ماريا ألفي إدوارد
كتبت: ماريا ألفي – خاص الاقباط المتحدون
استضاف برنامج "ثقافية كافيه" المقدم عبر فضائية "النيل الثقافية"، المؤلف والكاتب، شمعي أسعد صاحب، كتاب "حارة النصارى" والذي تناول من خلاله العلاقة بين المسلم والمسيحي داخل مصر.
حيث أكد الكاتب شمعي أسعد أن من يقرأ الكتاب إما أن "يحبه أو يكرهه"، ولا مكان للشخص للمحايد، مؤكدًا على أن هذه هي طبيعة أي كتاب يتناول موضوعًا جدليًا.
وأشار شمعي أنه أراد من خلال الكتاب إثبات تعايش المسلم والمسيحي بسلام ودون مشاكل بين الطرفين، إلى جانب إلغاء فكرة الصراع بينهم، مشيرًا إلى أن مشكلة بسيطة قد تحدث بين مسيحي ومسلم، سرعان ما تتحول إلى مشكلة صاخبة ولا يسمع الطرفان فيها بعضهما بعضًا، ولكنه نادى من خلال الكتاب بضرورة وجود نوع من العتاب بينهما، وأن تُحل المشاكل بطريقة ودية، كما أوضح أن الكتاب يعتبر لسان حال المسيحي، فهو يعاتب الطرف المسلم، مؤكدًا أيضًا أن لغة الكتاب هي لغة عتاب، وأن الكتاب لا يشير لمنطق "عاوز حقي".
وأضاف شمعي أنه لم يتطرق من خلال الكتاب إلى المشاكل والأزمات الكبيرة، ولكنه تناول المشاكل الصغيرة التي تحدث في واقعنا المعايش، إلى جانب تفاصيل الحياة اليومية التي لم يتطرق إليها أحد من قبل.
كما أكد أنه ظل مترقبًا لردود أفعال القراء بعد إصدار الكتاب مباشرة، وأشار إلى أنها جاءت مريحة، فالمسيحي كانت ردة فعله أن الكتاب عبر بالفعل عما يدور في نفسه، أما رد فعل الجانب المسلم، فكان شكرًا لتوضيح أشياء كثيرة من خلال الكتاب.
وقد ذكر الكاتب شمعي أسعد أن أصدقاءه كانوا أول جهة رقابية ينتظر ردها، مشيرًا إلى أن الكتاب يخاطب الناس وليس الجهات الحكومية.
كما أعرب الكاتب عن إحساسه داخل وطنه مصر، حيث ذكر أن الأغلبية العددية والمُمثلة في الجانب الاسلامي، لديها ثقة أن المجتمع ملكهم، موضحًا أن هذا عكس ما تستشعره الأقلية العددية المُمثلة في الأقباط، حيث يشعر القبطي أنه يُعامَل بنوع من الاختلاف والتمييز، وأكد أن هذا إحساس سيء، إذ يصعب على الفرد أن يشعر بأنه غريب في وطنه.
وبالحديث عن أقباط المهجر، ومن خلال ما ذكره الكاتب بكتابه "حارةالنصارى"، أكد شمعي أن بعضًا من أقباط المهجر مجرد أصوات صاخبة يتحدثون بمنطق "عاوز حقي"، موضحًا أن هذا جائزٌ بطبيعة المجتمع الغربي، ولكنه لا يليق بمجتمعنا، وأنه – أي شمعي - لا يميل إلى هذا الأسلوب.
وبالانتقال إلى موضوع الإعلام، أكد الكاتب أن الإعلام له جلسة عتاب خاصة، حيث إن المشكلة تتمثل في اختيار الضيوف، حيث ذكر أن الإعلام دائمًا ما يميل إلى اختيار ضيوف ذي صوت صاخب، وأكد أن لهذا خطورته، خاصة إذا كان من الجانب المسيحي، حيث إنهم بذلك يقدمون للشخص المسلم صورة سيئة عن الأقلية التي لا يعرف عنها الأغلبية كثيرًا.
أما فيما يخص السينما، فقد أوضح الكاتب أنه لا يميل إلى إظهار صورة المسيحي كملاك، ولكن يجب إظهاره في صورته الطبيعية، ليس بمتعصب أو منحرف.
وختامًا.. أكد الكاتب شمعي أسعد أنه تحدث في كتابه عن مجتمع، ولم يَمَس من خلاله عقيدة أو شخصًا، مؤكدًا على أن الغرض من الكتاب هو فهم الآخر للمسيحي، وعليه بعد ذلك أن يقبله أو لا يقبله، وليس الغرض هو التجميل سواء في المسيحية أو كاتب الكتاب، كما أكد أيضًا أن العلاقة بين المسلم والمسيحي ليست سوداء، ومثل العلاقة بينهما بشارع جميل، إلا أن به بعض المطبات التي يجب أن تختفي، موضحًا في هذا الشأن أن الكتاب لا ينقل مشاكل بقدر ما هو ينقل مشاعر.
http://www.copts-united.com/article.php?A=15431&I=385