جرجس بشرى
القس "صدقة" لـمُحافظ الأقصر: "الكنيسة لا تكذب ولكن الذي يكذب شخص آخر لابد أنكم تعرفونه جيدًا!"
القس "باقي صدقة" لمُحافظ الأقصر: "إذا كان تخطيط سيادتكم الذي تفاخرون به مبنيًا على هذه الكذبة المُشار إليها، فأنه من الأمانة للوطن أن تُحاط القيادة السياسية عِلمًا بمثل هذه الأكاذيب والافتراءات لإنقاذ ما
يمكن إنقاذه من عمليات التخريب في الأقصر ولإعادة النظر في الموضوع برُمته ومُحاسبة الذين ضللوا المسئولين بهذه الكذبة".
رُعاة الكنائس الإنجيلية يخافون الله، وأن الذين يخافون الله حقًا لا يُرهبهم وعيد أو بطش أي سُلطان.
الذين يعرفون التاريخ يعرفون أيضًا أن هذا المنزل هو جزء لم يكن يتجزأ من حرم الكنيسة وداخل أسوارها، وهو مِلكُ لها وليس لراعيه.
كرامة الإنسان المصري التي انتهكت في الكنيسة الإنجيلية بالأقصر هي أغلى على مصر من كل الإطلال ومن كل كباش الدنيا والآخرة.
كتب: جرجس بشرى صادق - خاص الاقباط متحدون
بعث القس "باقي صدقة جرجس" ـ راعي الكنيسة الإنجيلية الأولى بأسيوط وعضو سنودس النيل الإنجيلي للكنيسة الإنجيلية المشيخية بمصر ـ برسالة شديد اللهجة مؤخرًا إلى سمير فرج محافظ الاقصر على خلفية الاعتداءات الهمجية التي قامت بها المُحافظة مدعومة بجحافل من قوات الشرطة وأسفرت عن هدم مباني تابعة للكنيسة بجانب الاعتداء على راعي الكنيسة وزوجته وترويع الأطفال هناك. والتصريحات المنافية للحقيقة التي أدلى بها المحافظ عقب وقوع الحادث؛ وقال القس باقي صدقة في رسالته للمحافظ: "الكنيسة الإنجيلية لا تلوي ذراع أحد، ولا تكذب، والمرجو من سيادتكم أن تراجعوا أنفسكم لتتأكدوا من صدق ما تُصرحون به هنا وهناك لتعرفوا من الذي يكذب. واسالوا أهل الذِكر إن كُنتم لا تعلمون."
كما أكد صدقة في رسالته لمُحافظ الأقصر على أن رُعاة الكنائس الإنجيلية يخافون الله، وأن الذين يخافون الله حقًا لا يُرهبهم وعيد أو بطش أي سُلطان، وأن الكنيسة الإنجيلية ككنيسة ديمقراطية تترفع عن أي ذراع ويستوي عندها كل ذراع. وأوضح القس باقي صدقة في رسالته النارية للمُحافظ أن الكنيسة الإنجيلية كنيسة وطنية تعتز بمصر وتتفانى في خدمتها وتقدم لها ذراعها، وتحترم الرأي الآخر وتقوم بخدمة مصر بأمانة وشرف، وتستنكر الإرهاب والقهر، وتحترم قانون البلاد وحقوق الإنسان وتلتزم أدب الحوار، وصدق الكلمة والأسلوب الحضاري الذي ينبغي أن يسود التعامل به بين السُلطة والمواطنين،
كما أكد صدقة لــ "سمير فرج" أن التاريخ يشهد على تعاون الكنيسة الإنجيلية ورعاتها مع السلطات لما فيه خير العباد في البلاد. وانتقد القس صدقة التصريحات التي أدلى بها المحافظ عقب وقوع الحادث مؤكدًا على أنها تصريحات مخالفة تمامًا للحقيقة، والحقيقة يقولها لــ "سمير فرج": "يؤسفنا يا سيادة المحافظ أنكم تتهمون البعض بأنه يدعي كذبًا أن المنزل الذي هدمتموه تابع للكنيسة الإنجيلية بالأقصر؛ مع أن الذين يعرفون التاريخ يعرفون أيضًا أن هذا المنزل هو جزء لا يتجزأ من حرم الكنيسة وداخل أسوارها، وهو مِلكُ لها وليس لراعيها، وأنه لم يكن مجرد غرفة كما تزعمون، بل كان مقرًا لضيافة وخدمة أبناء الكنيسة وأطفالها وسائر المواطنين والمغتربين، ويشهد بذلك الآلاف من المواطنين ومن ضيوف بلادنا من السائحين الأجانب، وهم لا يكذبون ، ولو أن سيادتكم سمعتم شهادة بعض هؤلاء الناس ومن بينهم كاتب هذه السطور، فأنكم سوف تدركون عندئذ من هم أولئك الذين يكذبون، وأن الكنيسة لا تكذب، ولكن الذي يكذب هو شخص آخر لابد أنكم تعرفونه جيدًا، وإلا لما قلتم الذي قلتموه.
كما أكد صدقة للمُحافظ على أن كرامة الإنسان المصري التي انتهكت في الكنيسة الإنجيلية بالأقصر هي أغلى على مصر من كل الأطلال ومن كل كباش الدنيا والآخرة؛ وأن كرامة السلطة ــ من غير بطش أو غرور أو وعيد ــ هي من كرامة المواطن المتواضع البسيط، والعكس صحيح؛ لأنهما معًا يُمثلان كرامة مصر عند أهلها وفي نظر العالم المُتحضِر. وإذا كان تخطيط سيادتكم الذي تفاخرون به مبنيًا على هذه الكذبة المُشار إليها فأنه من الأمانة للوطن أن تُحاط القيادة السياسية علمًا بمثل هذه الأكاذيب والافتراءات لإنقاذ من يمكن إنقاذه من عمليات التخريب في الاقصر ولإعادة النظر في الموضوع برمته ومحاسبة الذين ضللوا المسئولين بهذه الكذبة أو بغيرها."
كما تساءل صدقة في رسالته للمحافظ قائلاً: "ألا يمكن أن يكون هناك خطاب آخر مع المواطنين يعطي المواطن حقه بوقار متبادل؛ ويعيد للكنيسة حقها الذي انتهكه العناد والغرور وشهوة الانتقام ؟ هل هذا هو الأسلوب الذي نعلمه لأجيالنا الشابة؟ هل هذه هي كباش اليوم التي سنتركها تراثًا لأجيال الغد؟"
وطالب القس باقي صدقة من المحافظ في الرسالة التي بعثها إليه بأن يسود الحوار العاقل والحضاري والمهذب بدلاً من التلويح بالوعيد وبالقهر والإرهاب، وبدلاً من ترديد الأكاذيب, مؤكدًا للمحافظ أن الناس ليسو أغبياء كما يتصور، بل أن الإنسان المصري أذكى مما يتصور.
واختتم صدقة رسالته بقوله: "أن ما حدث هناك في كنيسة الأقصر لم أكن أصدقه لولا أنني رأيت وسمعت بنفسي... وحسبنا الله ونعم الوكيل، كما أننا نحن أيضًا نؤمن بأن الله مع الصابرين."
تجدر الإشارة إلى أن القس باقي صدقة قد بعث بثلاث صور من هذه الرسالة المرسلة لمحافظ الاقصر سمير فرج إلى كلا من الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء، واللواء حبيب العادلي وزير الداخلية، ووزير التنمية المحلية.
لقراءة بيان القس باقي صدقة اضغط هنــــــــــــا
http://www.copts-united.com/article.php?A=15817&I=394