مدحت قلادة
بقلم : مدحت قلادة
ما أرحم الحيوانات المفترسة، ما أرحم الكفرة وعابدي الشياطين، ما أرحم الشيطان الرجيم، هذه الكلمات مرت على خاطري حينما رأيت صورة جثمان القس العراقي راغد كني كاهن كنيسة الكاثوليكية ورأيت أن مؤمني العراق من الإسلاميين لم يكتفوا بطلقات الرصاص المخترقة لجسده التي أودت بحياته بل تمت
تصفية عينيه بسيخ ساخن..
من العجيب أن كل الأعمال الإجرامية تُرتكب باسم الدين، ومن الأعجب أنهم لم يكتفوا بالقتل وتصفية القس العراقي بل أفرغوا عينيه، ترى لإثبات إيمانهم ؟!، أم هي السادية؟! إن عقلي وقف عاجزاً عن التفسير.
قديماً فعل الكثيرون هذه الأعمال الإجرامية ولكن كان الإنسان بدائياً فماذا يكون هؤلاء قتلة؟!! سفاحين، بشر، شياطين، كفرة، مؤمنين، لم أجد كلمة تناسب هؤلاء الأوغاد عديمي الإنسانية الأكثر حيوانية من أشرس الحيوانات.
أتساءل اى أيديولوجية تجعل الإنسان أكثر حيوانية من الحيوان وتجعل أعمال الشياطين تتضاءل أمام أعمالهم..
تقع مسؤولية نزيف دماء مسيحيي العراق على يد شركائهم في الوطن الإسلاميين من قتل وذبح ونحر.. وعلى الدول الكبرى وحكومة العراق ونظامه العشائري وتقسيماته الطائفية.
معاناة مسيحيو العراق تقع على الأمم المتحدة والدول الكبرى التي تكتفي بالبيانات الصادرة هنا وهناك. معاناة مسيحيو العراق تقع على رجال الدين الذين يتغنون بدين الرحمة والعدل والسماحة كلمات لها مدلول عكسي على أرض الواقع.
معاناة مسيحيو العراق مسؤولية تدين الكُتَّاب الشرفاء على تقاعسهم في إلقاء الضوء على تلك الأعمال الإجرامية باسم الدين.
معاناة مسيحيو العراق على المنظمات الحقوقية في العالم أجمع وتأثيرها الغير فعال على صانعي القرار السياسي في الدول الكبرى.
معاناة مسيحيو العراق مسؤولية شيوخ المسلمين شيعة وسنة على تقصيرهم في تربية أجيال شباب المسلمين بالعراق.
معاناة مسيحيو العراق مسؤولية الأمم المتحدة وجهازها الفاشل "حقوق الإنسان" التابع لها، المدجن بدول عربية واسلامية تتبع الاسلوب العشيائى والطائفى بينها متبعىة اسلوب " انصر اخاك المسلم ظالما او مظلوما " ودول اخرى ديكتاتورية تتبع اسلوب شيلنى واشيلك مثل كوبا .
معاناة مسيحيو العراق مسؤولية الدول الإسلامية التي تدافع عن رسول الإسلام فداك أبي وأمي يا رسول الله وتشارك في تشويه صورة الإسلام بتغاضيها عن تلك الأعمال الإجرامية البربرية.
معاناة مسيحيو العراق مسؤولية كل فرد عراقي مخلص.
معاناة مسيحيو العراق تقع على النظام العالمي الذي حطم الصنم الديكتاتور وترك مسيحيو العراق وأقلياته بين مطرقة النظام وسندان والجماعات الإسلامية المتطرفة.
إن شهداء العراق ليسوا هم الزرقاوي والسنة أو الشيعة، بل دماء الأقليات المهدرة على ارض العراق ، هذه هي الدماء الذكية الطاهرة دماء الشهداء الحقيقيين دعاة السلام والحب والوئام في العراق.
ترى أين الضمير؟
ترى أين الإنسانية؟
ترى أين دين الرحمة والحب والعدل والمساواة؟
ترى أين الشرفاء في هذه المنطقة الموبوءة بأيديولوجيات الكراهية؟
"العين التي لا تبكي لا تبصر في الواقع شيئاً"
"القيادة الصالحة توجد أتباعاً صالحين" مثل هولندي
شاركت في مؤتمر المدى في شهر إبريل عام 2008 وتقابلنا المشاركين في المؤتمر مع السيد رئيس الجمهورية جلال طالباني وإذ وقف الجميع يتساءل ويتباكى على اللغة العربية في كردستان العراق وعلى حقوق السُّنة وحقوق الشيعة..
وقفت وتساءلت أين حقوق الصابئة، المندائيين، اليزيديين، الآشوريين، السريان... هل هم بالعراق؟ أين أنتم يا معشر الكتاب من تلك الأقليات المُهمَّشة المسحوقة؟
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=15328&I=382