بمناسبة الأسبوع المقدس (أسبوع الآلام) الهيئة العالمية للدفاع عن حقوق سكان مابين النهرين الأصليين تشارك الكنيسة الكاثوليكية (كنيسة عذراء فاتيما للروم الأرثوذكس) الصلاة من اجل أبناء العراق المتألمين.
تحت شعار ( لا ترّحلوا مسيحي العراق) يقام اليوم 30/3/2010 ، احتفال كنسي ضخم في أحدى اكبر الكنائس في عمان- الأردن وهي كنيسة عذراء فاتيما للروم الأرثوذكس، والذي جاء متزامنا مع جمعة الآلام سيدنا يسوع المسيح، تضامنا ومناصرة لأبناء شعبنا العراقي من المسيحيين وخاصة في الموصل، الذين يعانون القتل والتهجير والأبعاد عن ديارهم، وأصبح واقعهم ووجودهم مهدد في أرضهم وارض آباءهم وأجدادهم، فهم فئة مشهود لهم بوطنيتهم وبحبهم لبلدهم ووحدته، ولا يؤمنون بالعنف او حمل السلاح ولا يملكون السلطة او المليشيات ، بل يملكون حبهم لوطنهم ولأهله، فهم عاشوا على مدى قرون مع أخوانهم من الطوائف الأخرى مسالمين ، وهذه الهجمات التي يتعرض لها لمحاولة التضييق والتهميش ولإجباره على ترك مناطقهم ما هي ألا ضربة للسلم والأمن الأهلي والتعايش المشترك والديمقراطية المرتقبة في العراق....
وهذا الاحتفال الذي سيقام بمشاركة العديد من العوائل المسيحية المهجرة في الأردن في كنيسة عذراء فاتيما للروم الأرثوذكس، وبحضور الأب ريمون الموصلي النائب ألبطريركي، وبمشاركة من الهيئة العالمية للدفاع عن حقوق سكان مابين النهرين الأصليين المتمثلة بالدكتور غازي رحو ممثل الهيئة في الأردن والعراق ولجنته من المناصرين للهيئة بالإضافة الى عوائل من أبناء شعبنا العراقي من مختلف الطوائف والأديان والقوميات ، وسوف يتخلل الاحتفال مسيرة شموع وعرض سلايد عن الآلام العراقيين من المسيحيين، كما سيلقي الدكتور غازي كلمة باسم الهيئة بهذه المناسبة، شرح فيها معاناتهم والى أي مدى وصل بهم الحال، و لابد من التدخل السريع والفوري لإيقاف هذه الاستهدافات، كما ناشد ممثل الهيئة باسمها أصحاب الضمائر والقلوب الخيرة للوقوف وقفة رجل واحد بوجه هذا الإرهاب والتصدي له.. وأدناه نص الرسالة التي ألقيت باسم الهيئة لمناصرة مسيحي الموصل....
***************************************************
كلمة باسم الهيئة يلقيها الدكتور غازي رحو مناصرة لمسيحيي العراق:
عقب كل ما يصيب مسيحيي العراق، وانتشار أخبار عمليات والتهجير والقتل المتعمد التي يتعرض لها مسيحيي العراق وخاصة في الموصل، عمت مختلف شرائح المجتمعات حالة من الاستنكار والتضامن والشجب الشديدين مع كل ما يتعرض له المسيحي تكرارا ومرارا، عبر شعبنا المسيحي المهجر في الخارج عن مشاعر الغضب حيال هذه الممارسات التي تمارس ضده، وأعلنوا عن مواقف التضامن مع أخوانهم المسيحيين المضطهدين في أرضهم، كون مسالة النزوح الجماعي للعوائل المسيحية والإرهاب الذي يمارس ضده هي مسالة شعب مسيحي بأكمله، مهدد في حياته ومصيره ومستقبله، ومستقبل الأجيال القادمة. وها نحن اليوم مجتمعين في هذه المناسبة نتذكر شعبنا المسيحي وآلامه في بلده العراق، مع يسوع المسيح (عليه السلام) وآلامه بموته وقيامته وفداء نفسه من اجل خلاص البشرية...
مسيحي العراق اليوم يتعرضون لعمليات تطهير دينية وعرقية لإلغاء وجوده وحضارته على أرضه وارض آباءهم وأجدادهم، وتمارس ضده مختلف السبل والوسائل في محاولة لتضييقها عليه وإجباره على ترك المدينة والأكثر من ذلك ترك البلد بأسره وهذا ما يحصل بالفعل من خلال العديد من العوائل التي هجرت البلد إلى دول الجوار، خوفا على حياته وكيانه الذي بات مهدد ومستهدف بين الحين والآخر وبدون أي مقدمات أو إنذار سابق، وأصبحوا مهددين في أمنهم ورزقهم واستقرارهم، حيث خلال الأشهر الماضية والتي كانت متزامنة مع أجراء الانتخابات البرلمانية 2010 ، شهدت مدينة الموصل (أم الربيعين) نزوح نحو أكثر من ألف عائلة ومقتل العشرات والتهديد ان لم يرحلوا، بالإضافة إلى تهديد طلبة المدارس والجامعات من المسيحيين، مما اضطرهم إلى ترك مقاعد الدراسة، وهنالك نسبة منهم ترك الدراسة كليا كونه لا يستطيع مواصلة دراسته!!
المسيحيين كانوا في مراحل سابقة في بغداد والبصرة، معرضين لعمليات وتعديات مشابهة ومماثلة لما يحصل في الموصل اليوم من قتل وتهجير وخطف وتهديد، واليوم قد يرى البعض في ما يحصل لأهالي الموصل الكرام مسالة طائفية تندرج ضمن الصراعات الطائفية الجارية على ارض العراق، وهذا هو الواقع وبنسبة، ولكن من ناحية أخرى لا يمكن فصل كل ما يحدث في الموصل عن مجريات التطورات السياسية وصراعات المصالح، وخاصة في كل مرحلة مصيرية وحساسة من تاريخ العراق وخاصة الانتخابات التي يشهدها البلد، كون الصراعات تحتدم فيها وتشتد وتزداد الاستهدافات، ويكون المكون المسيحي هو الطعم والضحية!! وتبدأ عمليات القتل والتهجير والخطف وحرق الكنائس وتفجيرها تظهر على الساحة .
نحن في الهيئة العالمية للدفاع عن حقوق سكان ما بين النهرين الأصليين، ندعو كافة الخيرين إلى ضمان امن المسيحيين الموجودين في الموصل، ونطلب من الحكومة القيام بعملية أمنية كبيرة في المدينة مؤسسة لعودة العوائل المسيحية النازحة وضمان أمنها، وكذلك إلى وقفة جريئة وحاسمة من قبل الشعب العراقي بكافة طوائفه، لإيقاف حجم الانتهاكات والاستهدافات التي تطال هذه الشريحة العراقية الأصيلة والأصلية وذات جذور ضاربة بعمق في تربة وتاريخ بلاد ما بين النهرين، كون التعدي الذي يصيبهم هو تعدي أيضا على حقوق الإنسان وعلى تاريخ وتراث الإنسانية برمتها... وكذلك ندين بشدة استهداف أخواننا المسيحيين وكذلك استهداف كنائسنا ...
وأننا نناشدكم ببذل الجهود لإيقاف هذا النزيف الذي ينزف بين فترة وأخرى ولتقليص حجم المقابر التي يبرع في صنعها القتلة والمجرمون الذين تحالفوا مع الشر، وكذلك وقف يد الشر التي تطال أبناء شعبنا وتحاول التضييق لإجباره على ترك مدينته، وآخرها كانت قبل أيام في 17/3/2010 عندما قتل المواطن صباح يعقوب ادم في الموصل، وكذلك عندما حاولت جماعة مسلحة من الاعتداء على طفل بعمر 12 سنة ومحاولة خطفه بعد محاصرته في زاوية، ولكن محاولتهم باءت بالفشل وتم إنقاذه من قبل دورية للشرطة كانت مارة بالصدفة فأفشلت محاولة المجرمين ولاذوا بالفرار. بالإضافة إلى استشهاد الطفل يوسف معتز رمزي بعمر سنة ونصف في منطقة الساعة بالموصل يوم 27/3/2010 ، اثر انفجار عبوة ناسفة أمام منزلهم كل مما أدى إلى استشهاد الطفل وإصابة أخوته الآخرين بجروح!!! كل هذا كون قسم ضئيل من العوائل المسيحية المهجرة من الموصل كانت قد بدأت بالعودة إلى ديارها. ونتمنى ان يستفيق الضمير الانساني قبل فوات الأوان لإنقاذ ما بقى من هذه الشريحة المسالمة.
الهيئة العالمية للدفاع عن سكان ما بين النهرين الأصليين
http://www.copts-united.com/article.php?A=16009&I=398