مجدى نجيب وهبة
بقلم: مجدى نجيب وهبة
** بات الجميع يتحدث عن مشاكل الأقباط ، وكأن الأقباط فجأة إكتشفوا أن وضعهم أصبح يسبب حرج ومشاكل بل وأزمات لا حد لها ، فتارة نجد من يتربص بالأقباط عند خروجهم من الكنيسة ليلة عيد الميلاد ويصطادهم مثل العصافير وهو يحس بزهو فقد حقق بطولة نادرة وتارة نجد البعض يجمعون بعضهم يقودهم شيخ الجامع بالإستعانة باللقطاء أرباب السوابق ومدمنى الكلة للهجوم المفاجئ على الكنائس ومنازل ومتاجر الأقباط وأثناء هذه الهجمات البربرية تتم جريمة إرهابية منظمة – حرق وسرقة وقتل – ثم يقبض على بعض الصبية ومعهم رهائن من الأقباط حتى يرضخوا المجنى عليهم للجناة ويتم التنازل والتصالح ... وتارة يتهم شاب بإغتصاب فتاة مسلمة ليهب أهل المروءة بالقصاص من الجانى بحرق القرية بأكملها وقتل كل ما يقابلهم ... سيناريو مكرر ومستمر دون حل ، ودعونا نتساءل من الذى أوصلنا إلى هذا الوضع المزدرى ، سيقول البعض النظام والدولة والأمن .. نعم أتفق مع الجميع ولكن لم يسأل أحد نفسه كيف سمحنا بهذه التجاوزات من المهانة والإنكسار ... لقد صارت المشاكل أقرب لكل فرد مسيحى من خياله فى دولة مهلهلة متعددة القوانين والدساتير .. فأين نحن من كل هذا ، هل حياتنا توقفت عند مراقبة الأحداث ، ثم كتابة المقالات والبكاء والنواح على ما وصلنا إليه والإستمرار فى سقوط الضحايا ، فمثلا على سبيل المثال ما حدث أخيرا فى مطروح ، كتبنا مقال بعنوان " المضللون والذئاب الجائعة " وذكرنا أن ما حدث كان متوقعا فمطروح صارت محافظة تضم عديد من البؤر الإرهابية مستغلة بعدها عن القاهرة لتمارس قوانين طالبان وتنظيم القاعدة .
** وبعد ما حدث ماذا نحن فاعلون .. هل نظل نندب حياتنا أم نتخذ موقف صارم وموحد ضد هذه البلطجة المنظمة ... أعجبنى تعليق أحد الإخوة على موقع الأقباط متحدون ، تعليق رقم 5 الأستاذ سامى .. فقد وجه نداء من خلال التعليق على المقال إلى جميع الكنائس بإلغاء رحلاتهم إلى مصيف مطروح "سابقا" طالبان "حاليا" ، فهل يجد هذا النداء إستجابة ، أم تظل الكنيسة فى وادى والشعب فى وادى أخر ، فما حدث من سفالة لبعض السيدات فى سوق ليبيا شارع إسكندرية كاد أن يتسبب فى معركة طاحنة ، وهل سنظل نطبطب على المشاكل بزعم عدم إفساد العلاقة بين الأقباط والمسلمين .. ونحن لا نحرض على العصيان ولكن ما يحدث قد زاد على الحد وتعدى الخطوط الحمراء وأصبح الأقباط فى موقف سيئ وتحولنا إلى سفينة تتقاذفها الأمواج ، ونتساءل إلى متى نظل هكذا .
** لقد إنطلقت دعوة من الأستاذ ناجى يوسف رئيس تحرير جريدة الطريق والحق منذ أكثر من عامين يطالب بحزب مسيحى إسوة بحزب الإخوان المسلمين وهاجمته جميع الأقلام ونشر البعض عناوين مثيرة تقول " رئيس تحرير جريدة متطرفة يدعو لحزب مسيحى " وفسر البعض هذه الدعوة هى لحمل السلاح فهناك حزب للإخوان المسلمين يقابله حزب للإخوان المسيحيين وكلا سيقف ضد الأخر ، وهكذا هوجم الكاتب من كل صوب وتجاه ، ولكننى أكرر دعوته ، فلن يكون هناك حزب مسيحى يدرب مليشيات تحمل السنج والجنازير والمطاوى وتطبق شرع الله بالقوة ... ولكننا نطالب بحزب مسيحى ليكون جبهة لمواجهة حوادث التطرف ليس بالقتال ولكن بالقانون .. نعم القانون الذى سيلاحق المجرمين والقتلة والإرهابيين ، وإذا كانت الدولة تطالب بمنع الأحزاب الدينية فلماذا سمحت بالكتلة البرلمانية للإخوان والذى بلغ عددهم 88 عضو تحت قبة البرلمان .
** لقد ملأت الصحف القومية والحزبية والخاصة صرخات ومظاهرات الإخوان المسلمين من طلبة وأساتذة الجامعة وهم يتظاهرون من أجل الأقصى وهل إذا تظاهر بعض الأقباط فى دول المهجر يزعمون أنهم خونة ؟! ، فهل لا يجد الأقباط من يتظاهر لهم من أجل الإهانات والمذابح والسرقات التى توجه إليهم .
لقد طفح بنا الكيل جميعا فلا حل ولا أمل إلا أن نكون يداً واحدة تعمل من أجل القضاء على العنصرية البغيضة .. دعونا من دعاوى التمييز .. دعونا من هذا إنجيلى وأخر كاثوليكى والبعض بروتستانتى والأغلبية أرثوذكس ، فالجميع فى مركب واحد لمواجهة تيار التطرف ... دعونا من تلك المهاترات التى تجعلنا صيدا سهلاً فى مرمى الإرهاب .
رئيس مجلس إدارة جريدة النهر الخالد
elnahr_elkhaled2009@yahoo.com
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=15423&I=385