عماد خليل
كتب : عماد خليل - خاص الاقباط متحدون
عدد الذين يستخدمون الإنترنت في مصر يتخطى حاجز الـ 15 مليون شخص وهو ما يخلق أهمية متزايدة ومتنامية للفضاء الإلكتروني كمساحة يمكن استغلالها في التوعية والتعبئة ونشر المعلومات والتواصل بين هذا القطاع العريض والمؤثر من المواطنين. ومن هنا تكتسب أشكال النشر الإلكتروني المختلفة حيويتها التي تدفع الأطراف المجتمعية المختلفة لتوظيفها والعمل من خلالها. ورغم ذلك تبقى أشكال النشر الالكتروني بشكل عام والمدونات بشكل خاص بعيدة عن الدراسة المنهجية والعلمية الهادفة إلى التقييم المستمر لها وتصحيح مسارها وتعزيز دورها في المجالات التنموية المتنوعة.
من هنا فقد قامت مؤسسة "ماعت" للسلام والتنمية وحقوق الإنسان بإعداد دراسة بعنوان "المدونات نوافذ جديدة للمشاركة والتغيير" وهي دراسة تحليلية لمضمون عينة من المدونات المصرية خلال عام 2009". وقد تناولت الدراسة تحليل مضمون لعدد 30 مدونة تمثل عينة لمجتمع التدوين الإلكتروني؛ الذي يمثل مجالاً مهمًا، لا سيما وأنه يعد أحد الوسائل اﻹعلامية الجديدة ومن أهم تطبيقات الإنترنت التفاعلية، حيث يلجأ لها مستخدمي الإنترنت لنشر المعلومات ومناقشة القضايا المجتمعية في ظل الحراك الاجتماعي والسياسي في السنوات اﻷخيرة.
واعتمدت منهجية تحليل المضمون على عدد من المعايير شملت كثافة النشر شهريًا، وعدد التدوينات في كل مدونة على حدا، بالإضافة إلى الأشكال الفنية في الكتابة (خبر – مقال – موضوع مصور – فيديو)، ومعيار مجال الكتابة في كل مدونة والتي صنفت إلى موضوعات (حقوقية – سياسية – إعلامية - عامة)، وأيضًا اتجاه الكتابة لدى المدون ما بين الإيجابي والسلبي والمحايد... وغيرها من تجاوزات الكتابة تجاة الأشخاص أو المؤسسات في متن التدوينات المنشورة.
استهدفت الدراسة التعرف على اتجاهات المدونات محل الدراسة من خلال تحليل أشكال ومضامين المدونات المختلفة، والتعرف على مدى انتشار المدونات التي تهتم بالمشاركة المدنية والسياسية بين الشباب، كما استهدفت رصد الأشكال الفنية للتدوين، إضافة إلى مدى اتباع المصداقية والمعيارية في الكتابة.
وقد خلصت الدراسة إلى عدد من النتائج المهمة مثل التفاوتات الشديدة في كثافة النشر بين المدونات وبعضها البعض والتي وصلت في أعلى مستوياتها إلى 310 تدوينة في العام، وأقل عدد 6 تدوينات في السنة الواحدة. كما كشفت الدراسة عن أن التدوينات السياسية احتلت المرتبة الأولى، تليها التدوينات الحقوقية، ثم التدوينات اﻹعلامية؛ وهو ما يعني ضمنًا أن المشاركة عبر العالم الافتراضي في مصر ذو طابع سياسي وحقوقي. فالشباب المصري يتخذ من صفحاته على الإنترنت "المدونات" منبرًا لمناقشة القضايا السياسية والحقوقية.
وأوصت الدراسة بضرورة تعاون منظمات المجتمع المدني والمدونين لبناء جسور التعاون المشترك بهدف الحشد والتعبئة وإطلاق الحملات الإلكترونية في العديد من القضايا العامة، باﻹضافة إلى ضرورة تقديم منظمات المجتمع المدني التدريبات اللازمة لتطوير مهارات المدونين، وتحسين مناخ التدوين والصحافة الشعبية.
http://www.copts-united.com/article.php?A=15821&I=394