مؤتمر صحفي: يوثق التدخلات الأمنية والإدارية بالجامعات المصرية ضد الطلبة

عماد توماس

عماد مبارك: هناك تزاوج غير مسبوق ما بين رجال الأمن وإدارة الجامعة.
عبد الجليل مصطفى: إسرائيل لا تفعل بالفلسطينيين بشكل منهجي ما تفعله الشرطة المصرية بطلبة الجامعات.
فاطمة سراج: هدف التقرير توثيق و فضح الممارسات الأمنية ضد الطلاب.
كتب: عماد توماس- خاص الأقباط متحدون

عقدت عدة منظمات حقوقية مشاركة في حملة "الدفاع عن طلاب مصر"، مؤتمرًا صحفيًا أمس الأربعاء 28 إبريل 2010، للإعلان عن الحملة، وعرض المؤتمر شهادات حية لطلاب الجامعات، الذين تعرضوا للاعتداءات من قِبل الأجهزة الأمنية والإدارية بالجامعات، إضافة إلى عرض التقرير الأول، من سلسلة تقارير طلابية والمعنون بــ "التدخلات الأمنية بالجامعات المصرية: هستريا العنف ضد الطلاب".

البلطجية داخل الجامعة
وقال الأستاذ عماد مبارك، المدير التنفيذي لمؤسسة حرية الفكر والتعبير، إن التقرير رصد حالة العنف داخل الحرم الجامعي، من خلال تزاوج غير مسبوق ما بين رجال الأمن وإدارة الجامعة، إضافة إلي موظفي الجامعة، وأعداد هائلة من البلطجية، الذين يتم استخدامهم من قِبل الأجهزة الأمنية لردع المتظاهرين.

وأضاف مبارك، أن التقرير رصد عددًا هائلاً من حالات إلقاء القبض على الطلاب، والتي نجم عنها تعرض نحو 68 طالبًا للحبس، منهم من بلغت مدة حبسه أربعة أيام، ومنهم من تم تجديد الحبس له خمسة عشر يومًا، بجانب صدور قرار ضبط وإحضار لنحو 20 طالبًا، من طلاب هندسة منوف والمجمع النظري، بجامعة المنوفية، ونحو 58 حالة تتراوح ما بين التعرض للتحقيق والإحالة إلى مجالس التأديب.

وأكد مبارك على أن الحملة تركز على مجموعة من المطالب هي:
• إلغاء نص المادة 317 والخاص بإلغاء تواجد رجال الأمن داخل الحرم الجامعي.
• انتخاب رؤساء الجامعة بدلاً من تعينيهم.
• تعديل نص المادة من اللائحة التنفيذية رقم 124 الذي يتحدث عن المخالفات التأديبية ضد الطلبة، لما يحويه من كلمات "مطاطة".

فيما اعتبر الدكتور عبد الجليل مصطفى، الأستاذ الجامعي وعضو حركة 9 مارس، أن مصر تمر بفترة غير مسبوقة في تاريخها، فمصر، وعلى حد وصفه، تخضع لنظام حكم سلطوي، استبداى، فاسد.. مؤكدًا على أن الشباب هم ضمير الأمة، والمتوقع أن يكونوا هم القوى الشعبية التي تتصدى للفساد والظلم، موضحًا أن ذلك هو ما يجعل الأجهزة الأمنية تنتهك حرياتهم.

الشرطة جهاز غريب على الجامعات
وأشار مصطفى، إلى أن الأمور ازدادت سوءًَا في الأشهر الأخيرة، وأن الجامعات يجب أن تكون مجالاً حرًا للرأي والفكر والتعبير في حدود القانون، وأن الطلبة أحرار في مناقشة أنشطتهم داخل الحرم الجامعي دون تدخل من أي جهة، وهو غير مسموح في منطق الفساد والقهر.

وأوضح مصطفى، أن الشرطة جهاز غريب على الجامعات، والحملة تخوض معركة لإخراج هذا الجسم الغريب من الجامعة، مشيرًا إلى انه منذ منتصف الخمسينات وهناك تتدخل أمنى في الجامعة.

ورغم الحصول على حكم بإخراج الشرطة التابعة لوزارة الداخلية من الجامعات، إلا أن الحكومة قامت بالطعن  الدكتور عبد الجليل مصطفى، الأستاذ الجامعي وعضو حركة 9 مارس، على الحكم في محكمة غير مختصة وهي محكمة عابدين، واعتبر عبد الجليل ذلك نوعًا من سوء التقاضي وعدم الاحترام- بحسب تعبيره.

وأضاف عبد الجليل أن وزير التعليم العالي اصطنع ورقة كتب فيها كل محتويات المادة 317 مضيفا لها "الأمن يشكل من موظفي الجامعة وفى حالة عدم كفايتهم يستكملون من الأجهزة المتخصصة" موضحًا إن " الأجهزة المتخصصة" هي الشرطة، واعتبر عبد الجليل ذلك أنه نوع من الخداع والغش والتضليل الذي يجب أن تترفع عنه أي جهة محترمة تمارس صلاحيتها باحترام القانون والسلوك الطبيعي وحسن السير والسلوك.

واختتم عبد الجليل كلمته، بأن إسرائيل لا تفعل بالفلسطينيين بشكل منهجي ما تفعله الشرطة المصرية ضد طلبة الجامعات، موجهًا حديثة لرؤساء الجامعات قائلاً: "لقد أثبتم أنكم جزء من الشرطة ولستم جزءًا من الجامعة، واعلموا أنكم لن تعيشوا مرتين لكن مرة واحدة، من لديه فيكم كرامة لابد أن ينأى بنفسه عن هذا الإجرام الذي يشوه صورته، ماذا ستستفيدون من الكسب من المناصب الزائلة وصورتكم ستكون سيئة أمام الأجيال، فلا يوجد شئ يستحق أن يبيع الإنسان من أجله نفسه".

هدف التقرير
من جانبها، استعرضت السيدة فاطمة سراج، المحامية بمؤسسة حرية الفكر والتعبير، ما جاء بالتقرير، وأكدت على أنه أول تقرير يتناول بالرصد والتوثيق الممارسات والانتهاكات الأمنية والإدارية التي شهدتها الجامعات المصرية، خلال الفترة من 24 فبراير وحتى 23 إالسيدة فاطمة سراج، المحامية بمؤسسة حرية الفكر والتعبير، بريل من عام 2010، ورصد التقرير تصاعد وانتشار حدة العنف الصادرة عن الأجهزة الأمنية، والممارسات الصادرة عن الإدارة الجامعية، التي امتدت خلال فترة الرصد إلي 6 جامعات، بدايةً من جامعة الإسكندرية، مرورًا بجامعة المنوفية، والأزهر، والزقازيق، والفيوم، وعين شمس.

وأوضحت سراج، أن هدف التقرير توفير معلومات موثقة ودقيقة عن الممارسات الأمنية داخل الجامعة وفضح الممارسات الأمنية ضد الطلاب التي حدثت معهم. واعتمد التقرير على المقابلات والشهادات مع الطلبة وخاصة جامعة المنوفية، واعتداء الأمن عليهم، وما جاء في وسائل الإعلام المختلفة.


لتحميل نسخة من التقرير اضغط هنا