مشروع ابني بيتك تحول إلى (اخرب بيتك)!!

جرجس وهيب

تحقيق: جرجس وهيب - خاص الأقباط متحدون
مشروع "ابني بيتك" كان أحد أهداف برنامج الرئيس مبارك الانتخابي والذي يهدف إلى توفير قطع أراضي بناء للشباب المقبل على الزواج أو المتزوج حديثًا، والفكرة في حد ذاتها طيبة، ولكن تنفيذها من قِبل وزارة الإسكان كان سيئًا لأقصى درجات السوء، فالمستفيدون من المشروع تسلموا الأرض بدون أي مرافق،  فلا طرق ولا مياه ولا كهرباء ولا صرف، حتى أن حائزي قطع المشروع اضطروا إلى شراء المياه!! بالإضافة لوقوع الشباب فريسة لمافيا الخفر والمقاولين وتجار الزلط والرمل والأسمنت والحديد وأصحاب اللودار؟
زارت "الأقباط متحدون" المشروع بمحافظة بني سويف والتقت بعدد من المستفدين ورصدت العديد من السلبيات.. 
مشروع ابني بيتك تحول إلى (اخرب بيتك)!!
يقول على  فتحي:

"إن فكرة المشروع جيدة جدًا وتهدف لتوفير قطع أراضي بناء للشباب وأسرهم، بأسعار رمزية 7 آلاف جنيه للقطعة والتي تبلغ مساحتها 150 مترًا مربعًا، ولكن للأسف جاء التنفيذ من قِبل وزارة الإسكان في منتهى السوء، فمعظم أراضي مشروع "ابني بيتك" تقع في أماكن بعيدة جدًا قد تبعد عن الأماكن المأهولة بالسكان أكثر من 50 كيلو مترًا، ولا يوجد بها خطوط مواصلات خاصة كما تم تسليم الأراضي للشباب بدون أي مرافق، فلا مياه ولا كهرباء ولا طرق ولا صرف صحي. 

ويضيف صادق جرجس:
 
"فور تسلم الأرض من الجهاز؛ طالبنا الجهاز بسرعة استخراج تراخيص البناء خلال 3 شهور، ولكن لكي يتم استخراج التراخيص، كان لابد من تقديم عدد من الأوراق مثل شهادتي إشراف المهندس والمقاول وتقرير الجسة، بتكلفة تصل إلى حوالي 3 آلاف جنيه، وهي أوراق لم يتم الاستفادة منها نهائيًا أثناء أعمال البناء ولم نطالب بها بعد بدء أعمال البناء نهائيًا".

ويقول رمزى عياد:
"إن جهاز مدينة بني سويف حدد مدة 12 شهرًا للترخيص وإنهاء أعمال البناء، زيدت بعد ذلك إلى 15 شهرًا بقرار من الرئيس مبارك، بواقع 3 شهور للترخيص و4 شهور للانتهاء من المرحلة الأولى، وتشمل الحفر والسمل والعمدان، و4 شهور للمرحلة الثانية، وتشمل السقف، و4 شهور للمرحلة الثالثة، وهي المصيبة الكبرى والتي تشمل المباني الداخلية والخارجية والسور والأبواب والشبابيك الخشب والحديد ومحارة الجزء الخارجي ودهانه".

ويؤكد  منصور أبو علي: 
"أن الدولة تركتنا فريسة لمجموعة من النصابين، فبدأت رحلة المعاناة مع حفر القطع بمنسوب معين يحدده الجهاز، فاضطررنا للاستعانة بمهندسي الشركة المنفذة لمشروعات الصرف الصحي والمياه للحصول على المناسيب مقابل 100 جنيه على الرغم من أنه من المفترض أن تكون الشركة أعدت هذه الأعمال قبل وصولنا، وبعد الحصول على المناسيب بدأت معاناة الاتفاق مع أصحاب اللوادر الجشعين، فساعة اللودر معروفة من 70 إلى 80 جنيهًا، ولكن داخل مشورع "ابني بيتك" وصلت إلى حوالي 1000 جنيه، وحسب طبيعة التربة إن كانت رملية أو صخرية بعض القطع وصلت تكلفة الحفر حوالي 7 الآف جنيه"..
فونتاس توزيع المياه
ويضيف أنور عادل:
"بعد الانتهاء من مرحلة الحفر بمعاناتها الكبيرة، جاء الوقت على مقاولي الخرسانة والذين ضاعفوا الأسعار عدة مرات، فتكلفة المرحلة الأولى فقط وصلت إلى 7500 جنيهًا (مصنعية فقط) والسقف إلى 3200 جنيهًا وهي أسعار مبالغ فيها جدًا وقد تصل إلى أكثر من الضعف في الأماكن المأهولة".

ويؤكد عماد فؤاد:
"أنه اشترى مواد البناء من زلط ورمل وأسمنت بأضعاف أثمانها في السوق العادية، فهذه المواد مرتفعة السعر من الأصل ثم ارتفعت أسعارها على مستفيدي "ابني بيتك" على وجه الخصوص، لأن الذين يسطيرون عليها مجموعة من الخفر أو أقارب الخفر داخل الموقع، ولا يجرؤ أحد على الدخول إلى الموقع من خارج هذه المجموعة، وإلا تعرض للسرقة، بل إن الخفر قاموا بتغيير الطرق الداخلية داخل المشروع أكثر من مرة لتطفيش السائقين الأغراب!!".

ويصرخ رامي موريس قائلاً:
"إن الماء اضطررنا لشرائه، وسعر جرار المياه وصل إلى أكثر من 200 جنيه في كل عملية من عمليات البناء، والتي تبلغ أكثر من 10 مرات وهي العادية والعمدان والسمل والسقف والمبانى وتركيب الأبواب والشبابيك والمحارة والدهان، بل تعدى الأمر إلى إحضار مياه الشرب من المنزل بعد تعطيل "الصنبورين الموجودين" بالموقع لصالح أصحاب جرارات المياه بالتعاون مع موظفي الجهاز!!".. 
الشوارع بدون رصف
 ويتعجب أحمد جمال:
"من أن جهاز بني سويف الجديدة أجبر حائزي قطع "ابني بيتك" على إنهاء المرحلة الثالثة من المشروع والتي تتضمن بناء القطعة بالطوب وتركيب الأبوب والشبابيك الخشب والحديد ومحارة ودهان الجزء الخارجي بتكلفة أكثر من 17 ألف جنيهًا، على الرغم من أن هذه المنطقة لن تكون صالحة للعيش بها قبل 10 سنوات من الآن على أقل تقدير، فهذه المنطقة غير مزودة بأي مرافق من مياه وكهرباء وطرق ورصف، والغريب أن يتم الانتهاء من الشكل الخارجي فقط حتى يظهر المبني للمار أمامه من كبار المسئولين بأنه منزل نموذجي في حين أنه من الداخل عبارة عن طوب فقط"..

ويقول محمود بيومي:
" إن الجهاز أجبرنا على كل شيء من تخطيط المبنى من الداخل واقتصار البناء على 67 مترًا مربعًا من مساحة القطعة البالغ مساحتها 150 مترًا مربعًا إلى ألوان الطلاء ونوعيات الشابيك والأبواب، واضطررنا جميعًا للاستدانة وبيع ذهب زواجتنا وعمل جمعيات حتى ننفذ طلبات الجهاز في الوقت المحدد ولا نفقد الدعم والذي يُقدر بـ 5 الآف جنيه، والذي كان من المفترض أن يتم سرفه بعد الانتهاء من كل مرحلة من مراحل البناء الثلاث، وهذا ما لم يحدث حتى الآن، فمازلتُ لم أصرف الدفعة الثانية حتى الآن على الرغم من تسليمي للمرحلة الثاتية منذ أكثر من 4 شهور، وأنا في أمس الحاجة إلى هذا المبلغ لإنهاء المرحلة الثلاثة والتي تحتاج إلى حوالي 20 ألف جنيه"..
المنزل من الداخل
ويقول أحمد سيد:
"إن موظفي الجهاز لا يكلفون أنفسهم متابعة أعمال البناء أثناء سير الأعمال وبعد الانتهاء من الأعمال أثناء استلامهم الأعمال، يطالبون ببعض التغيرات والتي تحتاج في بعض الأحيان إلى تكسير في بعض أجزاء المبنى مما يزيد التكلفة، فلماذا لا يتواجدون أثناء الأعمال ويشيرون إلى هذه الملاحظات"..

وإيمانًا من (الأقباط متحدون) بعرض الرأي والرأي الآخر، حاولنا مقابلة المنهدس عادل عز، رئيس جهاز مدينة بني سويف الجديدة، والمسئول عن المشروع إلا أنه رفض، وتعلل الأستاذ عادل عطوان، مدير العلاقات العامة والإعلام بالجهاز، بأن هناك قرارًا صادرًا من السيد رئيس الوزراء، بمنع إعطاء أي بيانات بخصوص المشروع، إلا من خلال مكتب وزير الإسكان..