زهير دعيم
بقلم: زهير دعيم
مع سقسقةِ العنادلِ على أفمام الزّهرات يطلُّ عيدُكِ.
مع نوّار آذارَ المُكلّل بالرياحين يحلُّ عيدُكِ.
مع النسائم العابقة بشذا الياسمين والقَرنفل، يحمل الرّبيع إلينا خبر قدوم عيدك.
فأنتِ سيمفونيّة؛ فيها من كركرة الشّلال نتفةٌ، ومن هدير الموجات بقايا، ومن عصف الرّيح موجات، ومن فيْضِ الحنين دفقات، ومن لون الفرح آثار، ومن القداسة بعضها..
سيمفونيّة أنتِ تعزف على وتر الوجود أحلى النغمات وتقول:
هآنذا... أنا الحِضن الدافىء، والعين التي لا تنام.
أنا الأمل المُزنَّر بالمحبّة، المعقود على جبين المجد، أنا الرّحمة في تبرّجها.. أنا الدّعاء الراكع في محراب الإله.
أنا الأمومة، والعيدُ وبعضٌ من حياة.
في عيدِكِ يا أمّاه يحلو النشيد، ويطيب الهوى، وتنتشي الأيام.
في عيدك يرقص آذار على مسرح اللوز والرّمّان.
أمّاه أحاول جاهدًا أن أردّ لكِ بعض جميلكِ، فيتقزّم الذهب واللُّجيْن عند أقدام أفضالِكِ، وأروح أستبدل الهدايا بالكلمات لعلّها تُسكت الشّوق والحنين، فيعجز اللسان وينخرس القلم، وتقف الكلمات حيْرى لا تلوي على شيء.
أتراكِ جُبلتِ من من طين القداسة؟!!
أتراكِ عُمدِّتِ في نهر الأردن؟!!
أتراكِ ملاكٌ في ثياب بشر؟
بلى.. ملاك أنتِ تحمل السّماء إلى الأرض، والحنان إلى القلوب، والمياه العذبة إلى الأرض العطشى.
أمّي....أمّاه...ماما... من كلّ لون وشعب وقبيلة؛ أنتِ واحدة.... أنتِ قدّيسة في عيوننا وعين الخالق المُحبّ.
قد تختلف العقليات، ويختلف المناخ ويظهر الفرق جليًّا واضحًا في المستوى المعيشيّ والتعليميّ والتربويّ، ولكن تبقى الأمومة واحدة، تبقى في أحلى صورها وأبهى جلالها.... تبقى هي الأرجوحة والكتف الحنون والصّدر الأكثر حنانًا، والعطر الذي يلمّ الشمل ...تبقى الملجأ.
الأم السمراء والشقراء والصفراء والملوّنة هي ذات الأم، التي أريجها يملأ الأنوف، وفضائلها تعلو فوق كلّ الفضائل.
ماذا أقدّم لكِ؟! يا مَنْ قدّمْتِ لي قلبك على مذبح التضحية؟
ماذا أقدّم لكِ، وكيف أردّ جميلك؟ سؤال راودني سنوات وحتى اليوم ظلّ بدون إجابة.
أمّاه أحبّك ....أحبّك وكفى ... فأنتِ حبّي الكبير بعد الله.
كل عام والشمس تشرق لأجلك، والمطر يُروي أرضنا بسببك.
"كلّ عام وأنتِ حبيبتي"
http://www.copts-united.com/article.php?A=15384&I=384