جرجس بشرى
في فبراير 2009 الماضي صدر قراراً بالإفراج عن الناشط السياسي المصري أيمن نور، وقد لاقى هذا القرار ترحيباً مقبولاً من كثير من الأوساط السياسية في مصر وبعض الدول العربية والخارجية على حد سواء، وبعيداً عن الدوافع الظاهرة والخفية التي كانت وراء هذا الإجراء، إلا أننا وسط هذا الزخم الذي تلازم مع صدور قرار الإفراج، يجب أن لا يفوتنا ــ أبداًــ تلك السيدة المصرية المُناضلة التي لعبت دوراً مُشرفأ في النضال والكفاح والتي أثبتت أن المرأة المصرية بحق إذا أرادت النجاج فأنه سيكون حليفها بإمتياز!
وجميلة إسماعيل زوجة أيمن نور هي التي أقصدها في هذا المقال، فلقد إستطاعت أن تُلقن العقلية الذكورية المُسيطرة الآن بشدة على الساحة أن تنتزع ليس حقوقاً مُغتصبة تخص بني جنسها من النساء بل تفوقت إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير لحد أن وصل الأمر إلى إنتزاع حقوقأ للرجل!!
لا أحد ينسى أبداً مدى المُعاناة الشديدة وحملات التشهير والتشكيك وتشويه السُمعة التي تعرضت لها جميلة وزوجها، ولكنها لم تهتم بكل هذه الأمور رغم أنها بلا شك تركت جروحاً عميقة في نفسيتها لانها إنسانة تشعر وتتألم وتفرح وتئن، نعم تركت هذه الأشياء ونظرت لقضيتها الجوهرية كإمرأة وقضية زوجها المسجون، وكذلك قضية تربية أولادها، لقد إستطاعت السيدة جميلة أن تُحدث توازناً عجيبا مُبهراً في هذه المُعادلة الصعبة والتي كانت تُمثل تحدياً عجيباً لها كإمرأة أولاًَ وزوجة ثانياً وأم ثالثاً!!!
والحقيقة انها لم تيأس ولم تضعف ولم تهتز أمام هذا الكم الهائل من الصعوبات والتحديات الخطيرة بل ناضلت وطرقت كل الأبواب لتوصيل صوتها كإمرأة، وكزوجة أمام العالم!! .. لقد عرف الناس في الخارج نور من خلال زوجته التي ناضلت وكافحت لتوصيل قضيته إلى أعلى مستوى، والعجيب أن تُوجَت كل مساعيها وجهودها بالنجاح الذي حسدها عليه كثير من الرجال، لدرجة أن أصبحت جميلة كواحدة من رموز النضال النسائي ولكن هذه المرة لأجل حق الرجل!!!
إنها عظمة المرأة المصرية التي تكافح وتناضل وتنتصر رغم المعوقات الشديدة والظروف بالغة التعقيد التي تواجهها، وليعلم القارئ أن هناك مناضلات كثيرات أمثال جميلة تنتظر منهن مصر العظيمة مزيداً من النضال والكفاج لإسترجاع الحقوق التي وهبها الخالق العظيم لهن وسلبها منهن طيور الظلام والتطرف، وفي النهاية نقدم أرق التهاني القلبية للمرأة المصرية بمناسبة الأعياد الكثيرة التي سيتم الإحتفال بها خلال هذا الشهر في مصر وتخص المرأة المصرية.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=151&I=4