سوسن إبراهيم عبد السيد
بقلم: سوسن ابراهيم عبد السيد
مع اقتراب عيد القيامة المجيد، أتمنى من قرائي الأعزاء أن يتسع صدرهم لاقتراح لي عبر هذه السطور، وسيسعدني كثيرًا مشاركتكم لأفكاري باقتراحاتكم لعلنا نصل إلى ما فيه منفعة لمجتمعنا.
بداية.. أعتذر عن عنوان هذا المقال فربما يختلط على البعض أنه صيغة أمر ولكن ثقتي في سعة صدركم تجعلني أقول لكم إنه مجرد طلب ورجاء .
أما عن الموضوع الذي أريد أن أطرحه اليوم؛ فهو عن العشور.. فالبيت المسيحي يعرف تمامًا أهمية العشور، وما أريد أن أطرحه هنا هو كيفية الاستفادة القصوى من هذه العطايا لتصل إلى من يستحقها بالفعل.
ولا أنكر طبعًا أن كثيرين من الذين يعطون هذه الأموال في صناديق الكنيسة أو على هيئة تبرعات، يقدمون خدمة عظيمة لإخوة الرب الذين تقوم الكنيسة برعايتهم .
ولكن ما دعاني اليوم لكتابة هذه السطور؛ هو الحالة الاقتصادية المتردية التي يُعاني منها "محدودي الدخل"، في الوقت الذين هم فيه غير مدرجين ضمن كشوف الكنيسة لرعاية إخوة الرب.. فكيف لرب أسرةٍ ذي دخل محدود، ولديه على أحسن التقدير اثنان من الأبناء في مراحل دراسية، أو ابنة على وشك الزواج، أن يواجه مصاريف الدروس الخصوصية وتجهيزهذه الابنة؟؟
والمراقب للأحداث الطائفية الأخيرة؛ يجد أن الهجمات التي يتعرض إليها المسيحيون تكون في شكل تدمير رؤوس أموالهم، سواءً عن طريق الحرق أو السلب أو الترويع.. فكيف لهؤلاء إذن أن يستعيدوا نشاطهم التجاري بعد تلك الأحداث، خاصة وأنني علمتُ أن التعويضات التي تم صرفها لهؤلاء كانت عبارة عن ثلاثمائة جنيه فقط لا غير؟!، ..أليسوا هم أيضًا مستحقين لدعمنا حتى يستعيدوا بعضًا من خسارتهم؟؟
أما عن العلاج في مصر؛ فحدث ولا حرج.. فالعلاج أصبح باهظ الثمن بشكل مبالغ فيه، فماذا لو قدِّر لأحدٍ من هؤلاء - وأقصد هنا محدودي الدخل - أن أُصيب هو أو أحد ذويه بمرض ما يتطلب الإنفاق بصورة دورية كغسيل الكلى مثلاً أو الإصابة بالفيروسات الكبدية (وهي بالمناسبة من أكثر الامراض المتفشية في مجتمعنا)، ولن تصدقوني إن قلتُ لكم إن تكلفة المرة الواحدة لهذا العلاج تعادل مرتبه بأكلمه، فكيف يستطيع إذن أن يفي بباقي متطلبات أسرته من ملبس ومأكل ومأوى؟؟..
ألا يستحق مثل هذا الشخص عشورنا؟؟.. فالمستشفيات مليئة بكل هؤلاء، فهل نستطيع أن نعطي من عشور وقتنا لتفقد هذه الحالات ورعايتها؟
ويا أقباط المهجر.. يا من تجزلون العطاء.. اسألوا ذويكم في مصر عن المحتاجين فعليًا لعشوركم.. فهم قريبون جدًا من كل فرد مننا، ويعانون في صمت ولا يستطيعون الشكوى حفاظا على كرامتهم وكرامة أولادهم من السؤال.. وبدلاً من أن نتندر على الأسقف الفلاني أو الكاهن العلاني الذي يركب سيارة فارهة أو يوظف أمواله في تجارة ما، علينا أن نبدأ بأنفسنا، ونعطي من له حاجة حقيقة لهذه العشور، وصدقوني سيشعر الفرد بعد تلك العطية بسعادة غامرة، إذ أنه شارك في إزالة كرب عن أخيه.
وختامًا.. فلنتذكر بعض آيات الكتاب المقدس التي تحثنا دائمًا على عمل الخير وضرورة مساعدة المعوز :
قال رب المجد: مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ، وَمَنْ أَرَادَ أن يَقْتَرِضَ مِنْكَ فَلاَ تَرُدَّهُ" (إنجيل متى 5: 42)
ظَالِمُ الْفَقِيرِ يُعَيِّرُ خَالِقَهُ، وَيُمَجِّدُهُ رَاحِمُ الْمِسْكِينِ" (سفر الأمثال 14: 31)
صالحةٌ الصلاة مع الصوم، والصدقة خيرٌ من إدخار كنوز الذهب" (سفر طوبيا 12: 8)
تذكروا يا أحبائي أنكم بعطاياكم تستطيعون أن تدخلوا البهجة على الآخرين، تستطيعون أن تنجوهم من مخاطر العوزة، وما يترتب على ذلك من آثار نفسية قد تكون مدمرة وتدفع البعض للوقوع في شرور إذ أن الشيطان يعرف طريقه ليخترق النفوس الضعيفة.
أرجو أن نفكر كلٌّ على حدة في طريقة توزيع عطاياه بالطريقة التي تناسبه حتى تصل فعلاً إلى مستحقيها.. و كل عام وأنتم بخير.
http://www.copts-united.com/article.php?A=15798&I=393