سامي لا يُحبُّ السُّمسُم

زهير دعيم

 بقلم : زهير دعيم
سامي طفل في العاشرة من عمره، خفيف الظِّلّ، مثابر ، يُحبّ الفكاهة والنكتة ، ويُقلِّد الفنّانين والمُعلّمين بشكلٍ جميلٍ ومُتقَن.
 أحبّه المعلمون والمعلّمات في المدرسة ، وهو أحبّهم بدوره ، وأعطوه الفرصة ليقلّدهم ويقلّد غيرهم في الحفلات المدرسيّة والمناسبات، فَبَرَع وحاز  على الاعجاب والتصفيق.
الا ان المعلّم الشّاب منير فقد"زادها " بعض الشيء ، فلم يكتفِ ان يقوم سامي بالتقليد بين الحصّة والأخرى ، بل أطلق عليه اسم سوسو من باب الدّلع والتَّحبُّب،وطلب منه في أحد الأيام ان يقرأهذه الجملةً التي كتبها على الّلوح :
" سوسو يُحبُّ السُّمسُم "
فقرأها سامي : " ثوثو يحبّ الثُّمثُم" حيث أنّ سامي كان يلفظُ السين ثاءً...
وضحك المعلّم كثيرًا ، وضحك الطُّلاب ، أمّا سامي فقد خفض رأسه وصمت ، فقد أحسّ أنّ ضحكهم هذه المرّة لم يكن اعجابًا بل هُزءًا  وسُخريةً.
تضايق سامي يومها كثيرًا ، وقرّر في نفسه ان يترك التقليد والفكاهة ، وقد حاول زملاؤه الطلاب ان يغيّروا من رأيه ، ولكن دون جدوى.

وفي صباح  أحد الأيام ، وحين كان المعلّم منير يشرح موضوعًا  في اللغة العربيّة ، استأذنه سامي بالخروج ليغسل يديه المُلوّثتين بالحبر ، فأذِن له، ولمّا عاد بادر المعلّم قائلا بجدّية تامّة : 
" استاذ منير ، المدير يدعوك الآن اليه في أمرٍ هامّ "
استغرب المعلّم الأمر ولكنه قال في نفسه : لعلّ هناك أمرًا هامًّا فعلا .
ترك المعلّم الصّفّ وتوجّه الى غُرفة المدير  بعد ان أوصى الطلاب بالهدوء والدراسة ريثما يعود.  ونزل الدرجات ليعود بعد لحظات ضاحكًا وهويُشير الى سامي و يقول : لقد فعلتها ايُّها الشّقي وأخذت بثأرك يا سامي ، صحتين، فاليوم هو الأوّل من نيسان !!!
 وضحك الطلاب من كُلِّ قلوبهم  وضحك المُعلّم . أمّا سامي فرسم على ثغرة ابتسامة النّصر وقال  : "من الآن سأعود الى النكتة والفكاهة والتقليد ... أبشروا.."

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع