د. وجيه رؤوف
بقلم : وجيه رؤوف
كنا نجلس فى جلسه مع البعض من زملائنا حتى جائنا زميل وصديق قديم لم أقابله منذ فتره وذلك لإختلاف مكان عمله عنى وعدم تقابلى معه بإستمرار ,
والحقيقه فإن زميلى وهو الأستاذ إمام رجل ملتزم دينيا وعلى خلق بالإضافه إلى ذلك فهو من غير المتعصبين وهو ملتزم بطقوس ديانته كلها كما أن السبحه لاتفارق يده وهو فى الحقيقه إنسان مهذب ودمس الخلق وهو يتسم بأنه متحدث لبق يجيد الحديث ويجيد إستخدام مفردات اللغه ,
ولا حظت بعد فتره من جلوسه وهو يتحدث إلى أحد الزملاء بينما كنت أحادث زميل آخر لى فى العمل بانه يومىء أليا قاصدا لفت نظرى لما يقول قائلا : مشى ذى الكلام اللى بيكتبه وجيه فى مدوناته ,
وطبعا لفت نظرى تلك الإيمائه والإشاره إلى مدوناتى ومن القاعده فى أدب الحديث أن أتجه إليه مستفسرا عما يقصده ,
وجيه : خير يا أستاذ إمام , هو حضرتك بتقرى مدوناتى ؟؟
إمام : أيوه بأقراها , علشان كده أنا ما صبحتش عليك النهارده
وجيه : يا خبر يا أستاذ إمام , قد كده حضرتك زعلان منى , هو حصل منى حاجه حضرتك للدرجه اللى تزعلك منى وتخليك ما تصبحش عليا ؟؟
إمام : حصل منك حاجه ؟؟!! هو كل اللى بتكتبه ده ولسه ماحصلش منك حاجه , طب أيه رايك بقه انا هقول لكل زمايلك مايصبحوش عليك زى ما انا ماصبحتش عليك النهارده وكمان هاخليهم يخاصموك.
وجيه : ألا لا لآ له أيه ده ؟؟, الظاهر الموضوع كبير قوى , عموما أنا عارف تأثيرك على الناس وممكن فعلا تخلى زمايلى ما يصبحوش عليا , عموما لو هما ما صبحوش عليا أنا هاصبح عليهم علشان أنا بحب أكون صافى مع نفسى ومش هااقابل الخصام بالخصام علشان أنا زمايلى بيعزو عليا وأنا ما أقدرش أستغنى عنهم أبدا, لكن بالراحه كده فهمنى أيه اللى مزعلك ؟؟ فيه مقال معين مضايقك ؟؟
إمام : مقال واحد !! , ده كل مقالاتك تضايق , أيه ياعم الصوره الوحشه اللى بتكتب بيها عننا دى مبين أنه فيه إضطهاد وتعصب وكأننا عايشين فى نار وكأننا بنكره بعض , أيه اللى بتكتبه ده طب واللهى انا معاشر زميل ليا فتره خمس سنين وبينا عيش وملح و كنت فاكره مسيحى وبعد خمس سنين اكتشفت انه مسلم , وايه رأيك ان ابنى جانى من المدرسه مره وبيقول لى لى صاحب اسمه مايكل حلو ومؤدب أصاحبه وألعب معاه ولا ألعب مع حد غيره , قلت له العب مع مايكل وصاحبه علشان هو مؤدب وأبن ناس كويسين , تيجى انت دلوقتى وبعد العمر ده تقول فيه مسلمين ومسيحيين , لأ الكلام ده ما ينفعش , أنت ماتكتبش الكلام ده تانى , الشباب لما يقروا الكلام ده مش كويس وتبقى فيه فتن أحنا مش عايزينها .
وجيه : معلهش يا أستاذ إمام , حضرتك فهمتنى غلط , أنا مش باكتب مقالاتى عن الوسط اللى أحنا عايشين فيه أنا وانت , أنا بتكلم عن اوساط تانيه فيها تطرف .
إمام : ياعم شوفلك موضوع تانى أكلم فيه , يعنى بزمتك هم المسيحيين بس المضطهدين , يعنى المسلمين مش متضهدين , تعالى شوف دلوقتى الوظائف الكبيره فى البلد مين اللى بياخدها , أللى معاه الواسطه والكوسه واللى ابوه أستاذ فى الجامعه أبنه بيبقى استاذ لكن المسلم والمسيحى الغلبان هما أللى بيتظلموا , يبقى الأضطهاد على الكل , لاتقولى مسيحى ولا مسلم , يبقى تكتب عن اضطهاد المصريين كلهم وتتكلم عن مشاكل الشعب كله , يا راجل إحنا اتخنقنا وأنت جاى تكتب فى مواضيع المسلم والمسيحى و كفايه كده بقى .
وجيه : معلهش يا أستاذ إمام , أنا ما أعتقدش إن حضرتك قريت مقالاتى كامله , لأنك لو قريت مقالاتى كامله كنت عرفت إنى أحرص واحد على الوحده الوطنيه فى البلد دى , ,انا باكتب فى المجال ده بحرقه علشان عايز ارجع محبه زمان وعيشه زمان الجميله .
إمام :العيشه كويسه وإحنا مسلمين ومسيحيين مع بعض ذى الفل مافيش حاجه جدت علينا , وذى ما قلت لك , أكتب فى أى حاجه تانيه.
وجيه : يعنى أحنا ذى الفل ومافيش مشاكل خالص ؟؟!!
إمام : أيوه مافيش مشاكل خالص
وجيه : خلاص كده أنا أطمنت , والله أنا مبسوط جدا طالما مافيش مشاكل خالص !!
بس فيه حاجه , تصدق دلوقتى بس انا حسيت إنى فشلت , لأنه لما مثقف زى حضرتك ماقدرش يستوعب المعنى والمغزى الحقيقى لكلامى , مين اللى هيفهمه ؟؟, يبقى فعلا انا فشلت!!
طبعا ما كانش ممكن وانا فى مكان مفتوح وفيه ناس داخله وخارجه إنى أفتح مواضيع الفتنه الطائفيه فى مصر من إحداث الخانكه وإلى نجع حمادى , لأنى أدركت أنى لو تكلمت فى هذه المواضيع فسوف افتح على نفسى أبواب جهنم وخصوصا إن البعض وضع فى فكره أشياء لايجب مناقشتها ولا يجب الخوض فيها , فإذا بى أجد نفسى أدير دفه الحوار الى جهه مغايره أخرى , بقولى :
سمعتوا عن الزلزال اللى حصل أمبارح فى الصين.
وطبعا نجحت فى إداره دفه الحوار إلى جهه اخرى خوفا من أن يخرج علينا واحد من تحت الأرض ليتهمنا باننا بنتكلم فى السياسه
وأهه نتكلم عن الصين أو كوالالامبور , أفضل ما نتكلم فى موضوع وما نعرفش هنبات فين بعديها ,
دمتم فى سلامه الله.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=16662&I=415