ديل الكلب

حمدي رزق

حمدي رزق
التقرير «البريطانى عن نشاط الإخوان خلص إلى أنه لا ينبغى تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية، وأنه لم يجد دليلاً يُذكر على أن أعضاءها ضالعون فى أنشطة إرهابية». (على ذمة صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية).

واهم من كان يتصور أن لندن تدين الإخوان بالإرهاب، مخبول من كان يتخيل أن رئيس الوزراء «كاميرون» عندما كلف سفيره لدى «السعودية» بإجراء تحقيق لـ«تحديد ما إذا كان يتعين تصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية»، كان عازماً على حظر الإخوان أو طردهم من الأراضى البريطانية، لندن هى الموئل الطبيعى للجماعة الإرهابية، وتاريخ لندن الأسود فى احتضان الإرهابيين، تحديدًا المصريين، معلوم.

لندن لم تكن تحقق مع الإخوان بل كانت تتودد إليهم، لندن لم تكن عازمة على حظر الإخوان بل كانت تمنحهم قبلة الحياة بعد أن توفيت الجماعة إكلينيكيًا فى القاهرة، وصارت مرفوضة خليجيًا، يذكرنى تقرير «الفاينانشيال تايمز» بحفاوة مبكرة من كاتب إخوانجى مأفون بالتحقيق اللندنى، كان فى غبطة وسرور، البراءة مضمونة.

الهدف غير المعلن لتحقيق لندن كان تبرئة الإخوان مما تورطوا فيه مصريًا، منحهم صك شرعية جديداً يقفون به أمام العالم بعد أن سقطت ورقة التوت الأخيرة، شهادة من الخواجة «أبوبرنيطة» كانت تلزم التنظيم الدولى للإخوان لكى يستمر فى حربه الضروس من «لندن» ضد إرادة الشعب المصرى، شهادة يقف بها الإخوان أمام المحاكم العالمية يدينون شعبًا خرج عليهم بأسره.

فعلاً ديل الكلب الذى أسس لهذه الجماعة وأمدها بالمال اللازم لولادتها الشيطانية قبل قرن، تأسست فى الإسماعيلية بـ500 جنيه من شركة قناة السويس الإنجليزية، لايزال هذا الذيل يلعب، كاميرون يهز ذيله لسيده فى البيت الأبيض، أوباما أجهض مشروع قانون مماثل تقدم به أعضاء فى الكونجرس، كان يلزمه قرار بريطانى سريع يبيض به وجهه الذى اسود من الخجل بسبب انكشاف فضيحة دعمه للإخوان فى حكم مصر.

أوباما يعطى الإخوان ماسك أوكسجين، يمدهم بأسباب الحياة، وليس هناك أفضل من تقرير رسمى بريطانى يقرر تبرئتهم، لندن التى تستغفلنا تقول: «لا يوجد دليل يُذكر على أن أعضاءها ضالعون فى أنشطة إرهابية»، يعنى لازم عمليات إخوانية فى قلب لندن، أم لندن تخشى عمليات إرهابية محتملة، تخشى غدر الإخوان بالحليف، من يغدر بأمه مصر يغدر بزوجة أبيه.

كما توقعنا، تقرير (بريطانى) تالٍ لتقرير هيومان رايتس (الأمريكى)، الإخوانجى الذى كتب التقرير البريطانى نسى أن يقول إنها جماعة ماء السماء الطهور، ولا يوجد دليل يُذكر على ما تصفون، ألا ترى لندن ما يجرى فى القاهرة من إرهاب إخوانى، العمى البريطانى حيسى!
نقلآ عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع