جرجس بشرى
بقلم: جرجس بشرى
ما حدث مؤخراً للبهائيين المصريين في قرية الشورانية التابعة لمركز المراغة بسوهاج لا أستطيع أن أصفهُ إلا بأنه جريمة ضد الإنسانية، نعم جريمة ضد الإنسانية اُرتـُكِبَت بحق مواطنين مصريين كل ذنبهم أنهم لا يدينون بغير الإسلام، ويرى دُعاة التطرُف أنهم كافرون ويجب قتالهم ومقاومتهم نـُصرة للإسلام والمسلمين وتقرُباً إلى الله سبحانه!!
ولست أدري ولا أعلم كيف يكون التقََرُب إلى الله بالمقاومة والتهجير القََسري وإرهاب أطفال وشيوخ ونساء أبرياء ومُسالمين؟!، فالله تبارك اسمه ليس إرهابياً حتى يُطالب المؤمنين به بمثل هذه الأفعال والأعمال الإجرامية المُخجلة والمُنحطة.
إن ما حدث للبهائيين مؤخراً في مصر جريمة مع سبق الإصرار، ومَن يقول أن ذلك الشاب الذي حرّض على قتل البهائيين في برنامج الحقيقة هو المجرم الوحيد ليس بصادق، لأن العيب ليس في ذلك الصحفي الشاب الذي لا يستحق أن نذكُر اسمه على أفواهنا لئلا نعطه أكثر من حجمه، ولكن العيب كل العيب في الحكومة نفسها التي تركت هؤلاء المتطرفين والعابثين يعيثون فساداً في مصر، فيُكفرون هذا ويبيحون سفك دم هذا دون ردع منها ولا محاسبة.
إن التحريض العلني الذي رأيناه ضد البهائيين المصريين في برنامج الحقيقة مؤخراً وما تبعه من حرق لمنازل البهائيين وتهجيرهم قسرياً خارج بلادهم لا يجب أن يُحاكم عليه هذا الشاب وحده ولكن يجب أن تُحاكَم الحكومة أيضاً على تقصيرها في حماية هؤلاء المواطنين البهائيين المُسالمين العُزّل.
فلو حدثت هذه الجريمة –فرضاً- في دولة متقدمة فأنها ستكون كفيلة بإقالة وزير حكومة بأكملها الداخلية على أسوأ الفروض وذلك الشاب الذي حرض على البهائيين لو كان بشعر في داخله أنه ستتم مُحاسبته ما كان فعل فعلته الشنعاء المخجلة والمسيئة للوطن والإسلام نفسه كدين، ولولا أنه واثق تمام الثقة أن هناك حصانة رسمية له من قبل الحكومة ما كان تجرأ على جريمة التحريض على إرهاب مواطنين أبرياء.
إن أقل ما يُمكن أن تفعله الحكومة الآن لتبرئة ذمتها ونفض يدها من هذه الجريمة البشعة وحفظ ماء وجهها أمام العالم هو سُرعة تقديم ذلك الشاب إلى مُحاكمة عاجلة، ولو لم تفعل ذلك فأنها ستكون بالفعل متواطئة معه ومع متطرفين غيره على إرهاب غير المسلمين في وطنهم، وعلى الحكومة أن توقف فوراً مهزلة إهدار حقوق المواطنين المصريين البهائيين في المواطنة الكاملة في بلدهم مصر.
http://www.copts-united.com/article.php?A=1515&I=41