .. بعد لحظات هدأت ضحكة فريد، فنظر الى القهوجي وقال له:
- اسمع يا ابني.. أنا جاي هنا عشان مزاجي، بقالي اكتر من خمس سنين ما جتش هنا.. هاجرت لستراليا وأحب أعيش شويه في الماضي.. عندك مانع.
- لا أبداً.. وفين لا مؤاخذه أستراليا دي.. عند الخليج؟..وفيها بترول برضه؟
- خليج ايه وبترول ايه.. روح ياواللا هات الشاي والجوزه وبلاش عَكنَنه.
- لا.. اصلي اول مرة اسمع الاسم دا.. وحضرتك بتشتغل ايه هناك؟
- انا بوص في شركة كبيره..
- بوص.. يعني ايه بوص دي.. وظيفة مهمة؟!
- طبعاً.. يعني ريس..
- يعني زي الريس بتاعنا!
- يا واد ما توديناش في داهيه.. بوص يعني ريس على العمال..
- وبوص دي كلمة عربية؟
- لا.. انجليزي؟
- هو انتو ما بتتكلموش عربي هناك؟
- لا.. دي بلد انجليزي
- ودا سمه كلام.. دي الأرض بتتكلم عربي.. والارض بتاعة ربُنا ولازم تتكلم عربي.
- لا يا سيدي.. دي بلد افرنجي.. بتاعة خواجات. بس على فكرة فيها ناس من كل بلاد العالم. فيها عرب وامريكان وانجليز وفرنسويين.. الله جرى ايه يا واللا.. عايز ايه؟.. ما تفزّ تجيب الطلب.. واللا دا تحقيق بقى؟!
- لا يا بيه.. بس كلامك حلو وشدّني.. أنا من الاول كنت خايف زي ما انت راسي. لكن فر يره رايح اجيب الطلبات.. وأيوه جاي..
أحاديث كثيرة وطويلة دارت بين القهوجي وفريد ، وان كانت متقطعة لاضطرار القهوجي على مواصلة طلبات الزبائن، والظاهر ان فريد وجد فيه الانسان الذي يستطيع قضاء الوقت معه دون ملل.. وهو.. فريد.. ليست عنده نية العودة الى المنزل قبل الثامنة أو التاسعة مساء ليجد الجميع نياما.. فتناول طعام الغداء في المقهى، وكما اشار عليه القهوجي كان الغدا سمك وجنبرى ليستعد للدخلة.
- كل بالهنا والشفا.. آه.. انت داخل على معركة ومحتاج تتغذَى، لا مؤاخذه، دي دخلتك تعتبر الليلة يا سبع..
ضحك فريد بانسجام، وتناول طعامه بالهناء والشفاء، كما يقولون. استمر يدخن (الجوزه) ويشرب شاي الخمسينة، حتى قاربت الساعة السابعة مساء. عندئذ نهض وودع القهوجي واعدا اياه برؤيته مرة اخرى، قبل سفره، لاخذ بياناته، ليرسل له ضمانا بالسفر الى أستراليا. بعدها توجه الى محل (الحاتي للكباب) وأمر باعداد عشاء كبير من «الكباب والكفته والسلاطات» والذي منه.. ثم توجه الىمحل الخواجه (بنايوتي) وطلب كاسا من الخمر، تجرعها دفعة واحدة ولم ينس اصطحاب زجاجة من الخمر الغالي معه. وكانت عقارب الساعة قد بدأت تعانق العاشرة والنصف ليلا.
على الرغم من القلق الذي ساد المنزل، طوال اليوم. إلا انه لم يجد احدا مستيقظاً عندما فتح الباب ودخل الغرفة.. الأب، كما نعرف علاجه الوحيد الراحة والنوم، والأم، من كثرة عناء العمل في المنزل، ما ان تضع رأسها فوق الوسادة حتى تستغرق في نوم عميق والأولاد ينامون كالعادة باكراً.. ما عدا عفاف، فقد كانت جالسة القرفصاء فوق الكنبة (الاسلامبولي) واضعة يديها فوق ركبتها ورأسها محنيا بين يديها. وما ان رأت فريد داخلا، حتى رفعت رأسها الصغير، ونظرت اليه بعينين مشحونتين بعتاب أخرس، وتساؤل صامت عن سبب غيابه.
فاجأها بما يحمل.. أحضر الطاولة المستديرة الموجودة في الغرفة، ووضعها امامها والطعام فوقها، وبطريقة شيطانية أخذ ينظر اليها مبتسماً، وهو يخلع ملابسه قطعة قطعة، الى ان أصبح عاريا كما ولدته امه. وفي حركة تمثيلية، عندما رأها قد أغمضت عينيها، ووضعت يديها فوقهما حتى لا ترى ما رأت، قفز الى خزانة الملابس، وأخرج جلباباً أبيضاً لبسه دون ان يرتدي ثيابه الداخلية.
كبهلوان مدرب، فتح لفافة الأكل، بعد أن أمسك بيديها ورفعهما عن عينيها، لكي ترى ما احضره الليلة من عشاء فاخر.
لم يطلب منها النهوض من مكانها، ولا ان تعد له شيئاً ابدا، بل أخذ لنفسه مكاناً الى جوارها فوق الكنبة، وقرّب اللفافة الى أنفها وهو يردّد.. ليلتنا فُل يا فُل. ثم أمسك بزجاجة الخمر وتمتم بينه وبين نفسه.. الليلة خمر.. والليلة ايضا أمر..
عندما فتحت فمها لتستفسر عما قاله وعن الزجاجة. مدّ يده في حنان مبالغ فيه، ومرّرها على شعرها، وهو يتطلع اليها ويقول:
- أبدا يا حبيبتي.. انا لاحظت ان لونك أصفر وضعيفة، قلت لا زم تتغذّي، علشان كده جبت معايا مع العشا قزازة الكينا الحديدية تفتح نفسك للأكل وتخليكي زي الحديد.
صب قليلاً من الخمر في كوب قرّبه الى أنفها، فنفرت من رائحته. إلا انه لف ذراعه حول خصرها وجذبها اليه وقال:
- لا تخافي يا أجمل واحدة في الدنيا دي كلها.. أنا حاشرب الأول.
تجرّع ما في الكوب جرعة واحدة، وصب مرة أخرى، بعضاً من الخمر في نفس الكوب الذي بيده، واليد الأخرى ما زالت حول خصرها.
تأففت عفاف عندما ذاقت اولى قطرات الكاس، شعرت وكأن شيئاً يكوي فمها وحلقها، مما جعلها (تتشردق) حتى أغرورقت عيناها بالدموع. ظل فريد ممسكا الكاس.. قرّبها من فمها مرة ثانية، رغم الحالة التي آلمت بها ويده الثانية تقدم لها قطعة من اللحم المشوي، وهو يهمس في أذنها:
- ما تخافيش، المشروب ده طعمه لاذع حبتين، خدي حتة الكباب، وهي رايحه تضيع الحرقان، وتخليكي مبسوطه.
وضع قطعة اللحم في فمها، فشعرت بتغير تجاه فريد.. صورة الرجل (الحمش) الذي تخاف منه المرأة، بدأت تحل محلها صورة الرجل الطيب، الذي ترتاح اليه المرأة. لم يعطِها فرصة لمضغ قطعة اللحم بل ناولها رشفة من الخمر، لم تكن لها نفس القوة، ولم تترك اي تأثيرعلى فمها وحلقها، كالمرة السابقة، وبدأت تستسيغ طعم الخمر الممزوج بطعم اللحم المشوي، الذي يلقمها اياه رجل تزوجته منذ اربعة أيام، لم يحاول، قبل ذلك، معاملتها بمثل هذه الرقة وهذه النعومة.
شربت واكلت، وحاول الاقتراب من فمها بغية تقبيلها، لكنها نفرت منه، وابعدته عنها، رغم الخمرة التي بدأت تلعب بها، وتخدر حواسها، وتجعلها تترنح قليلاً. حدّث فريد نفسه قائلاً:
- لا ما بدهاش.. فاضل ع الحلو دأه..
أخرج السيجارة الملفوفة، وبدأ يشمها وكأنه يتمتع برائحة نوع غال جداً من العطور.. قرب السيجارة من انفها وتمتم:
-شمي وشمي.. ايه الريحة العطرة دي.. ايه رأيك يا عفعوفتي.. دا صنف آخر مزاج.. صاروخ حياخذنا ونطير هناك (مشيراً الى سرير النوم).
أعجبتها كلمة (عفعوفتي) وحكاية السيجارة الصاروخ التي ستأخذهما كطائرين الى السرير، فهمست وكأنها تحلم:
- وبعدين يا فرفورتي؟..
ما أن نطقت بهذه العبارة حتى نسي فريد نفسه، ووقف مهللاً مصفقاً..
- ايه دا ايه دا.. حلوه دي (فرفورتي)، قوليها كمان، قولي يا اختي قولي..
أشعل السيجارة، وصب كأسين من الخمر، ناولها كاسها، فأمسكت به، وفمها يستقبل قطعة لحم من يده الأخرى، ثم رفع كأسه عالياً ففعلت مثله..
- في صحة عفعوفتي..
- في صحة فرفورتي...
- أهو كده انحلت العقدة.. اشربي يا اختي اشربي.. حلاوتك يا واد يا جميل..
- هُس، أحسن اللي في البيت يسمعونا..
قرّب السيجارة من فمها وقال:
- خدي نفس خفيف الاول، تمام كده، ما تخافيش، خدي نفس أطول شويه وابلعي الدخان وطلعيه من مناخيرك.. زي كده.. عظمة على عظمة يا ست الستات.. امال داحنا جدعان وبنعرف نسكر ونحشش وآخر جدعنه.
- بتقول ايه يا فرفورتي.. احنا بنسكر ونحشش؟!
- لا يا حبيبتي.. احنا بناخد دوا علشان يفتح الشهية، ويدينا القوة علشان نقدر على اللي رايحين نعمله..
- حا نعمل ايه يا فرفو...
لم تكمل الكلمة، ولم يتوقف عن دفعها للتدخين والشرب والأكل في نفس الوقت. أحس انها قد نضجت وحان وقت قطافها.
قامت من فوق الكنبة «الاسلامبولي» وهو يمسك بيدها ويرقص بقدميه.. ترنحت قليلاً وكادت ان تقع.. احاط خصرها بيده.. حضنها بقوة.. قرّب فمه من فمها.. ازاحته في خفر ودلال.. سقط الغطاء عن رأسها.. انساب شعرها الفحمي الاسود وكأنه خيوط من حرير. صمت ولم يتكلم. أخذ الكأس من يدها. وضعه على الطاولة. سحب نفساً طويلاً من السيجارة.. نفخه في وجهها.. إنتشت من رائحة دخانه.. اعاد الكرّه مرة ثانية.. أنتشت أكثر فأكثر. بدأ بمداعبة جسدها بيده اليمني، بينما اليسرى تحاول الامساك بها خوفا من الوقوع على الأرض.
حملها الى الفراش.. أغرز بها ناظريه بولع وشهوة.. تعرّى من ورقة التين.. تلوّت أمامه.. بهره عُريها. بدأ يراجع في مخيلته ما كان يشاهد من أفلام جنسية، والطرق المبتذلة التي كان يمارسها ممثلو تلك الافلام المشينة. نسي او تناسى، ان التي أمامه هي زوجته، وليست بائعة لذة، وان الذي في الافلام مجرد تمثيل رخيص جداً.
مع كل لمسة من يده، وقبلة من فمه، كانت عفاف تتأوه وتتلوّى وتصرخ، وفريد يعوّض من جسدها العاري حرمان الايام الأربعة التي أتلفت أعصابه. لكنها بالرغم من دغدغة حواسها ولذة الشعور الجنسي، لم تكن واعية او مدركة لما كان يفعل فريد.
أطل صباح اليوم التالي، او بالأحرى، ظهيرة اليوم الثاني.
استيقظت عفاف ثقيلة الرأس، كأن مجموعة من الشواكيش تدق كل خلية في رأسها. نزلت عن السرير، فوجئت في المرآة التي أمامها بأمرأة عارية تقف امامها. فزعت وضعت يداها على عينيها. لكن آثار الحشيش ما زالت تتلاعب بها في المرآة.. حدّثت نفسها.. لا، هذه امرأة اخرى.. هذه ليست عفاف.. مرة أخرى حدثت نفسها غير مصدقة.. بدأت تتمايل ذات اليمين وذات اليسار وتتأكد من ان هذه المرأة العارية التي امامها.. هي.. هي بلحمها وشحمها عفاف.
أعجبها جسدها.. استدارت واعطت ظهرها للمرآة.. تأملت جسدها من الخلف.. أهدت قوامها الممشوق ابتسامة. لم تكن تعرف انها تمتلك مثل هذا القوام الانثوي الجميل.
تقلب فريد وتململ في نومته، مدَّ يده ليحضنها فلم يجدها، وبعينين ناعستين لمحها واقفة عارية امام المرآة تستعرض جسدها. ضحك ونزل عن السرير ببطء، وقبل ان يتمكن من احتضانها، رأته في المرآة عاريا مثلها. شهقت وصرخت وكاد ان يغشى عليها. امسك بها قبل ان تقع على الأرض.. لامس جسده جسدها.. شعرت بقشعريرة وقرف. ازاحته عنها.. هالها منظر الدم الموجود على غطاء السرير.. صرخت وألقته أرضا وهي ترتجف.. في سرعة متناهية ألبسها فريد جلبابها، وارتدى هو جلبابه ايضاً، خوفا من دخول امهاعليهما وهما في هذا الوضع العاري جداً.
(يتبع)
http://www.copts-united.com/article.php?A=15063&I=376