د. وجيه رؤوف
بقلم: د. وجيه رؤوف
حقيقه يصبح العقل نعمه لأى إنسان يعيش فى المحروسه وذلك لعده أسباب بديهيه تدعو للجنان ,
ولذلك فحينما نحكم على بعد الأشخاص بالجنان فهذا شىء طبيعى فى بلاد فقيره متخلفه يتخللها الجهل والفكر الرجعى بالإضافه إلى الفقر والبطاله وضيق الحال بالنسبه للعامه ولذلك فنحن لا نستغرب حينما نسمع بأن شابا اقترب بكل هدوء من شريط المترو ليلقى حتفه تحت عجلات متروا الأنفاق وسط زهول الناس و طبعا السيد مدير محطه مترو الأنفاق أدلى برأيه أنه من حق كل إنسان أن ينتحر ولكن من فضلكم يرمى نفسه فى النيل وبلاش ينتحر فى المترو علشان هما مش محتاجين عطله وقلبه دماغ ,
الراجل هنا لم ينهى عن الإنتحار وده جايز لعلمه إن الناس مش هتبطل إنتحار فى وجود العيشه الصعبه اللى تجنن , والحقيقه انا ماعنديش أعتراض إن غالبيه الشعب يبقى مضطرب نفسيا ولكن وجه إعتراضى أن يصير الجنان والأختلال نفسيا حكر على طائفه واحده من الشعب المصرى ولا يصير تشخيصا لباقى الطوائف , فمثلا قراءه سريعه للأخبار من الأحدث إلى الأقدم لنجد الآتى :
- إحاله المعتدى على القس شنوده جبره كاهن كنيسه مطروح إلى الطبيب النفسى لتوقيع الكشف الطبى عليه !!
- لجنه دفاع الكمونى تطالب بإحالته إلى الطب النفسى لتوقيع الكشف الطبى عليه !!
- قاتل السائح الأمريكى بالحسين هو مختل نفسيا وقد إرتاد المستشفى النفسى سابقا !!
- سفاح الأسكندريه الذى أستل سيفا وطعن مسنا أمام الكنيسه وانتقل عن طريق المترو من كنيسه إلى أخرى مختل نفسيا !!
- الأرهابى الذى هاجم راهبه أمام الكنيسه وطعنها فى صدرها مختل نفسيا !!
وهنا لى سؤالين :
- لماذا لم يحول جرجس البارومى المتهم بإغتصاب فتاه بهجورا إلى الطب النفسى للكشف على قواه العقليه ؟؟!!
- لماذا لم يحول رامى والمتهم بإطلاق الرصاص على زوج أخته الذى أختطف أخته وغير دينها وتزوجها وجاء إلى نفس المنطقه بالأميريه ليعاير رامى بأخته عيانا بيانا , لماذا لم يحول رامى ألى الطب النفسى لتحديد قواه العقليه ومعرفه ما إذا كان ما زال بقواه العقليه بعد أختطاف شقيقته وتغيير ديانتها أم فقد قواه العقليه أثر ذلك ؟؟!!
طبعا الإجابه معروفه وهى أن التحويل للطب النفسى لتوقيع الكشف الطبى هى وسيله من وسائل وضع الثغرات لتفليت المجرم من الحكم وهذه الوسيله لا تجوز لكل الناس ولكن تلك الميزات يحصل عليها مواطنى البلد ذوى الدرجه الأولى أما المواطن من الدرجه العاشره فهو عاقل حتى لو كان مجنونا بالفعل !!!
وهنا نسأل أنفسنا عده أسئله :أولا :
- لماذا لم يحول المجرم الألمانى الذى قتل السيده مروه الشربينى للطبيب النفسى لتوقيع الكشف الطبى عليه وبيان مدى قواه العقليه ؟؟!!
هل لأن ألمانيا تخشى من بطش دوله مصر القويه عسكريا !!
بالطبع لا ولكنها بلاد بنيت على القانون وعلى مبادىء حقوق الأنسان فبالإضافه إلى الحكم بالسجن مدى الحياه على القاتل فقد تم صرف تعويض اكثر من عشره ملايين لأسره مروه الشربينى مع أنها ليست من أبناء البلد وإنما تنتمى إلى إحدى الجاليات داخل ألمانيا ,
ولكنها ألمانيا تلك الدوله التى حفرت أمجادها بقوانينها الحضاريه وتقدمها العلمى فى كل المجالات حتى أن رؤساء الدول يذهبون إليها بأمان للتشافى داخلها .
ثانيا :
-حينما هجم إثنى عشر فردا فى الأردن على إحدى الكنائس محدثين فيها بعض التلفيات و تم تحويلهم من قبل الحكومه الإردنيه للقضاء الذى حكم بخمسه عشر سنه سجنا لكل متهم .
فهل حكم القضاء الأردنى بهذا الحكم الرادع خوفا من ثوره مسيحيي الأردن ؟؟!!
بالطبع لا فالمسيحيين فى كل البلاد العربيه معروف عنهم الطيبه و السماحه ولم يتهجموا يوما على أحد , ولكنها سياسه الردع التى تنتهجها حكومه الأردن برياسه جلاله الملك عبد الله آطال ألله فى عمره وحفظه سندا للشعب الأردنى بجميع أطيافه .
إذا فلنعترف أننا فضحنا أنفسنا أمام جميع دول العالم فلا يوجد أمن كما لايوجد عدل طالما أفلت المجرمون بعد إرتكاب جرمهم دون حكم رادع , ولا ننسى مذبحه الكشح التى راح ضحيتها واحد وعشرين شهيدا نتيجه عدم تقديم أدله دامغه من الشرطه للقضاء وهكذا ذهبت دماء الشهداء دون ردع وكأنهم قتلو أنفسهم ,
وتكرار تلك الأحداث دون أحكام رادعه جعلت من الدم القبطى رخيصا داخل مصر فبعد كل جريمه تنتهى إما بالصلح العرفى أو أن الجريمه حادث فردى ارتكبه مختل عقليا أو عدم كفايه الأدله وسلم لى على عقليه الشعب المصرى التى أصيب الأغلبيه فيه بالجنان وصار الجنان حكرا على طائفه دون أخرى !!!!
يجتهد البعض بالأدعاء أن الأمور قد خرجت من يد الحكومه وانها لا تستطيع أن تفعل شىء !!
وهنا نقول وبالفم المليان لا
الحكومه تستطيع أن تفعل كل شىء وأى شىء إذا ارادت وكمثال :
الأمن فى قنا والذى لم يستطع أن يحمى محلات بهجوره ونجع حمادى وفرشوط هو نفسه الأمن الذى أطلق الرصاص المطاطى والقنابل المسيله للدموع على المظاهره التى قامت اثناء تشييع جثامين شهداء نجع حمادى !!
أين كانو أثناء السرقات وأعمال السلب والنهب ولماذا لم تظهر تلك القوى الرادعه إلا مع الأقباط ولا هما مع الأقباط فوارس أما مع الأرهاب فسياستهم ( أطبطب وأدلع )؟؟؟؟
لو أرادت الدوله أن تغير الدستور فستغيره فى لحظه ولو أرادت القضاء على الفتنه الطائفيه فستقضى عليها ,
ذلك لو أرادت !!!!!
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=15112&I=377