الناعمة... والعقرب... والنائب

مجدى نجيب وهبة

بقلم :مجدى نجيب وهبة
** فى برنامج "العاشرة مساء" ، مساء يوم 19 إبريل 2010 إستضافت منى الشاذلى نشأت القصاص " نائب الرصاص " كما أطلقت عليه جريدة المصرى اليوم ، والمناضلة الحنجورية والناعمة جميلة إسماعيل ، حيث وجهت كلا من مقدمة البرنامج ، والناعمة الإتهامات للنائب نشأت القصاص ، حيث طالب الأخير  بتخلى الداخلية عن أسلوب الطبطبة وإستخدام القوة فى قمع الخارجين على القانون ، وذلك بسبب الأحداث الفوضوية والتى خرجت للإحتفال بذكرى 6 إبريل على الطريقة المحلاوية ويبدو أن سيادة النائب "نشأت القصاص" لم يعتاد على طريقة العقرب فى إدارة حوارات الأزمات مما جعله هدفاً سهلاً للناعمة الحنجورية جميلة إسماعيل والإعلامية صاحبة البرنامج ، وقد حاول مراراً التأكيد على أن ما صدر منه هو مطالبته للجهات الأمنية بالضرب بشدة على " الخارجين على القانون " ، إلا أن الناعمة أصرت على إعتبار أن هذا الأسلوب التحريضى وهو تحريض الأمن على إطلاق الرصاص على المتظاهرين سوف يؤدى إلى إشتعال حروب أهلية ويعود النائب للتوضيح ولكن يعاد إتهامه بأنه يحرض الأمن على ضرب أبنائنا وفلذات أكبادنا بالرصاص

وأثناء هذا الحوار أحسست بأننى أشاهد تمثيلية فاشلة ، لم تجيد الناعمة أو العقرب حفظ أدوارهم وهو ما أدى إلى تكرار إتهامهم للنائب القصاص أكثر من مرة .. ويواصل البرنامج تكملة السيناريو فيتم الإتصال بالسيد " حمدان الصباحى " والذى أشاد بالبرنامج فهو ضيف دائم على صالوناته ، ثم بدأ الصباحى بوصلة توبيخ للنائب وطالبه بالإهتمام بأبناء دائرته التى أهملها فى سبيل الدفاع عن كوارث الحزب الوطنى ... ثم مواطن أخر عضو مجلس محلى القليوبية وإسمه "عبد الكريم سعد" بالغ من العمر 64 عاما قام بتقديم وصلة غزل فى البرنامج والأستاذة منى الشاذلى ، ثم عاد ووجه السباب للسيد النائب وبعد أن ينهى المتداخل وصلة الردح والذم فى النائب تتدخل مقدمة البرنامج وتطلب عدم تجاوز الأسلوب المهنى فى الحوار ، بل أن فى بعض المداخلات التليفونية والتى جميعها هاجمت "نائب الرصاص" أثنى البعض على النائب جمال زهران " الكتلة البرلمانية للإخوان " ... وتحولت الحلقة إلى منصة قضائية ترأسها جميلة إسماعيل ونصبت نفسها قاضية تصدر الأحكام لمعاقبة النائب على عملته السودا وتصريحاته التى أثارت جدلا وتراشق بالأيادى والألفاظ داخل برلمان مجلس الشعب الموقر ... ورغم ما أبدته الناعمة فى ثقتها فى الحوار إلا أنه للأسف لم تستطيع أن تحمى نفسها حينما تعرض حزب الغد للبلطجية وقاموا بإحراقه وظلت تصرخ طالبة الأمن لحمايتها والدفاع عنها .

** تدور هذه الحلقة رغم عرض بعض لقطات أحداث المحلة التى أطلق عليها البعض "إنتفاضة الحرامية" والتى كانت كفيلة بتذكيرنا بكوارث هذه الإنتفاضة فى إبريل 2008 ، ومن ثم اليقظة والحذر فى التعامل مع هذا الملف ... ومن ضيوف المداخلات التليفونية أيضاً للحلقة المحامى "عصام سلطان" الذى طلب إنهاء الحلقة فوراً بعد وصلة مديح لمقدمة الحلقة حيث وصفها بالهزلية وعدم التكافؤ كما أجرت إتصال هاتفى أخر بالسيد طارق محمود من مدينة 6 أكتوبر والذى وصف جميع نواب الحزب الوطنى بكونهم "مجموعة عصابة" ... حتى الكويت لم يفت مقدمة البرنامج إجراء إتصال هاتفى مع المواطن محمد حيث قام الأخير بتوجيه الشتائم للنائب وللحزب الوطنى وسط فرحة غامرة تكاد أن تفط من عينيها .

** لقد هاجت الدنيا وخرجت المصرى اليوم بالمطالبة بمحاكمة النائب "نشأت القصاص" ووصفته بـ "نائب الرصاص" كما تقدم حافظ أبو سعدة ببلاغ للنائب العام ضد القصاص .. هكذا أشعلت العقرب الحرائق بالإستعانة ببهلوانات السياسة ، فقد حذرنا أكثر من مرة من خطورة فضائيات حرق الوطن ، حيث تقوم هذه الأفاعى بشحن الرأى العام وملء الصدور بالكراهية .. كما علينا ألا ننسى أن هذه الفضائيات قد ساهمت فى إشعال معظم حرائق الفتنة الطائفية ، ساهمت كثيرا فى زرع الكراهية بين أبناء الوطن الواحد ... إنها تبذل قصارى جهدها للبحث عن المصائب وتضخيم أى حدث حتى ولو صغيرا بمفهوم الداهية .

** إن خطورة ما يدور ليس فيما صرح به النائب وتلقفته فضائيات الإثارة ، ولكن الخطورة أن هناك شبه إتفاق كان فى الماضى غير معلن بين بعض هذه القنوات الفضائية والإخوان المسلمين .. أما الأن فقد عمت الفوضى والإنحطاط من بعض هذه القنوات وأصبحت تمارس أسلوب التحريض على الملأ حيث تقدم هذه القنوات ضيوفهم بعناية فائقة ليس للترويج للإسلام السلفى والوهابى فحسب وإنما للطعن على العقيدة المسيحية وتقديم فتاوى شيوخ التطرف من خلال هذه القنوات الخليجية التى إن لم ننتبه لأسلوبها السفيه والقذر والمبنى على التحريض سوف ينتهى بنا المطاف إلى تدمير المجتمع .

** أما عن الناعمة فقد إشتهرت بنجاحها الساحق فى إستثمار المواقف لإثارة أزمات غير واقعية ... لقد صدق البعض حينما وصفوا من حاولوا إحياء ذكرى إنتفاضة الحرامية بأنهم مجموعة لصوص وبلطجية .. لقد شهدت المحلة الكبرى فى السادس والسابع من إبريل 2008 من عنف ونهب وسرقة لا يمكن أن يطلق عليها أكثر من إنتفاضة للبلطجية والحرامية والتى بدأت من ميدان الشون ، وإنتهت بتخريب مدينة المحلة ، وقد وصف بعض أبناء المحلة هذه الأحداث بأنها يوم القيامة ، حيث خرج الشباب المخرب من منطقة الجمهورية ومن عزبة أبو دراع وسوق اللبن وكلها أماكن وبؤر لتجمع البلطجية وتجارة البانجو والحشيش وخطف هواتف المحمول وحقائب السيدات بالإضافة إلى بيع السيوف والجنازير والسنج والمطاوى والمسروقات ، وفى تلك الأحداث فوجئت بعض أجهزة الشرطة أن كل شاب يحمل سلاحا فى يده سيف أو سنجة أو حجرات بازلت من أحجار السكة الحديد ، وأثناء هجومهم على الأمن أصيب أعداد كبيرة من أفراد الشرطة ، وفر الباقون من أمام هؤلاء الصبية .
** إنها أحداث دموية لتذكرة هؤلاء الحمقى والموتورين أراد بعض أعضاء المحظورة تحريكها من القاهرة .. وبعد أن فشلوا إزدادوا صرعاً وهياجا .. نعم قد يكون هناك أخطاء من بعض قيادات الشرطة .. نعم قد يكون هناك تطرف من بعض أعضاء الحزب الوطنى ضد الأقباط ، ولكن علينا أن ننتبه ونقاوم فأمن الوطن هو خط أحمر فاصل ضد هؤلاء الحيات والعقارب .. فهل يتناسى الجميع هذه الذكريات المؤلمة التى حدثت فى مدينة المحلة أم تتراقص الحيات والعقارب فى هذه المناسبة على أنغام الكراهية وحرق الوطن .

رئيس مجلس إدارة جريدة النهر الخالد
Email:
elnahr_elkhaled2009@yahoo.com

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع