الأسعد بن مماتى...رائد أدب السخرية

نسيم مجلي

بقلم : نسيم مجلى
من بين أعمال الأسعد بن مماتى الكاتب والشاعر ورجل دولة فى عهد الأيوبيين. والتى تربو على عشرين كتاباً, لايعرف القراء له سوى كتابين "الفاشوش فى أحكام قراقوش" ، و "قوانين الدواوين".

و ينتمى الكتاب الأول إلى أدب الفكاهة والسخرية والهجاء ويمثل بحق أسلوباً فنياً بارعاً فى تصوير الغرابة والشذوذ وإحداث المفارقة. وهذا الكتاب الذى أضحك أجيالاً ولازال يضحكنا، كتبه صاحبه باللغة العامية المصرية، ووصل به إلى أعرض الجماهير حتى صار قراقوش فى المخيلة الجماعية للشعب مثالاً لكل حاكم أخرق ينحرف عن طريق العقل والمنطق فى سلوكه وتصرفاته.

أما الكتاب الآخر "قوانين الدواوين" فهو كتاب علمى صرف يتحدث فيه ابن مماتى عن مصر بصفة عامة ونهر النيل ومساحة الأرض وتحقيق أسماء ضياعها وكفورها وخلجانها، بالإضافة إلى تناوله الأراضى المختلفة، والفصول الزراعية، وأنظمة الرى، وأنواع المزروعات وأوقات غرسها وحصادها وغير ذلك من الأمور الهامة.

كذلك يتصدى الكاتب إلى كثير من المسائل الخاصة بأنظمة الحكم فى عصر بنى أيوب. مثال ذلك "الباب الثامن" الذى استعرض فيه المؤلف وظائف الدولة وشرح اختصاص كل منها، كما أنه أتى فى الأجزاء الأخيرة من الكتاب على شذرات كثيرة طريفة عن بعض الدواوين ودور الحكومة و موارد الدولة.
,ويقول العلامة الكبير الراحل عزيز سوريال الذى حقق الكتاب إن قيمته ليست مقصورة على سعة اطلاع المؤلف وغزارة علمه وحدة ذهنه، وإنما ترجع كذلك إلى مكانته الخاصة فى المجتمع المصرى ومركزه السامى فى حكومة البلاد، فابن مماتى - كما يظهر من تاريخ حياته فيما بعد - تقلب فى كثير من دواوين الحكومة، وانتهى به الأمر إلى تقلد الوزارة نفسها، وبذلك أصبح كل ما يكتبه ذا صبغة تجعله وثيقة رسمية صدرت عن قلم أحد وزراء الدولة المسئولين.

كذلك يخبرنا الدكتور عزيز سوريال أن ابن مماتى اعتذر عن تقديم بعض المعلومات لأنه اعتبرها من أسرار الأمن القومى أو من أسرار الدولة التى لا يجوز إذاعتها - هذه الشخصية التى تجمع بين الخيال الأدبى الساخر والدقة العلمية المفرطة إلى جانب الحس الوطنى اليقظ كيف نراها؟
لقد تساءل المستشرق الفرنسى الكبير كازانوفا، الذى حقق كتاب "الفاشوش"، وعلق عليه قائلاً :
""كيف نوفق بين صورة هذا المؤلف الذى يخوض فى كتابات الفكاهة ويكتب فيها كتاباً بالعامية، ثم يكتب كتاباً آخر بالفصحى عن الأرض ومساحة المدن ويعزف عن إباحة أسرار الدولة، فيرتفع إحساسه بالمسئولية إلى هذا الحد المتعقل؟" .

إن الصورتين تتكاملان لو علمنا أن ابن مماتى كان غاضباً حانقاً بلا شك على القائد قراقوش الذى يقربه صلاح الدين إليه. وهو حانق من وجهة نظر مذهبية كما يذهب كازانوفا، وهو حانق كذلك لأن أمور مصر ساءت على الرغم من الإنجازات التى حققها صلاح الدين فى الخارج من صفحات وضاءة فى الفتوحات وصد الصليبيين، ولكن هذه الصفحات كانت مصابة ببقع الحكم الاستبدادى فى الداخل وإطلاق الشهوة "القراقوشية" .

ولعل هذا الوضع يبرر من جانب الحكام عادة باسم المصلحة العامة (باستخدام أسلوب العصر) ولكنه لا يبرر من زاوية المحكومين أبداً. كما أننا نتصور أن حنق هذا الاقتصادى أو هذا المالى ابن مماتى على قراقوش هو حنق له ما يبرره لأن الاقتصادى ينظر للأمور نظرة مخالفة  لنظرة القائد العسكرى، مما يثير الفرقة فى النظر دون شك.

ويتأكد التكامل فى شخصية المؤلف بصورة أوضح حين نقرأ تقديمه لكتاب "الفاشوش فى أحكام قراقوش" بقوله : 
"إننى لما رأيت عقل بهاء الدين قراقوش محزمة فاشوش، قد أتلف الأمة، والله يكشف عنهم كل غمة، لا يقتدى بعالم، ولا يعرف المظلوم من الظالم. الشكية عنده لمن سبق، ولا يهتدى لمن صدق. ولا يقدر أحد من عظم منزلته على أن يرد كلمته، ويشتط اشتياط الشيطان، ويحكم حكماً ما أنزل الله به من سلطان، صنفت هذا الكتاب لصلاح الدين، عسى أن يريح منه المسلمين."

فغرضه من هذا الكتاب هو تحرير الشعب المصرى وتخليصه من تسلط قراقوش وقهره له.. لأنه سخر الشعب المصرى لبناء أمجاد صلاح الدين وتأكيد سلطانه, دون مراعاة لحقوق الفقراء ومشاعرهم، فإذا تفكرنا أيضاً أن كتاب "قوانين الدواوين" قدم لصلاح الدين أو أحد أبنائه من أجل تحرى الواقعية والعدل فى تقدير الجزية والضرائب على أفراد الشعب بجميع فئاته.. فإننا نكتشف البعد الآخر أو الدافع الرئيسى لابن مماتى، وهو مصلحة مصر والشعب المصرى عموماً. فإذا عرفنا أن صلاح الدين كان كردياً وأن قراقوش قائد جيشه كان صقلبيا من مماليك القوقاز فى حين كان ابن مماتى مصرياً أباً عن جد.. لمحنا أثر الصراع بين المصريين والحكام الأجانب.. ولعل هذا ما جعل كازنزفا يقول : 
"إن ابن مماتى كان يسعى إلى هز الثقة بقرلقوش، وهو قائد صلاح الدين الأيوبى ومن أقرب المقربين إليه، لأنه كان يعهد إليه بأمانة الإشراف على شئون مصر نيابة عنه عندما كان يضطر إلى السفر إلى سوريا للقاء الصليبيين" . فصلاح الدين لا ينيب عنه مصرياً مهما كان قدره أبداً، وقد كان ابن مماتى مثلاً رئيساً لديوان الجيش وديوان المال فى ذلك الوقت، 
ويذكر الدكتورعبد الطيف حمزة إن قراقوش كان كثير اللجاجة والخصومة ، فلا يقر مبدأ المنافسة فى الأمور،ولا يحتمل الاصغاء الى جدل من كبير أو صغير ، وله رأى فى معاملة السوقة والعامة ، هو أخذهم جميعا بالقهر والقسوة ، وهكذا فعل بالأسرى وبالعامة الذين سخرهم فى بناء  الأسوار والحصون . ( الفاشوش فى أحكام قراقوش ص63)
وكان هذا سببا فى كراهية ابن مماتى وسخريته منه ."

إذن فنحن بإزاء كاتب عملاق ومعاصر أيضاً وهو رائد فى أدب الفكاهة والسخرية ورائد فى دراسة نظم الحكم ومناضل وطنى شريف وضع نفسه فى مهب الأعاصير من أجل أهله ووطنه. وكان من نتيجة ذلك أن انتهت حياته نهاية مأساوية بفعل الاضطهاد والمطاردة التى دفعته إلى الهروب إلى ما وراء الحدود حيث قضى بقية أيامه بمدينة حلب حتى مات بعد عامين فى 606 هـ (1209م) وعمره اثنتان وستون عاماً . 
ومن المؤسف أن يضيع تراث هذا الرجل بفعل الزمان أو نتيجة الإهمال. رغم ما يذكره ياقوت من أسماء مؤلفاته التى تربو على العشرين، وقد حفزنى هذا الاهتمام بكتاباته والبحث عنها وتحقيقها حتى تكتمل صورتنا عنه بل وعن عصره ورجاله، ذلك العصر الذى يبدو واضحاً تماماً فى أذهان بعض الناس بينما هو غامض أشد الغموض عند من يتعمقون النظر فى قراءة التاريخ. 

وقد قطعت والحمد لله شوطاً أساسياً فى التعرف على مصادر هذا الكاتب وترجماته، واستطعت أن أحدد أماكن بعض مخطوطاته، وحصلت على اثنين منها هما: 
"لطائف الذخيرة وطرائف الجزيرة" الذى لخص فيه كتاب ابن بسام المسمى "الذخيرة فى محاسن أهل الجزيرة" وقمت بتحقيق هذا المخطوط - أما المخطوط الثانى فهو "متبلج الأنوار ومتأرج النوار" مما جمعه ابن مماتى من رسائل القاضى الفاضل. وقمت بقراءته ونسخه وتصحيحه وتحقيقه أيضاً - وأمامى شوط طويل للحصول على بقية المخطوطات الأخرى.. وخصوصاً أن له ديوان شعر قال ابن خلكان إنه اطلع عليه بخط ولده، كما أنه ألف سيرة صلاح الدين شعراً، ونظم كتاب "كليلة ودمنة" كما أن كتاب "قرقرة الدجاج فى لغة ابن الحجاج" يدل من عنوانه أنه فى أدب السخرية، وربما كان مثل كتاب الفاشوش، خصوصاً وأن الحجاج كان أحد كبار الموظفين فى دولة بنى أيوب. 

والبحث عن هذه الآثار ودراستها يعد مرحلة ضرورية فى دراسة أدبنا وفهم تاريخنا الأدبى فى عصر الدولة الأيوبية بل وفى العصور الوسطى عموماً. 
وقد كانت نقطة البداية بالنسبة لى هى هذان الكتابان المطبوعان " قوانين الدواوين ، " والفاشوش فى أحكام قراقوش" فقرأتهما قراءة متأنية، انتقلت بعدها إلى المراجع المذكورة فى هذه الكتب وغيرها وجمعت كل ما وقع تحت يدى منها بالعربية والإنجليزية والفرنسية والأسبانية. ولاحظت أن ما كتبه المستشرقون بلغاتهم يتجه إلى دراسة الكتب والمخطوطات. فى حين يختص أصحاب الموسوعات القديمة من أمثال ياقوت الرومى وابن خلكان والمقريزى والأصبهانى والعينى وغيرهم حتى الأب لويس شيخو اليسوعى بترجمة حياة ابن مماتى فقط. وياقوت هو عمدة هذه المصادر بغير شك،

ولعل أقدم سيرة نعرفها لابن مماتى، كتبها ياقوت فى الفترة الأولى من القرن الثالث عشر الميلادى، إذ توفى سنة 1229م أى أنه كان معاصراً لابن مماتى المتوفى سنة 1209م . ويلاحظ الدكتور عزيز سوريال أن ياقوت لم يعتمد فقط على رواية الرواة من أهل العلم وإنما اطلع أيضاً على شئ مما كتبه ابن مماتى بخطه، ولذلك يجوز لنا أن نعتبرها وبلا تردد وثيقة من أهم الوثائق عن مؤلف كتاب "قوانين الدواوين"، وهى وإن كانت فى ذاتها واضحة لا تحتاج إلى إفاضة أو تفسير، إلا أنه يدهشنا فيها سقوط الكتاب المذكور من بين محتويات القائمة التى جمع فيها ياقوت عدداً كبيراً من مؤلفات ابن مماتى ، كما يلاحظ أيضاً أن كاتب هذه السيرة اهتم بالناحية الأدبية من حياة ابن مماتى أكثر من بقية النواحى الأخرى التى أجملها إجمالاً . يتلو ذلك فى الترتيب الزمنى ما ذكره ابن خلكان المتوفى 1282م فى كتابه المشهور "وفيات الأعيان" حيث يقول:
"القاضى الأسسعد أبو المكارم أسعد بن الخطير أبى سعيد مهذب بن مينا ابن زكريا أبى قدامة بن أبى مليح مماتى المصرى الكاتب الشاعر، كان ناظر الدواوين بالديار المصرية،وفيه فضائل، وله مصصنفات عديدة، ونظم سيرة السلطان صلاح الدين رحمه الله تعالى، ونظم كتاب كليلة ودمنة، وله ديوان شعر رأيته بخط ولده ونقلت عنه مقاطع، فمن ذلك قوله:
تعاتبنى وتنهى عن أمور سبيل الناس أن ينهوك عنها
أتقدر أن تكون كمثل عينى وحقَّك ما علىَّ أضر منها

" وكان الأسعد المذكور قد خاف على نفسه من الوزير صفى الدين ابن شكر، فهرب من مصر مستخفياً وقصد مدينة حلب لائذاً بجناب السلطان الملك الظاهر رحمه الله تعالى، وأقام بها حتى توفى فى سلخ جمادى الأولى سنة ست وستمائة يوم الأحد وعمره اثنتان وستون رحمه الله تعالى، ودفن فى المقبرة المعروفة بالمقام على جانب الطريق بالقرب من مشهد الشيخ الهروى، وتوفى أبوه الخطير فى يوم الأربعاء سادس شهر رمضان من سنة سبع وسبعين وخمسس مائة.
"ومينا بكسر الميم وسكون الياء المثناه من تحتها وفتح النون وبعدها ألف، ومماتى بفتح الميمين والثانية منهما مشدَّدة وبعد الألف تاء مثناه من فةقها وهى مكسورة وبعدها ياء مثناه من تحتها، وهو لقب أبى ملييح المذكور، وكان نصرانياً، وإنما قيل له مماتى لأنه وقع فى مصر غلاء عظيمن وكان كثير الصدقة والإطعام وخصوصاً لصغار المسلمين فكانوا إذا رأوه نادى كل واحد منهم مماتى فاشتهر به، هكذا أخبرنى الشيخ الحافظ زكى الدين أبو محمد عبد العظيم المنذرى نفع الله به، ثم أنشدنى عفيب هذا القول مرثية فيه، وقال أظن هذين البيتين لأبى طاهر بن مكنسة المغربى .
 
"وأما ابن مماتى فإنه (أسعد) بن مهذب بن زكريا بن (مينا) شرف الدين مماتى أبى المكارم بن سعيد بن أبى مليح الكاتب المصرى، أصله من نصارى أسيوط من صعيد مصر، واتصل جده أبو المليح بأمير الجيوش بدر الجمالى وزير مصر فى أيام الخليفة المستنصر بالله، وكتب ديوان مصر، وولى استيفاء الديوان، وكان جواداً ممدوحاً انقطع إليه أبو الطاهر إسماعيل بن محمد المعروف بابن مكيسة(مكنسه!) الشاعر فمن قوله فيه لما مات: 
طويت سماء المكرماتوكورت شمس المديح 
وتناثرت شهب العلا من بعد موت أبى المليح
      
وقد علق الدكتور عزيز سوريال على ما جاء فى كتب المؤرخين بملاحظات عدة نذكر منها: 
أن مؤلف كتاب "قوانين الدواوين" لم يكن أول شخص عظم شأنه فى دواوين الحكومة من بين أفراد أسرته، إذ نجد أن جده أبا المليح الذى عاش بمصر فى العصر الفاطمى عمل فى خدمة الوزير بدر الجمالى والخليفة المستنصر بالله حتى بلغ فى سلم الترقى إلى وظيفة "مستوفى الديوان" وهى من الوظائف الرئيسية فى الدولة الفاطمية، وبعد موته تولى ابنه واسمه المهذب بن أبى المليح رئاسة "ديوان الجيش" والدولة الفاطمية تحتضر فى وزارة أسد الدين شيركوه السنى ، وفى عهده أسلم هو وأولاده لكى يفلت من التضييق الذى وقع على النصارى وقتئذ، ويحتفظ بمكانته السامية فى دواوين الحكومة، وأما ابنه وهو حفيد أبى المليح واسمه الأسعد فقد قضى الجزء الأول من حياته فى عصر الانتقال من الفاطميين للأيوبيين، وورث فى بداية الأمر عن أبيه وجده "ديوان الجيش" الذى احتفظ به فى عهد صلاح الدين الأيوبى (564 - 589 هـ / 1169 - 1193 م) وفى سلطنة ابنه العزيز عماد الدين عثمان (589 - 595 هـ / 1193 - 1198 م)، ويظهر مما ورد فى رواية ياقوت الرومى أنه أضيف إليه أيضاً "ديوان المال" الذى يعتبر فى كل العصور أهم الدواوين والوزارات، ويلوح أنه ظل محتفظاً بوزارته ودواوينه أيضاً خلال سلطنة المنصور محمد (595 - 596 هـ/ 1198 - 1199م) وشطر من سلطنة العادل سيف الدين أبى بكر (596 - 615 هـ / 1199 - 1218م) ، ولكن كثرت عليه المؤامرات فى عهد هذا الأخير وأودت بمركزه وماله، وأدت إلى هروبه فقيراً ذليلاً إلى ما وراء الحدود المصرية فى الشام حيث قضى بقية أيامه بمدينة حلب ومات بها فى جمادى الأولى عام 606 هـ (نوفمبر 1209م) وعمره إذ ذاك اثنتان وستون عاماً. 

ثانياً : يلاحظ أن الوزارة لم تشغل الأسعد عن الأدب والتأليف، ونظرة واحدة فى أسماء الكتب التى صنفها والتى ذكر أكبر عدد منها ياقوت الرومى تكفى لإيضاح هذه الحقيقة، ولكن الغريب فى ذلك هو أنه لم يتحدث عن "كتاب" قوانين الدواوين" من بين قدماء المؤرخين سوى المقريزى هو الوحيد الذى اهتم بمثل ما ورد فى ذلك الكتاب من المحتويات، بينما اقتصر الآخرون على الناحية الأدبية البحته من تآليفه، ورواية المقريزى فى هذا الصدد عظيمة الشأن، ويفهم منها أن ابن مماتى ألف الكتاب للملك العزيز، ثم يزيد على ذلك أن الكتاب المتداول فى أيدينا إنما هو نسخة مختصرة من الكتاب الأصلى الذى كان يقع فى أربعة مجلدات ضخمة". 
فإذا صحت نظرية المقريزيى، وضح لنا السبب فى الاختلافات الكبيرة بين مجموعة المخطوطات الصغرى التى اعتمد عليها ناشر نسخة مطبعة الوطن والمجموعة الكبرى التى اعتمدنا عليها فيما ننشره اليوم فى المجلد الحاضر، وبالرغم من أن "كتاب قوانين الدواوين" الذى يظهر فى هذه الصفحات من أروع الوثائق التاريخية فى عصر الدولة الأيوبية، فإنه لا يسعنا إلا إبداء أسفنا الشديد على ضياع الأصل المطول ذى المجلدات الأربعة والتى لم نعثر عليها فى أى مكان توجد فيه مخطوطات عربية فى أوربا من لندن وباريس إلى استانبول والقاهرة وغيرها من العواصم 
وإذا كان الدكتور عزيز سوريال مهتماً أساساً بالناحية العلمية والفكرية لكتاب "قوانين الدواوين" أما نحن فاهتمامنا الأول هو الجوانب الأدبية كما تبدو فى كتبه وأولها "لطائف الذخيرة وطرئف الجزيرة" الذى سوف نتناوله فى مرة القادمة.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع