دولة الصمت الرهيب

إيهاب شاكر

بقلم : ايهاب شاكر
من يطالع الصحف المصرية بكل أنواعها، المنتسبة للمعارضة منها، والمنتسبة للقومية، نجدهم جميعاً، مع جهاز الدولة الإعلامي(التليفزيون يعني)، نجدهم وكأنهم في دولة أخرى، فلا نجد في كل ذلك أي ذكر عما حدث في الأقصر من اعتداءات على القس محروس، راعي الكنيسة الإنجيلية هناك، وعلى زوجته.

مع إن كل هذه الوسائل السابقة، تتسابق معًا عندما يكون هناك أية أخبار تتعلق بالاعتداء على الفلسطينيين، من قِبل (الكفرة أحفاد القردة والخنازير)، أو لو هناك أي مساس بمسلم واحد في بلاد(الفرنجة) مثل ما حدث مع مروة الشربيني، أو حتى مجرد التلميح بأن لن (يا عيني) يصنعوا مآذن شاهقة في بلد مسالم وديمقراطي (ومحترم) كسويسرا، تلك المآذن التي يتسابقون بها في الارتفاع، وخصوصًا، لو هناك كنيسة بجوار الجامع، وهذا ما حدث في حيينا بالفعل، إذ عندما بنيت كنيسة جديدة، وهذا لا يحدث إلا كل( قرن) مرة، هدموا الجامع المجاور لها،وأعادوا بناءه مرة أخرى، لا لشئ إلا لأن قبة الكنيسة قد بُنيت أعلى من المئذنة، وقد أقاموا جامعًا ارتفاعه عالٍ جداً ، وأخذوا مساحة من الطريق العام، وهو الكورنيش، ( مش يتكلموا على كنيسة غلبانة بنت سور في مرسى مطروح، ياريتهم اتكلموا بس، لكن غزوها كالعادة).

ما أود قوله، وما هو ملاحظ جداً في (جمهورية مصر الإسلامية) إنه عندما يتعلق الحدث بالأقباط، وخصوصًا، أحداث الاعتداء عليهم، بقدرة قادر نصبح في ( دولة الصمت الرهيب). فالاعتداءات على المسلمين والعرب، بالخارج طبعًا، تملأ الصحف، والإذاعات، والتليفزيون، وها بعضها:

مشادات بين «الإخوان» و«سرور» بسبب «الاعتداءات على الأقصى».. وحمدي السيد يدوس العلم الإسرائيلي/ عمود قضايا ساخنة، المصري اليوم
شهيدان برصاص الجيش الإسرائيلي بنابلس، من الأهرام المصرية.
العنف السياسي ضد المرأة اليمنية ، في جريدة الجمهورية
والكثير والكثير من الأخبار، من تلك النوعية
أما عن العنف ضد الأقباط/ أما عن الاعتداءات ضدهم، أما عن شهدائنا منهم، فإن لم يكن نادراً، فلا يوجد غالبًا

ما نسيته دولتنا الموقرة العريقة، ممثلة في إعلامنا، هو انفتاح العالم اليوم، حيث إن أي حدث مهما كان صغيرًا، في أي مكان على رقعة الأرض، يُعرف في كل مكان في نفس وقت حدوثه.
فإن كانت الدولة تداري الحقائق، أو تضلل العالم بما تبثه من أكاذيب، فهي دولة فاقدة للوعي، تعيش في القرون الوسطى، متناسية ما يحدث من تطور إعلامي، ومواصلاتي، وإني أشفق عليها من الانحصار في هذه الغيبوبة الفكرية.

وكما قال أحدهم فإذا كانت وسائل الإعلام الحكومية يمكنها أن تزيف الحقائق لبعض الوقت فحتمًا سيكشفها الإعلام الجديد كل الوقت.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع