زهير دعيم
بقلم: زهير دعيم
تناقلت وسائل الإعلام الالكترونيّة في إسرائيل نبأً مفاده: أنّ رئيس الجماهيرية الليبيّة العقيد سلطان أفريقيا "معمّر القذافي" أرسل دعوة إلى قيادات وممثلي الأحزاب السياسية في المجتمع العربي في إسرائيل لزيارة ليبيا والاجتماع إليه لاطلاعهم على قرارات القمّة العربيّة، والتداول حولها، وقد جاءت هذه الدعوة عن طريق السفير الليبي في عمّان د. محمد حسن البرغثي.
يضحكني هذا القذافي كثيرًا، وُيفرِّج همّي، فكلما أراه في التلفاز وبين حارساته الكواعب "أفقع من الضّحك"، وكيف لا أضحك وهو ينقل إلى روما التاريخ والجمال، وإلى باريس الأنوار خيمة بدوية؟؟!!
أضحىَ أضحوكة وأعني ما أقول... وأروح أتحسّر على الشعب الليبي مقتنعًا تمامًا أنّه يستحق ويستأهل زعيمًا وقائدًا أفضل ألف مرّة.
وأنّي لأتساءل كيف يمكن لقائد!! هذا نهجه وسلوكه أن يجثم على صدر دولة عشرات السنين؟ ألم يختنقوا
الجماهيرية الليبيّة!!! وكأني به يريد أن يقول الإمبراطورية الليبيّة التي ما تركت اختراعًا إلا ووضعت بصماتها عليه.
بالأمس القريب زار هذا القائد الفذّ، الجهبذ، روما ودعا مئات الايطاليات الصبايا إلى الاجتماع إليه، وإذا به يبغي أسلمتهن، ونسي صاحبنا أن يحكي لهن عن حقوق المرأة في الإسلام!!!
تخيّلوا معي لو إن الرئيس الايطالي جاء في زيارة إلى بنغازي ودعا مئات الليبيات الصبايا إلى الاجتماع به، ووزّع عليهن الكتاب المقدّس ودعاهن إلى التنصّر.. ماذا سيقول القذافي وغير القذافي، وفي العالم العربي ملايين أمثاله بحجم أقل؟!
ألا يخجل هذا العقيد؟ وكيف يخجل والعتب على العقل؟... اعذروني فقد "ثخّنها" و"زوّدها".
والأنكىَ أنه كان في الأسابيع الأخيرة رئيسًا للقمامة العربية... عذرًا القمّة العربية، هذه القمّة التي كانت وما زالت حضيضًا تجتمع للمراسيم والتلفاز والولائم و"طقّ الحنك"، ثم تنفضّ لا على شيء.
وهاهو العقيد يدعو القيادات العربية في إسرائيل إلى الاجتماع به وإليه، فقرارات القمة العربية التي رئسها جاءت بالخلاص وحرّرت كل شبر من فلسطين، ولمّت شمل العرب ورفعت رؤوسهم فوق السّحاب!!
يريد أن يطلعهم على "شو" كما تقول جدتي!!على خيبة الأمل والانقسام والتشرذم والذين حضروا النصف وما دون.
أهزوءة!!
حقًّا ما لنا ولكَ يا رجل.... دعك منّا، يكفينا ما نحن فيه.. أصبب جهدك الخيّر!! في شعبك ومن أجله وارقَ به، فأنه شعب كما كل الشعوب يتوق إلى الرفاهية والحرّيّة والعلم.
ما لك ولنا... يكفينا أنّنا تمسّكنا بأرضنا وزيتوننا وبيوتنا، فدعنا نعيش حياتنا بتعقُّل، ودعنا نمشي على الجسر العالي والدقيق برفق واتزان، فنحن بين حجري رحى.
دعنا نعالج أمورنا بأنفسنا، فلا يعرف شعاب الجليل إلا أهله ولا يعرف هموم الناصرة إلا أهلها. ثم ما هي القرارات المصيرية التي تريد أن تنقلها لقيادات عرب إسرائيل؟.. فافوش.. ترهات... طبّة دو..
العقيد القذافي أبقى سلّملي على الباذنجان.. قال جماهيرية قال..
http://www.copts-united.com/article.php?A=16410&I=409