بين حانا وبانا ضاعت قضايانا - مطلوب مراجعة قبطية -قبطية

جاك عطالله

بقلم : جاك عطاللة
تقول قصة حانا وبانا التى ضاعت فيها لحانا او قضايانا ان شيخ متقدم بالعمر تزوج بصباه من حانا ولما شاخ اشار عليه البعض بتجديد شبابه بالزواج من الشابة بانا - ولكى يحقق العدل قسم ايامه يوم ببيت حانا ويوم ببيت بانا-
 بيوم حانا كانت تستفرد به وتقول له يارجل انت الان شيخ متقدم بالسن لماذا تترك الشعيرات السوداء بلحيتك فتقوم بازالتها له ليظهر عليه الوقور و المهابة وبيوم بانا تنزع عنه الشعيرات البيضاء لانها شابة وتريد ان تسكت من يعايرنها من قريناتها انها تزوجت عجوزا

 ولم يمر شهر على زواجه من بانا حتى اختفت لحية الرجل تماما و هذا كان عيبا و عملا مستهجنا وفضيحة للشيخ و عندها صارت مثلا شعبيا بين حانا وبانا ضاعت لحانا
هل ينطبق المثل على الاقباط و هل ضاعت القضية القبطية بين حانا وبانا ؟؟؟
وقع العمل القبطى خلال السنوات الاخيرة ضحية لخلاف شديد ومستحكم بين معسكر ومشجعى حانا وبين معسكر ومشجعى بانا حتى بدت وانها حرب داحس والغبراء التى استمرت سبعين عاما ومازالت المعركة مستمرة بلاهوادة لليوم -
حاول الكثيرين اصلاح العطب وذات البين بين حانا وبانا ومنهم المرحوم طيب الذكر استاذنا المهندس عدلى ابادير قبل مؤتمره الاشهر بالعاصمة الامريكية و بذل مجهودا خياليا و اموال باهظة وللاسف فشل الصلح و استمر حانا وبانا على حالهم .

حدثنى بعدها المرحوم استاذنا عدلى بك تليفونيا بوجود المهندس مدحت قلادة الذى كان يشارك بكل محادثاته التليفونية اللطيفة والعميقة بنفس الوقت فقد كان المرحوم عدلى بك شخصية قلما يجود الزمان بها من ناحية اللماحة والذكاء والاقتراب المباشر من الموضوع -
 كان اول احتكاكى بحانا وبانا بل وباسرار القضية القبطية هذه المحادثة التليفونية من الباشمهندس كما كنت اطلق عليه يقول لى انه يريد تكليفى بمهمة فرحبت فقال لى حكاية الخصام الشهير واعطانى ارقام التليفونات الخاصة بحانا وبانا وطلب منى مهمة عويصة هى اصلاح ما بينهما -

حاولت اقصى جهدى فى عدة تليفونات لمعرفة السبب الاصلى للخلاف ولم يذكر احدهما السبب الحقيقى الامر الذى اكتشفته بعد ذلك من اخرين ان هناك تضارب  على استشارات و استفسارات يطلبها بعض رجال الكونجرس بخصوص بعض تفاصيل القضية القبطية المجهولة لهم وقتها وان كلا من حانا وبانا يتنازعان من منهم المصدر الاصلى لمعرفة ما يحدث  للاقباط بمصر

 عندما تقدمت لكل منهما على حدة بطلبى حل المشاكل او الاتفاق على تجميدها على اقل تقدير وعدم الاستقطاب و وقف الاشاعات من كل جانب على الاخر والاتهام بالعمالة وغيرها من وسائل القذف بمدافع الهاون  حصلت فقط على تجميد مؤقتا واظن ساعتها قال المهندس عدلى انه كان يفضل لو كان مازال شابا او صحته احسن انه يطلب من الاقباط احالتهما معا للاستيداع القبطى واعلان الاستغناء عنهما معا لحل المشاكل العويصة التى تسببا فيها بحسن نية والله اعلم

للان و مازلنا فى محاولاتنا لزحزحة القضية القبطية للامام نصطدم بلغم صراع حانا وبانا كلما طلبنا من احد الناشطين الانضمام للعمل يقول هل ضممتم حانا او بانا انا لا استطيع العمل مع احدهما او كلاهما ؟؟

ونكتشف انه مصاب بنفس فيروس الخلاف القديم ولن يستطيع العمل بوجود احد الطرفين حانا او بانا مع ان الكونجرس او البرلمان القبطى من المعروف انه سيضم بعد انتخابه اعضاء من كافة الاحزاب الموجودة والناشطة على الساحة القبطية ومعهم المستقلين - يعنى حزب حانا سيكون ممثلا باعضاء وحزب بانا سيكون ممثلا ايضا وبالتالى وضع كل حزب العراقيل بوجود اشخاص من الحزب الاخر لالزوم له ان ارادوا حل القضية القبطية و بالطريقة التى نقترحها ان الاعضاء سيصوتوا على القرارات بعد تمحيصها ودراسة كيفية تنفيذها بفعالية و القرار ينفذ بعد موافقة الاكثرية العددية وتلتزم المعارضة بعدم تعطيل تنفيذ اى قرار تتخده الاغلبية المتفق عليها

والان سنقول الصراحة
بعد مجهود عنيف من كثيرين مع حزبى حانا وبانا تم تليين موقف حانا و استطعنا ان نحصل منه على موقف صريح بان ينسى بانا تماما ويعمل فقط لصالح القضية القبطية و ان يجمد اى خلافات سابقة وينسى السابق ولا يسعى لخلق اى مشاكل لحزب بانا  باى وسيلة كانت ووافق حانا مشكورا و لهذا تم ضمه لجهود عمل اللجنة التحضيرية لتكوين البرلمان القبطى بينما رفض بانا باصرار نفس العرض و قرر انه يكون هو ومجموعته عملا قبطيا مضادا

هذه هى اخر تطورات قصة  حانا وبانا و نعرض الامر على الشعب القبطى لسببين اولهما اطلاعه على ما يحدث خلف الكواليس الان وثانيهما اطلاعه على ان اللجنة التحضيرية للبرلمان تعمل الان بكامل طاقتها وبدون بانا ومساعديه الذين اختاروا عدم العمل بالمرحلة الحالية معنا لان لديهم خطط اخرى ولكن قلوبنا مفتوحة و نتمنى لهم كل النجاح والتوفيق و نؤكد هنا امام الله وامامكم ان الطريق مفتوح ومعبد لهم  بعد تحييد حانا ومجموعته للالتحاق فى اى مرحلة يرونها مناسبة بالجهد المشترك المبذول الان من مجموعة تمثل قارات العالم و ستعمل من خلال لجان متخصصة على عمل قاعدة بيانات للاقباط و لجان لعمل اللوائح والقوانين التاسيسية ولجان للشئون الاعلامية وللشئون الداخلية والخارجية والتنظيم ...

العمل القبطى مقبل على مرحلة جديدة وهامة فى تاريخه وكل املنا ان نتجاوز عقبة الصراع المخجل  بسلام لصالح الشعب القبطى حتى لا نصبح مثل شمشون الذى هدم المعبد على راسه قبل اعدائه ونحن كلنا اخوة بالمسيح يسوع ولا يجب ان تسود بيننا هذه النظرة الشخصية الضيقة ...

ونؤكد مرة اخرى اننا مصريين مخلصين لمصريتنا ونعرف تماما ان اربعة اخماس المصريين مسلمين و هدفنا المعلن هو تحويل مصر لدولة ديموقراطية علمانية تصدر العلم والطب والصيدلة والفلسفة والفلك والرياضيات بدلا من تصدير الفساد و الفهلوة والتسيب والفقينة وهى التدين الكاذب والتعصب و الاستهبال السياسى والدينى كما يحدث الان وهذا لصالح المسلم قبل المسيحى .

ختاما ارجو ان ناخذ الامر من ناحيته الايجابية ونثمن التقدم الحادث نحو الوحدة القبطية المصرية و اصلى لله ىان الا يفهم احد المقال بالخطأ  لاننا لا ناخذ اى جانب ولا نشترك باى صراع سابق لاننا لسنا جزء من المشاكل ولكننا جزء من الحل
 
 اصلى ان لا يتسبب احد فى زيادة التشرذم الموجود بكثرة حاليا ويعلم الله ان الهدف  من النشر هو اشراك القاعدة القبطية بالتفكير والضغط لترك الاساليب العتيقة  التى تسببت بضياع قضايانا وايضا للاعلام بما يحدث وراء الكواليس وربنا يهدى الجميع ليروا اننا جميعا بما فينا حانا وبانا بنفس المركب ومن سيخرم الجزء الذى يتصور انه بامان فيه سيغرق المركب بنا جميعا بمافينا حانه وبانا ومناصريهم ..
وارجو الا تضيع لحانا ولا قضايانا هذه المرة ...!!!!

jattalla@yahoo.com

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع