لطيف شاكر
بقلم : لطيف شاكر
نتابع معا ما كتبه د. يوسف زيدان في كتابه اللاهوت العربي والعنف الديني :
--تقول سيادتك : .......خلاف آخر نشأ بين المؤرخين الكنائسيين حول توقيت الاناجيل وترتيب ظهورها زمنيا ان اقدم مجموع للعهدين القديم والجديد يعود زمن كتابته الي منتصف القرن الرابع الميلادي....) الرد : يبدو ان المخطوط الذي قرأت منه حديث العهد وجانبكم الصواب باختيارك له , ويمكن الرجوع الي كتب الاب الجليل متي المسكين الذي تعتز به مثلي فيقول علي سبيل المثال علي انجيل متي ( ويحدد العلماء ان ماقبل حدوث رجسة الخراب التي قال عنها دانيال النبي هو اقصي ميعاد لوجود القديس متي في اليهودية لانه بعدها مباشرة استولي الرومان علي الجليل لذلك يؤكد هيلجنفيلد ان اقصي ميعاد محتمل لكتابة القديس متي لانجيله هو بين 50-60 م) ويقول العالم ماير انه كتب في سنة 41 م كذلك ثيئوفلاكت ومعه يوثيموس ميعاد كتابة الانجيل سنة 41م بالتقريب وحسب كتاب التواريخ كورونيكون الاسكندري كان 15 سنة بعد الصعود يعني 48 م (ارجو الرجوع الي كتب تفاسير انجيل متي ومرقس ولوقا ويوحنا اصدار دير ابو مقار وضع الاب متي المسكين حيث يذكر ان الاناجيل كتبت خلال القرن الاول الميلادي) والمعروف ايضا ان العهد القديم كتب ايام وبأمرالملك المقدونى بطليموس فيلادلفيوس (إبن لاجوس )،الذى حكم من 323 ق.م. إلى 285 قبل الميلاد وإسمها(السبعينية) مشتق من عدد المترجمين(72),اي في القرن الثالث قبل الميلاد أما الرسائل فقد كتبت طبعا قبل وفاة الرسل في القرن الاول... فكيف توضح بكتابك ان اقدم مجموع للعهدين يعود للقرن الرابع المهم انها كتبت اما موضوع التجميع اظن انه لايؤثر في الموقف فالعبرة بوجود النصوص علي الساحة قبل القرن الرابع الذي تشير اليه لغرض في نفس يعقوب.
اما قانون الايمان النيقاوي فلم يعدل بل اضيف عليه ما يدحض البدعةالاريوسية وبموافقة اعضاء المجامع المسكونية التي انعقدت لهذا الشأن وغيرها لاجهاض اي بدعة او هرطقة انتشرت في ذلك الحين ان قانون الايمان يادكتور اضيف عليه ولم يعدل والفرق شاسع بين الاضافة والتعديل .
--موضوع هيرودس : تقول ...رغم ان المخوطات تؤكد موت تلك الشخصية قبل ميلاد المسيح بأربعة سنوات .
الرد : هيرودوس الطاغية إذ يذكر إنجيل متىأنه أمر بذبح كل مواليدبيت لحم عندما علم أن المسيح قد وُلد فيها.ومن بعده جاء ابنه هيرودس أنتيباس فأمر بقطع رأس يوحنا المعمدان) لأنه أراد ان يتزوج من هيروديّة بعد تطليقه لامرأته فعارضه النبي لأنّ هيروديّا لم تكن تحلّ له إذ انبغى لها أن تطلّق زوجها هي الأخرى وعندها طلبت المرأة رأس يوحنا فأهدى رأسه اليها حوالي سنة 30 ميلادية).
وتنبض علي تأليه المسيح وهذا الموضوع هو بيت القصيد بالنسبة لفصل الكتاب فتقول ضمن ماقلته : .......لكل ماسبق نقول اما مايسمي في التراث المسيحي باللاهوت انما لاهوت لايتعلق بالله بل بالمسيح الذي صار الله.
الرد : لانؤمن ابدا ان المسيح تأله واصبح الله هذا مفهوم خطأ ولاتعتقد به الكنيسة لانه يعتبر الحادا لكن ايمان المسيحيين كافة هو الله تجسد وتأنس في شخص المسيح وهل الله يعجز عليه شئ..؟؟؟ فاذا وجد السبب انتهي العجب فالانسان محبوب الله وهدفه خلاص الانسان فعامل الحب والخلاص يؤدي الي التأ نس من اجل البشر, اعرف ان هذا صعب عليكم هل لاسمح الله لو لحق ببنتك اذي(ابعد الله عنها كل اذي واسعدك بها) الايستوجب ان تخلصها حتي لو ادي بك الي الموت أوتنقذها من الغريق حتي لو لم تعرف العوم او من حريق شب فتنقذها حتي لو اصابك شرا كبيرا.صدقني الحب اقوي من الموت ولا نستطيع ان نفهم الفداء الا بالحب وحده .
ففي العهد القديم نري حلول الله علي جبل سيناء.... وحدث في اليوم الثالث، لما كان الصباح، أنه صارت رعودٌ وبروقٌ وسحابٌ ثقيلٌ على الجبل، وصوت بوقٍ شديدٌ جداً. وأخرج موسى الشعب من المحلة لملاقاة الله. فوقفوا في أسفل الجبل. وكان جبل سيناء كله يدخن من أجل أن الرب نزل عليه بالنار. وصعد دخانه كدخان الأتون، وارتجف كل الجبل جداً. فكان صوت البوق يزداد اشتداداً جداً .. ونزل الرب على جبل سيناء.’’ (خر 16:19-20) و هذا يقودنا إلى فكرة أن الهروب من التجسد أو الأنسنة مستحيل ، فلكي يفهم الإنسان الإله لابد أن يلبس الإله ثوب البشر ، سواء ألبسه البشر هذا الثوب كما في ديانات الهند و اليونان القديمة الوثنية ، حيث أجمعوا على اسقاط الصفات البشرية على الآلهة . أو أكسب الإله نفسه هذه الصفات كما في الوحي اليهودي ، حيث تعددت ظهورات يهوة إلى الأنبياء و شعب اسرائيل على أشكال السحاب و النار و أشكال بشرية .
وعلى الرغم من أن المسلمين يعتقدون بأن إلههم "ليس كمثله شئ" ، إلا أن القرآن لم يتحرج في اقتباس ظهورات يهوة من العهد القديم :
فقد ظهر الإله في القرآن في الشجرة المشتعلة " فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ" (القصص 30) .
و في الجبل " فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا " (الأعراف 143) .
وكان السؤال المنطقي بأنه ألا يبيح ظهور الإله في الجبل و الشجر بكمال الظهور بهيئة البشر ؟ و البشر أشرف من الجبال و الأشجار !!!!
يقول د. زيدان في كتابه : جاء القرآن ليتجلي الله فيه وبقوة بدءا من بسم الله الرحمن الرحيم مرورا بالايات المخبرة عن حضرته العليا التي لامثيل لها قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد....
انا ليس في معرض الكلام عن الدين الاسلامي وايات القران لان لي اصدقاء كثر من المسلمين ولااريد ان اجرحهم بما كتبه المفسرين الثقات والنقاد في هذا الشأن ولا اقبل ان اطعن في اي دين لكي انقص منه علي حساب دين آخر كما فعلت سيادتك في الطعن في مسلماتنا وفي جوهر اايماننا من اجل ادعائك بان الدين الاسلامي احتوي الاديان السابقة له وحل مشاكل الهرطقات المسيحية , ولكن كلامي يصب في موضوع التجلي وهاانت تقول جاء القرآن ليتجلي الله فيه اي يتجلي في الورق الذي ربما يستخدمه بعض الملحدين في اعمال دنيئة في الحمامات كما حدث قريبا في السعودية.
و لم يتحرج النبي في أن يسقط على الله أعضاء بشرية مثل اليد (الفتح 10) و الساق (البخاري 6886 :(8)) و الوجه (البقرة 115) ، بل و يجلسه على العرش (الحديد 4) . وهنا أتفقت الطبيعة البشرية حتى في اشد الأديان انكارا للتجسد على الحاجة إلى تجسد الإله سواء بصورة فعلية أو بصورة رمزية ، أو حتى مع إضافة "ليس كمثله شئ" .
وفي الاسلام حل الله في الجبل (فلما تجلّى ربه للجبل جعله دكا ..) فما المشكلة ان يحل الله في ابن الانسان ويتجسد في السيد المسيح ..... هذا هو لب الموضوع المسيح لم يتأله يادكتور ولكن الله تأنس بقدرته وسلطانه (لتعلموا أن الله على كل شىء قدير( .
اذن حينما تقول سيادتكمان اللاهوت المسيحي لايتعلق بالله بل بالمسيح الذي صار الها وهنا باستحياء دعني اصحح القول هو الاله الذي تأنس في المسيحوليس العكس وهذا لايخص الارثوذكس او الشرقيون فقط بل هذا هو الايمان لكل المسيحيين شرقا وغربا طبقا لقانون الايمان المسلم لنا والذين وضعوه الاباءالاولين في المجامع المسكونية وأخذت به كل الطوائف .
اما كلمة اطلاق المسيحيون كلمة وثنية او كافر علي غير المسيحيين هذا مرفوضا تماما في المسيحية ومخالفا للاسلام واليهودية ففي الاسلام يفرق بين المسلم والاعجم او المؤمن والكافر وفي اليهودية يفرق بين اليهودي والاممي او الجويم لكن في المسيحية لافرق بين المؤمن وغير المؤمن بل الغير مؤمن مقدس قي المؤمن اذا حدث تزاوج بينهما(لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية "يو 16:3"
--ويقول سيادته :.... كما حدث مع الاسكندر الاكبر ...فأعلنه الكهنة إلها ... يقصد تماثل السيد المسيح مع الاسكندر الرد : عنما يتأله ملك او امبراطور انما لكي يتعظم ويتمجد امام شعبه لكن حينما تأنس الاله تواضع وتحمل الالام وكل العذابات حتي البصق علي وجهه والجلد علي ظهره ...حتي الصليب واوجاعه . فالاول تأله لكي يتسلط علي الانسان لكن تأنس الله من اجل محبته للانسان .
وهناك فرق بين التسلط والتواضع بين القاتل والمتسامح بين القاسي والرحيم ... --وتردف قائلا الي جانب اسطورة ايزيس التي انجبت حورس الاله من دون معاشرة بينهما
الرد : ان الثالوث المصري زوج وزوجة وابن في حين الثا لوث المسيحي اب موجود بذاته وناطق بكلمته (الابن) وحي بروحه (الروح القدس) .
الثالوث المصري ثلاثة اشخاص منفصلون لكن الثالوث المسيحي ثلاثة اقانيم في واحد او بمعني رياضي الثالوث المصري 1+1+1=3 لكن الثالوث المسيجي 1×1×1=1 هدف كل من قصة الثالوث المصري و قضية التثليث المسيحي مختلفا تماما فقصة الثالوث المصري ايزيس تبحث عن زوجها اوزوريس المقتول بيد اخيه وحورس الابن ينتقم من عمه ست ...لكن الثالوث المسيحي الاب يتجسد في الابن الكلمة ويموت بارادته من اجل الخلاص والفداء للبشرية كلها ويصعد حيا ويبعث الروح القدس ليكون مصاحبا لنا علي الارض .
فأي افتراء متعمد بجهل تتضمنه أقوال أولئك المعترضين! ويكفى هنا أن نثبت بطلان هذه الأقوال من الوجهة التاريخية باقتباس أقوال الأستاذ عباس محمود العقـاد في كتـاب "الله" صفحات 149إلى 154 ونلخصها فيما يلي: "فكرة الله في المسيحية لا تشبهها فكرة أخرى من ديانات ذلك العصر الكتابية أو غير الكتابية. وروح المسيحية في إدراك فكرة الله هي روح متناسقة تشف عن جوهر واحد، ولا يشبهه إدراك فكرة الله في عبادة من العبادات الوثنية. فالإيمان بالله على تلك الصفة فتح جديد لرسالة السيد المسيح لم يسبقه إليها في اجتماع مقوماتها برسول من الكتابيين ولا غير الكتابيين. ولم تكن أجزاء مقتبسة من هنا أو هناك، بل كانت كلاماً متجانساً من وحي واحد وطبيعة واحدة".
قال الإمام الغزالي في كتابه "الرد الجميل" المشار إليه في كتاب "تاريخ الفلسفة في الإسلام" صفحة 196 : "يعتقد النصارى أن ذات الباري واحدة في الجوهر، ولها اعتبارات. والحاصل من هذا التعبير الاصطلاحي أن الذات الإلهية عندهم واحدة في الجوهر وإن تكن منعوتة بصفات الأقانيم".
وقال الشيخ أبو الخير الطيب في كتابه "أصول الدين" صفحة 153: "أقوال علماء النصارى تشهد بتوحيدهم، لأنهم يقولون أن الباري تعالى جوهر واحد موصوف بالكمال، وله ثلاث خواص ذاتية كشف المسيح النقاب عنها وهي: الآب والابن والروح القدس. ويريدون بالجوهر هنا ما قام بنفسه مستغنياً عن الظروف".
وقال القاضي أبو بكر محمد بن الطيب الباقلاني في كتابه "الطمس في القواعد الخمس". "وإذا أمعنا النظر في قول النصارى أن الله جوهر واحد وثلاثة أقانيم لا نجد بينهم وبيننا اختلافاً إلا في اللفظ فقط. فهم يقولون أنه جوهر ولكن ليس كالجواهر المخلوقة ويريدون بذلك أنه قائم بذاته، والمعنى صحيح ولكن العبارة فاسدة".
لكن هذه القصة المصرية الرائعة تعتبر بمثابة احدي الرموز الهامة للثالوث المقدس واعداد ذهن البشر لقبوله, عندما يأتي شخص المسيح في ملْ الزمان و لان فكرة الفداء في عقل الله(الوهيم) منذ طرد ادم وحواء من الجنة .والفوارق كثيرة ويحتاج هذا الموضوع الي مقال بذاته وما ذكر فقط للايضاح وعلي سبيل المثال وليس الحصرفالكلام في هذا الشأن يردده العوام واصبحت اسطوانة مشروخة لايليق بعالم كبير للمخطوطات تكراره. وللاحاطة فقط يوجد كثير من الثالوثات في التاريخ المصري ويوجد ايضا قصص من نسج الخيال للحمل العذراوي ان شئت.. وطبعا لن تطعن في موضوع الحمل لانك ستكون مخالفا للقرأن.. .وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آَيَةً لِلْعَالَمِينَ " سورة الأنبياء "
يقول الحكيم ابن سيراخ: ان كثيرين قد اضلهم زعمهم وازل عقولهم وهمهم الفاسد اكتفي بهذا لعدم الاطالة ولنا قراءة اخري في اللاهوت العربي في موضوع التجسد
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=15761&I=393