مادلين نادر
بقلم: مادلين نادر
حينما كنا طلابًا بالجامعة كنا ندرس في قسم الإعلام أهمية الصورة في الأخبار والتحقيقات الصحفية، وأن الصورة قد تغني في بعض الأحيان أو تساوي ألف كلمة مكتوبة.. وبعد التخرج وجدنا بالفعل أن المواد الصحفية التي يتم نشر صور معها تكون أكثر مصداقية وأهمية في الكثير من الأحيان..
وهذا الأمر كان متبعًا في التغطية الإعلامية لمذبحة نجع حمادي بعد وقوعها بفترة وجيزة، لكن يبدو أننا أصبحنا نتعامل مع العديد من الحوادث أو بالأحرى الكوارث التي تحدث ببلدنا العزيز بالمثل الشعبي القائل "تبات نار تصبح رماد" فننتظر وننتظر إلى أن تختفي النيران ولا يبقى منها سوى الرماد أو هكذا يبدو لنا أن النيران لا وجود لها.. ونتأكد من اتباعنا لهذا المثل إذا تصفحنا بعض الجرائد المصرية وكيف تناولت التأجيل المتكرر للحكم في القضية..
فمثلاً إحدى الجرائد بعدما كانت تنشر أى خبر يتعلق بمذبحة نجع حمادي في الصفحة الأولى أو في صفحات قضايا ساخنة، فقد نشرت خبر تأجيل الحكم في القضية إلى 16 مايو القادم في صفحة الحوادث - الصفحة قبل الأخيرة - وكأنها حادثة عابرة، كما نشرت الخبر بدون أي صور وفي مساحة صغيرة لا تلفت النظر إلى الخبر، أما قضية خلية الزيتون مثلاً فقد نشرت الخبر ومعه صورة للمتهمين داخل قفص الاتهام.. قد يكون هناك منع للتصوير داخل قاعة المحكمة ولكن ماذا عن مساحة الخبر ومكان نشره.. ومع هذا فلقد تناول الخبر عدة تفاصيل مهمة من داخل الجلسة سواءً فيما يتعلق بالمشادات الكلامية التي وقعت أو المشاحنات أثناء نظر قضية، ومحاولة تدخل أجهزة الأمن لمنع مشاجرة بين نبيه الوحش، محامي المتهم الأول، وبين دفاع المجني عليهم، عندما طالب «الوحش» بمنع دخولهم إلى قاعة المحكمة وقررت المحكمة منع كاميرات الفضائيات من دخول قاعة المحكمة إلا لتسجيل منطوق قرار المحكمة وقررت منع المدعين بالحق المدني من حضور جلسات المحاكمة.
نتمنى أن تعود وسائل الإعلام كافة وليست الصحف فقط لطرح ومتابعة الحكم في هذه المذبحة التي ارتكبت ليلة عيد الميلاد وألا تأتي المتابعات مثلما حدث "بدون صورة"..
http://www.copts-united.com/article.php?A=16798&I=418