عماد توماس
كتب: عماد توماس - خاص الأقباط متحدون
"أضطر لارتداء الحجاب قبل أن أركب الميكروباص... وإذا لم أفعل أتعرض لكل أنواع الإهانات من النظرات المتوحشة، إلى تجريح بألفاظ مخجلة، إلى التحرش الجسدي على الملأ أمام كل الركاب، ولا يتحرك أحد لنجدتي، مع أني شابه صغيرة في عمر بنات الرجال الذين يركبون معي نفس الميكرباص.""
كانت هذه رسالة من مواطنة مسيحية، نشرها الكاتب الصحفي محمد الشبه ـ رئيس تحرير صحيفة "نهضة مصر" ـ معلقًا على هذه الرسالة قائلاً: "صدمتني الكلمات المؤلمة بكل ما فيها من إدانة غير مباشرة لحالة التمييز المرعبة والعنصرية المقيتة التي تسيطر على الشارع المصري منذ سنوات، الحالة التي لا تريد أن تعترف الحكومة بأنها أصبحت واقعًا كريهًا تعاني منه مصر بسبب سياساتها "الترقيعية" لما يسمى بحوادث الاعتداءات الطائفية، ولتراخيها وتساهلها مع أشكال العنصرية الفاضحة في مناهج التعليم وفي المدارس التي تجبر البنات في سن التاسعة على ارتداء الحجاب حتى أصبح زيًا رسميًا في مصر كلها، ويعتبر الخروج عنه في الشوارع والمواصلات وبعض المصالح الرسمية نوعًا من الفسق والانحلال!"
وأضاف الشبة في مقاله، المنشور بالصحيفة أمس الأحد، أن التمييز لم يعد يستهدف المسيحيات عن المسلمات، ولكنه يستهدف بشكل عام كل من لا تغطي رأسها حتى لو كانت سيدة متزوجة وأُمًا لأطفال. واستشهد بمشاهدته لسيدة غير محجبة تحمل طفلاً وتتعرض لمعاكسات مهينة من شباب في عرض الطريق أمام مبنى ماسبيرو!
واختتم الشبه مقاله، بأن هذه المشاهد اليومية لم تعد تفاجئ أحدًا، وحالة الشيزوفرنيا الدينية قسّمت المجتمع إلى كفرة ومؤمنين، مضيفان أن الحكومة لا تتدخل ولا تفعل شيئًا لأنها حكومة المؤمنين... الساجدين!
http://www.copts-united.com/article.php?A=15904&I=396