أنطونى ولسن
بقلم : أنطوني ولسن
تحذير : هذه القصة للكبار فقط
زغرودة المرأة التي تطلقها في ليلة الزفاف، تعلن بها الفرحة عالية مدوية، حتى يعرف الحاضرون والقريبون من مكان الاحتفال، ان الليلة ليلة فرح وهناء.. لهذا تتبارى كل امرأة من الحاضرات القادرات على اطلاق الزغاريد في إعلاء صوت زغرودتها على الآخريات.
في تلك الليلة بالذات.. ليلة زفاف عفاف، تحولت اصوات تلك الزغاريد الى اصوات مدافع رشاشة، تطلق الرصاص عليها لتقتلها. فكل زغرودة تنطلق، كانت الطلقات تخرج منها في اتجاه واحد لتقضي على عفاف.. طلقة تصيب رأسها فتترنح، وطلقة تصيب قلبها فيتوقف عن النبض، واخرى تصيب ساقيها، فلا تقدر على الوقوف. انها ليلة زفافها الى رجل، حاولت المستيحل، ان تهرب منها، ولكنها مثل الذبيحة المقدسة التي تقدم على مذبح التضحية لتفدي غيرها وتموت هي. . تموت هي لتعود الحياة الى والدها.
عندما تقدم لها ذلك الرجل الذي يكبرها بحوالى خمسة عشر عاماً لم تشعر بارتياح عند رؤيته لأول مرة وهي تقدم له فنجان القهوة، نظرته اليها ناعسة خبيثة.
ارتجفت جفناها عندما اصطدمت عيناه بعينيه، بعد ان قدمت القهوة، أدارت ظهرها وهمت بالخروج من الغرفة. لكن والدها طلب منها الانتظار والجلوس.
منذ ذلك اليوم، والاحداث تجري بسرعة، لان العريس يريد الزواج قبل ان تنتهي فترة إجازته التي جاء ليقضيها بين أهله واصدقائه، وفي الوقت نفسه، الزواج.. اذا وفقه الله من بنت حلال، ليعود الى استراليا بعروس جميلة يفوق جمالها أجمل الجميلات هناك.
تحدد موعد الزفاف. لم تره بعد تلك الليلة سوى مرات قليلة، خارجا فيها مع أفراد العائلة لشراء الشبكة وحاجات الفرح. الحديث بينهما قليل.. لا تعرف ماذا تقول، وهو يحاول ان يظهر بمظهر الرجل العاقل الرصين القليل الكلام، عله بهذه الهالة يضفي على نفسه صفة الحكمة والتعقل والترفع عن مستوى البشر العاديين كثيري الكلام في أي موضوع. وعلى الرغم من ذلك فقد لاحظت انه لم يعط فرصة لاحد في اختيار اي شيء بل كان هو الذي يختار، مما أدهش العروس، وجعلها تشعر ببخله، لكنها لم تفتح فمها.. وإلا..!!
قبل الزفاف باسبوع انتهزت فرصة وجود والدها بمفرده.. فتضرعت اليه وسألته ان لا يتعجل بالزفاف. فهي لا تعرف العريس، وتريد ان تستمر في دراستها. لكن لسوء حظها لم تدر في ذلك اليوم ان والدها شعر بوعكة صحية منعته من الذهاب الى العمل. لذلك، واثناء حديثها معه إزداد نبض قلبه، وارتفع ضغطه واحمرت عيناه، وانحشر لسانه في فمه ولم ينبس بكلمة واحدة مما جعلها تجري الى والدتها التي ما ان رأته على تلك الحالة، حتى أخذت تولول وتصرخ صرخات حادة عالية، دفعت باحد الجيران الى الاسراع اليها وطلب الاسعاف.
نجا والدها من تلك النوبة القلبية بأعجوبة، لامت نفسها واعتقدت انها المسبب لتلك النوبة القلبية التي كادت تودي بحياة والدها، عندما كشفت مكنونات فؤادها، لذلك اثرت الصمت، وانساقت الى المذبح قرباناً طاهراً ، هدفها الاول والأخير نجاة والدها من الموت.
لم يعرفها زوجها لمدة ثلاثة ايام بلياليها. أخبرته في الليلة الاولى انها مجهدة وتريد ان تستريح، وفي الليلة الثانية حاولت المستحيل ان تتجاوب معه، لكنها فشلت وانتابها فزع شديد جعله يخاف منها ويبتعد عنها. وفي الليلة الثالثة حاول ان يقترب منها، لكنها في كل مرة تلامس يده بشرتها، تشعر بقشعريرة غريبة تسري في عروقها. قشعريرة لم تعرفها من قبل. حاول إحتضانها وهي نائمة، فزعت منه ونهضت مرتجفة، وجلست القرفصاء وهي تنظر اليه وكأنها تستعطفه وترجوه ان يتركها وشأنها. ومع تضرعها إستشاط غضبا وصفعها على وجهها متهما اياها بأنها قد اقترفت الفحشاء، وانها فقدت عذريتها. لهذا لا تريده ان يلمسها ولا ان يقترب منها.
بكت وأقسمت له أنها عذراء لم يلمسها رجل من قبل. ولكنها خائفة، ولا تعرف مما تخاف، هذا شعورها، وليس باستطاعتها أن تجد تحليلاً واحداً لهذا الخوف الذي يعتريها كلما اقترب منها.
شعر بصدق حديثها من الدمع المنهمر بغزارة من عينيها، ولكنه رجل ويريد حقوقه كاملة وهي زوجته وله حق الزوج عليها في كل شيء.
خرج تلك الليلة ولم يعد الا مع شروق شمس صباح اليوم التالي. قضى ليلته مع رفاقه القدامى، يشرب الخمر ويدخن (الجوزة) التي تشبه النرجيلة تماما ولم يكن التدخين خاليا من (الحشيش). شرب ودخن حتى ينسى انه جاء ليتزوج، وليقضي وقتاً سعيداً قبل رجوعه الى أستراليا، الى عمله الشاق.
كان يتمنى ان يعوضه هذا الزواج عن ايام الوحدة والضياع التي قضاها في النوادي الليلية وأماكن الدعارة والميسر. في تلك الليلة ، لاحظ صديق قديم إفراطه الشديد في الشرب والتدخين، وان صمتا مضجرا يلف عينيه بمسحة من الحزن. سأله ما به؟ فلم يبح له باحزانه كي لا يسخر والشلة منه. فهو كبير بالسن نسبة لعروسه الشابة الجميلة، والتي يعرف اهل الحارة مدى استقامتها على الرغم من تهافت الكثير من شبان الحي عليها. وانها والحق يقال لم تشجع احدهم ولو لمرة واحدة على الاسترسال في معاكستها. لم يلح الصديق في طلبه. بل تركه للخمرة كي تحل عقدة لسانه. والحشيش كي يعمل على اخراج احزانه.
وما هي الا لحظات حتى لعبت الخمرة برأسه، وادمع الدخان عينيه، فأخذ صاحبه الى ركن قصي في الغرفة، بعيدا عن الشلة، حتى لا يسمعهما احد.. وأخذ يقص عليه مراجله في استراليا.. كيف النساء يرتمين عند قدميه.. نسوان خواجات من أحلى النسوان اللي في الدنيا. مقارنا بينهن وبين هذه التلميذة التي لا تطيق لمسة يده.
صمت الصديق محمود فترة ليست بالقصيرة، مما اثار غضب فريد. لكنه وقف واشار اليه ان يبقى في مكانه ريثما يعود. فتوجه الى حيث كانا يجلسان من قبل، وعاد وفي يده زجاجة الخمر وبدأ يمثل امامه دور السكران ويقول:
- اسمع يا فريد.. يا صاحبي.. بصّ وشوف ايه اللي في ايدي.. خمرة.. والشاعر قال عن الخمرة انها علاج.. وداويها بالتي هي الداء. يعني يا سي فريد.. الخمرة هي الدواء لداء مراتك.
- يعني أسكرها!
- عندك حل تاني؟
- لا.. لكن إزاي ودّي بنت باين عليها غلبانه، ومش بتاعة كده؟
هنا، عاد محمود الى حديثه الطبيعي:
- هي من ناحية غلبانه، هي فعلاً بنت متربية وبنت ناس. ولكن يا صديقي لكل داء دواء. حتى تستطيع ان تحصل على حقوقك الزوجية. لا تستعمل معها العنف او التهديد. بل استعمل الحكمة والهدوء.
- ازاي يا طبيب العيله؟
- بسيطة يا مريض العيلة. يا بتاع أستراليا ونسوان أستراليا.. يا مفتّح. الواحدة من دول تتربى مرتين، مرة تربية أبوها، والثانية تربية جوزها. وانت راجل تحب الفرفشة والنعنشة والذي منه. يبقى خلاص المشكلة إنحلت.
- برضه مش فاهم؟!
- يظهر ان الطاسة بتاعتك ما تعمرتش كويس. تعالى ناخد لنا نفسين حشيش يعمرو الطاسة مظبوط.
- فهّمني الأول وبعدين نعمّر الطاسة.
- شوف بقى يا سيدي ، البنت خايفة منك. ما فيش حد فهمها عن الحياة الزوجية، لا مؤاخذة يبقى نحل عقدتها ازاي؟! إسمعني بقى وركز معايا. النهار قرب يطلع. طبعا حا تروح تنام. بالليل بقى يا ناصح، تخرج وما ترجعش إلا لما كل اللي في البيت يكونوا ناموا. وانت راجع خد معاك قزازة خمرة معتبره. ويا ريت تكون قزازة ويسكي من اللي بتشربوه في استراليا. وخد معاك اتنين كيلو كباب وكفته مع شوية حلويات كده لزوم الشيء. طمنها وفهمها انك عايز تقعد قعدة كده لا مؤاخذة رومانتيكي. إحنا ولاد بلد آه. لكن نفهم في القعدات حتسألك عن القزازة. قل لها دي مشروب مقوي ويفتح الشهية.. عال..
- عال يا سيدي.. وبعدين؟!
- ولا قبلين، مجرد ما تشرب كاس والتاني حتكون في خبر تاني والحدق يفهم.
- بس كده.
- لا.. ويا ريت تاخد معاك صاروخين.. تلاتة من الحشيش الاكسترا.
- اعلمها التدخين؟!
- وفيها ايه.. يعني ما انت راجع أستراليا وكل النسوان بتدخن هناك وأخر ألصطا ومنجهه.
- يخرب بيتك يا محمود يا ابن الجنيه..
- ليه تخرب بيتي بس.. احنا عايزين نخدم.
- لا مش قصدي.. اصلي ما كنتش مصدّق انه ممكن يكون الحل بالشكل ده؟!
- على العموم المسامح كريم.. وكله بثوابه.
أعجبته فكرة محمود، لذلك لم يبق طويلا مع الشله، بل شد رحاله وعاد الى المنزل. دخل غرفته فوجد المسكينة جالسة القرفصاء واضعة رأسها على ركبتيها، ويداها تحيطان ذلك الراس الصغير فوق الكنبة «الاسلامبولي»، ويبدو انها كانت غارقة في نعاس عميق، فلم تشعر به.
نظر اليها وكاد ان يوقظها، ويحاول معها مرة اخرى. لكنه عاد واحجم عن تنفيذ ذلك الخاطر الذي لم يوصله خلال الايام الثلاثة الماضية الى شيء. توجه الى السرير لينام وهو يقول بصوت مسموع. . حاضر إن ما وريتك وخليتك تدوبي في دباديبي وتترجيني واتقل عليكي.. ما كنش فريد.
يبدو ان الكلام أعجبه فأخذ يردده:
- الله.. دي تنفع أغنية.. إن ما وريتك وخليتك تدوبي في دباديبي وتترجيني واتقل عليكي.. يا حلوة يا صغيرة.. آه أخليكي تدوبي في دباديبي.. تململت عفاف في جلستها. ويبدو ان صوت زوجها فريد أيقظها من نوعها، فرفعت رأسها الصغير وقالت له:
- إنت جيت يا استاذ فريد؟..
لم يجبها فريد.. فقد راح في ثبات عميق.
عادت عفاف الى مكانها فوق الكنبة «الاسلامبولي».. واخذت تفكر في الحالة التي آلت اليها. لماذا يخرج ولا يعود إلا في ساعة متأخرة من الليل؟! يأتي مخمورا، لا يستطيع الحديث او الحركة. يلقي بجسده على السرير دون تململ، حتى ظهيرة اليوم الثاني، او بالأحرى نفس اليوم.
لا تستطيع مفاتحة والديها بالموضوع، فالذبحة القلبية التي آلمت بوالدها قد اثرت على حياتها تأثيراً كبيراً. يذهب الى العمل ويعود منه منهكا تعبأ يتناول طعام الغداء ويدخل غرفة نومه، ولا يستيقظ من النوم إلا وقت العشاء. اما والدتها فقد سألتها عن حالها، بعد اليوم الأول من الزواج، وحاولت باستحاء ظاهر ان تعرف ماذا حدث بينها وبين زوجها، ولكنها لم تتمكن، بسبب حيرتها، من توضيح ما تريد معرفته، ففضلت السكوت.
الأم ترى ابنتها تذبل امامها، ولا تعرف سبباً لذلك، تشعر بالألم الذي يجتاح قلب عفاف، ولا تستطيع الدخول معها في حوار مباشر يشجعها على البوح بمكنونات قلبها، كلتاهما تعرفان ذلك تماماً وكلتاهما تتحاشيان إلتقاء العين بالعين.
ثلاثة ايام بلياليها مرت على الزواج، والمنزل فوق فوهة بركان، كل شيء يغلي بداخله، لكنه لا يستطيع الانفجار. مرض الأب، نوباته القلبية الدائمة التي يعيش فيها كل يوم بعد عودته من عمله وهو ملقى على السرير، لا تعرف ان كان نائماً ومستيقظا أم مغشياً عليه، فترك الحمل كله على الأم المسكينة، التي لا حول ولا قوة لها. فجأة وجدت نفسها امام هذا الاعصار الشديد الذي يهزّ كيانها. اعمال المنزل، غسيل، تنظيف واعداد طعام. صحيح ان عفاف تساعدها، لكن في صمت ، يضيف الى عذاب الأم عذابات كثيرة مؤلمة.
في اليوم الرابع، نامت عفاف حتى الظهيرة، وعندما استيقظت لم تجد زوجها فريد نائما كعادته، ظنت انه ذهب لقضاء حاجته او للأستحمام، وعندما خرجت من الغرفة، استقبلتها امها بتحية الصباح.
- صباح الخير يا عفاف.
- صباح الخير يا ماما.. ماشوفتيش الاستاذ فريد؟
- صحي من بدري يا بنتي وخرج من غير مايفطر او يشرب الشاي.
لم تعلق عفاف بشيء، بل استمرت في سيرها الى الحمام. بعدها أخذت تساعد امها في اعمال المنزل، دون ان تتحدثا في اي موضوع. ارادت الأم ان تسألها عن أحوالها، عن رأيها بالزواج، وهل هي سعيدة مع الاستاذ فريد.. ام لا؟ لكن شيئاً بداخلها كان يخبرها بان ابنتها غير سعيدة، وان هناك اشياء واشياء بدأت تلاحظها على سلوكها وتصرفاتها لا توحي بالخير، فان سألت ابنتها وصدقت ظنونها، ماذا بامكانها ان تفعل؟! بالطبع لا شيء، انها ستؤجج فوق نار حياتها ناراً اخرى قد لا تستطيع تحملها. وإن سكتت واكتفت بالملاحظة والظن، فانها لن تضيف الى عذابات يومها عذابا، هي متأكدة من وجوده تحت سطح حياتها. وعفاف المسكينة كلما استيقظت من النوم، تتمنى لو ان الأرض انشقت وابتلعتها، وانهت حياتها.
رجل يحاول التقرب منها اثناء النوم، يخيفها، وتشعر وكأنه يريد اغتصابها. لم تسمع عن الجنس كثيرا، سمعت عن الحب مع زميلاتها في المدرسة اللواتي كنّ يغرَّن من اي طالبة ارتبطت بعلاقة مع رجل. تذكرت حكاية عنايات واحمد، عنايات طالبة في السنة الأولى ثانوي. واحمد يعمل في محل (عجلاتي) في نفس المنزل الذي تقطنه عنايات وكانت كل يوم تأتي الى المدرسة فرحة سعيدة لأنها رأت (الاوسطى أحمد)، على الرغم من انه لم يكن (لا اوسطى ولا حاجة)، مجرد صبي في محل (البسكليتات). يقلد بتصفيفة شعره المغني الشهير الفس برسلي، و(افرهوله)، الازرق دائم النظافة. لكنه بالنسبة لها أوسطى ومعلم، استطاع ان يملك على حياة وعقل وروح عنايات، والدافع لها للذهاب الى المدرسة كل يوم، رؤية احمد عند الصباح، لانها في ذهابها تستطيع ان تراه، وفي ايابها تراه بانتظارها عند (العطفة) بالبسكليت، فتسير الى جواره، يتناغشان ويتحابان.
ذات يوم، لم تأت عنايات الى المدرسة، فظنت الرفيقات ان وعكة صحية آلمت بها. لكن غيابها طال، فعلمن والمدرسة وكل الحي قصة ضبط الاوسطى حسين للواد احمد والبنت (المفعوصة مكسورة الرقبة)، عنايات تحت سلم المنزل، وهو يقبلها ويفعل اشياء وأشياء. فآلم هذا الخبر أذن عفاف، لأنها لا تطيق سماع أخبار كهذه، فما بالنا بهذا الغريب الذي أعطاه الزواج حق الالتصاق بها عند النوم.. عنايات واحمد.. اقل ما يقال في قصتهما انهما يحبان بعضهما بعضا. أما هي المسكينة، فلم يدق قلبها ولو لمرة واحدة، لا قبل فريد ولا مع فريد. مع ذلك يطلب منها هذا الفعل الفاحش، وعندما تمتنع يتهمها بالفحشاء وانها فقدت عذريتها، وانها تخشى فضيحة اكتشافه، ولهذا فقط ترتجف وتبتعد عنه في هلع شديد.
تصبر المسكينة ولا تعرف لمن تشكو همها، ولا لمن تقص حكايتها، واستراليا التي ستسافر معه اليها، لا تعرف عنها غير الذي درسته في كتاب الجغرافيا. نرفزته الدائمة، لأنه لم يحصل على ما يريد منها، تجعله غاضبا ومبتعدا عنها وعن المنزل. والحياة الصعبة التي تعيشها الاسرة تجعلها ايضاً تفضل عذاب الصمت، حتى يأذن الله بما سيأذن به.. استراليا فليكن ما سوف يكون من مفاجأت في استراليا!!
(يتبع)
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=16190&I=403