حرصنا منذ اللحظات الأولى لتأسيس حزب الوحدة الوطنية الديمقراطي " تحت التأسيس " ويختصر " وحــدة " أن نضع كافة أوراقه أمام الناس ، مؤمنين بحق جميع أفراد الشعب ، وجميع المعنيين بالعمل السياسي في بلادنا وفي الخارج ، في الاطلاع على وثائقنا ، أفكارنا ، مواقفنا ، آرائنا في مختلف القضايا التي تمس الوطن والأمة ، ليس فقط ليعرف الناس ما نريد القيام به ، وإنما لنتعلم أيضا من الملاحظات والأفكار والتقييمات التي يرى البعض ضرورة توصيلها إلينا لنطور ونحسن من أدائنا، أي أن نتعلم ، قبل أن نعلم الآخرين .
حزب الوحدة الوطنية الديمقراطي هو منبر لكل التيار الوطني الديمقراطي في هذه المرحلة الانتقالية التي يمر بها وطننا ، والتي لا نزال نمر بها ، وتحتاج بالتالي إلى تكاتف كل الحريصين الوطنيين الديمقراطيين للحفاظ على المكتسبات ، وتشكيل أوسع جبهة من المناضلين من اجل حياة دستورية ديمقراطية تضع بلادنا ـ فعلاً لا قولاً ـ في مصاف الدول الديمقراطية العريقة ، بالرغم من ذلك، وحيث إننا لم ننجح في تحقيق هذا الطموح الكبير، ولا يزال البعض يعيش في أطره القديمة وأفكاره القديمة، ويتصور بأن الوضع لم يتغير إلا شكلياً ، وحزبنا هو أحد ركائز العمل السياسي الديمقراطي المصري .
حزب الوحدة الوطنية الديمقراطي امتداد حي خلاّق لكل ما هو نيّر وإيجابي ، ويحق له أن يرث كل ما هو إيجابي في حياتنا الديمقراطية القديمة ، ويعتز بنضالات وتضحيات كل المناضلين الذين سطروا بتضحياتهم وبطولاتهم أنصع صفحات تاريخ هذا الوطن ، ويتقدم إلي الأمام ، باتجاه جديد ، يستجيب لكل المتغيرات السياسية والاجتماعية والفكرية ، في وطننا وعلى صعيد امتنا والعالم ، منفتح على الجميع ، عاملاً ـ لمصلحة الوطن والشعب ـ مع جميع التيارات السياسية العاملة في هذا الوطن ، ومنفتح على كل التيارات الديمقراطية والمتـنورة في عالمنا ، العربي والخارجي .
ولما كانت همومنا الكبرى تتضاعف في مسيرة وطننا الحبيب مصر يوماً بعد يوم ، وما يهدد كثيراً من أمجادنا ورسالتنا كدنا أن نفقد معالم الطريق فبعد زوال سنوات الحروب ، وبداية لاستعدادات ترتيب البيت من جديد كانت واحدة من أهم قضايانا قضية الوحدة الوطنية لكافة طوائف وفئات الشعب الكادحة العاملة في هذا الوطن الحبيب وليس فقط الوحدة الوطنية في الأديان السماوية كما يعتقد البعض ، فالوحدة الوطنية هي الأساس الذي نتكئ عليه والمعرفة التاريخية تستلزم علينا التواجد لنتجاوز أزمة الواقع الحاضر لإعادة النظر في المفاهيم والمعتقدات التي يحتويها الخطاب التاريخي وعلي هذا النحو وجب إعادة هيكله المفاهيم والحرية والأيدلوجية للوحدة الوطنية لأنه لم يعد مجرد شعار بل قيمة حضارية ( الوحدة الوطنية ) علينا أن نتشبث ونحتويها ولم يعد يليق أن تكون مجرد مناقشة في مقال أو ندوة أو محور بحث بل رأينا أن تكون محور حزباً قومياً ليبرالياً .
ولأننا من حقنا أن نقول كفاية لممارسة الظلم ومن حقنا نحلم بغد أفضل من الحاضر ولم نولد وفي أفواهنا معلقة من ذهب إنما نشأنا بين كافة فئات الشعب المصري لا يمولنا أحد ولم نهرول خلف أحد ولكن الدافع والوازع فينا ضميرنا وحبنا لوطننا الحبيب مصر ، ونحن علي يقين بأننا فتية سوف يشتد عودها ذات يوم وتقوي في مواجهة الرياح الديمقراطية فقررنا الطريق الصعب من اجل يوم حرية مصر ودعم الديمقراطية فيهما في زمن انتكست فيه الديمقراطية ونصرتها وإدراك التنمية ، فلا عزة ولا رجاء إلا بديمقراطية حقيقية تضع إرادة الشعب فوق إرادة الحكام وتوجه الأمة نحو البناء والارتقاء .
وطموحنا أن نكون قادرين على تطوير عمل الأحزاب السياسية في مصر لنبرهن للجميع أن حزب الوحدة الوطنية الديمقراطي هو فعلاً حزباً لكل المواطنين كلهم علي قدم المساواة ، وليعلم الجميع أن حزبنا هو منبراً للديمقراطية ، ولكي نكون كذلك ، لابد من المكاشفة ، ولا بد من تسليط النقد والملاحظات من قبل اخوتنا المطلين على عملنا .
http://www.copts-united.com/article.php?A=16480&I=410