ماريان جرجس
بقلم: ماريان جرجس
صديقى العزيز مرقص،،،
في البداية أحب أن أهنئك باقتراب أسبوع الآلام المقدس وكل عام وأنت وأسرتك بخير وحب وسعادة في ظل رعاية حامينا.. فإنى أعلم أنك ستذهب في هذا الأسبوع إلى كنيستك في تلك البلد التي انتقلتم إليها بعد أن تركت مصر بلدنا وذهبت إلى أمريكا منذ 3 أعوام عندما كنّا في الصف الثالث الإبتدائى.. فقد اشتقت إليك يا صديقى كثيراً...
ولكن دعني أحكي لك عن ما تغير في بلدنا... فالعيد هذا العام سيكون مختلفاً كثيراً.. فلقد أخذنا عطلة كبيرة تمتد من السبت وأحد الشعانين إلى يوم شم النسيم في المدرسة.. أتذكر عندما تمنينا هذا؟؟؟ ولست أنا وحدي بل أخي في الجامعة وأبي وأمي في العمل أيضاً، فلن يكون هناك امتحانات تعطلنا في ذلك الوقت وسوف نذهب إلى الكنيسة وقتما نشاء ونجتمع سوياً أنا وعائلتي..
نبدأ بليلة السبت ونجدل السعف والصلبان من ورقاته الخضراء، أعدك بأن أرسل لك صليباً كبيراً يكلله الورد، فلن يكون لدي مذاكرة أو أي شيء يمنعني متعة تصميم الصلبان والقربان، وسوف نبكر يوم الأحد إلى الكنيسة وبعدها نذهب لشراء لبس العيد الجديد.
وبعد البصخة ليلة الاثنين المبارك نجتمع عند جدتي ونقضي الليلة كلنا معها، وأكثر ما يؤثر في نفسي عندما يتغير شكل كنيستي من فرح إلى حزن عندما تسدل الستائر السوداء معلنة الحداد، هكذا الحال يوم الثلاثاء والأربعاء سأبقى في الكنيسة مردداً قدوس الله مسبحاً ملكناً... أتذكُر عندما حفظناها في حصة الدين سوياً؟؟؟
حتى يحل علينا يوم الخميس ونحضر القداس استعداداً ليوم الجمعة الحزينة, وقد قالت أمي أنها ستسعد بتحضير عشاء ليلة العيد لنا جميعاً ولأقاربي، فلن يكون لديها عمل سوى تحضير المائدة، وسأذهب بعد القداس لمساعدتها.. أنا سعيد جداً يا مرقص وفرح جداً بالعيد، ليتك كنت معي يا صديقي... نستمتع بذلك الأسبوع المقدس سوياً خصوصاً بعد أن أصبح له مذاقاً خاصاً..
كل عام وأنت بخير صديقي العزيز...
صديقك مارك
كانت هذه رسالة مارك إلى صديقه مرقص الذي يعيش مع أهله بمدينة نيويورك, يهنئه بعيد القيامة..
وجدتها والدة مارك على سريره وهو محني عليها وقد داهمه النعاس بعد أن كتبها –مُبللة بالدموع- وتعجبت لما قرأته..! وتذكرت عندما رجع من المدرسة ذلك اليوم وكان حزيناً قائلاً لها أنه لديه إمتحانات الشهر يوم الاثنين القادم والأربعاء اللذان هما اثنين وأربع البصخة المقدسة، والثلاثاء الذي يلي شم النسيم مباشرة مما سيمنعه هذا من حضور بضعة أيام من الكنيسة والتجمع مع عائلته إلا في أضيق الحدود.!!
شعرت الأم بألم من أجل ابنها الجميل مارك، وقررت أن ترسل الرسالة لا لصديقه في أمريكا بل لمكان آخر وكتبت عليها:- رجاء خاص جداً..!
تُرى ماذا سيكون الرد لتلك الرسالة البريئة التي كتُبت بأنامل صغيرة ودموع كريستالية؟؟؟
ماريان جرجس
إهداء إلى كل شعب مصر الجميل -كيمى الجميلة- بمناسبة أسبوع الآلام المقدس وعيد القيامة المجيد.. جعله الرب على كل كنيسة في أطراف مصر وقلبها عيداً مباركاً يحمل الحب والسلام والأمان إلى كل قلب مواطن وطفل قبطي..
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=1553&I=42