المصري اليوم - كتب - غادة عبدالحافظ
كشفت مصادر إخوانية لـ«المصرى اليوم» عن وجود خطة عمل مطروحة داخل الجماعة لتحسين العلاقة مع الأقباط، يشرف على تنفيذها مكتب الإرشاد ونواب الجماعة والمكاتب الإدارية بالمحافظات، وتم إرسالها إلى جميع القطاعات والشعب والأسر لمناقشتها.
وحصلت «المصرى اليوم» على نسخة من مسودة الخطة، التى تشمل ٩ نقاط أساسية، تتضمن توجيهات لأعضاء الجماعة بالتعرف على الجيران وزملاء العمل المسيحيين والبدء بزيارتهم وتهنئتهم فى الأعياد ومواساتهم فى المصائب والأمراض وإعداد بحث فقهى ودعوى وحركى يقوم به عبدالرحمن البر، عضو مكتب الإرشاد مع لجنة البحوث والدراسات يتعلق بالاختيارات الفقهية التى تناسب الوضع الحالى فى بعض القضايا مثل السلام، التهانى، عيادة المريض ومختلف العلاقات الاجتماعية وبناء الكنائس والمواطنة والجزية والنصوص القرآنية الحيثية المشكلة فى الحديث عن «النصارى» بالإضافة لمشكلة الدعوة للإسلام بين النصارى والتبشير بالمسيحية بين المسلمين، وبحث لقضية الفتنة الطائفية والأطر الواقعية والشرعية لحلها وعقد جلسات حوارية مع عدد من الشخصيات المعتدلة من المسيحيين.
من جانبه، أكد الدكتور عبدالرحمن البر، عضو مكتب الإرشاد أن العلاقة مع الأقباط فى مصر من أهم الموضوعات التى يهتم بها الإخوان وأن هذه الورقة طرحت للمناقشة بمكتب الإرشاد وليست سراً لأن الإخوان حريصون على التواصل مع شركاء الوطن الأقباط، وقال: «ولا نعترف بأنهم أقلية وكل ذلك مذكور فى برنامج حزب الإخوان وكذلك ضمن برامجنا التى نطرحها خلال الانتخابات المختلفة لأنها من الثوابت الأساسية ولا يوجد أى منصب يتحفظ الإخوان على أن يتولاه قبطى سوى منصب رئيس الجمهورية فقط، وهدفنا الأساسى تدعيم الوحدة الوطنية وتعميقها وحل المشاكل من جذورها بعيداً عن الشكليات والمظاهر التى يمارسهاالنظام».
وأشار إلى أن هذا التوجه من ثوابت الإخوان على مدار عقود ولم يسئ الإخوان للكنيسة ولم تسئ الكنيسة للإخوان على حد تعبيره، مؤكداً أن المرشد الحالى الدكتور محمد بديع زار الكنيسة للتهنئة بالأعياد وإدانة أعمال العنف قبل انتخابه.
فى المقابل نفى الأنبا موسى أسقف الشباب علمه بخطة الإخوان كما نفى وجود أى اتصالات مباشرة مع الجماعة، قائلاً: «إحنا قلبنا مفتوح للجميع ولا يوجد عند أحد فينا ضغينة ناحية أى شخص ولا نطرد أحداً يطرق بابنا لتقديم واجب عزاء أو تهنئة».
وأضاف: «عندنا فى الكنيسة ما يسمى بالمشاركة الوطنية وهو برنامج الغرض منه حث الشباب القبطى على الاندماج فى الوطن وإنشاء علاقات مع المسلمين وتشجيعهم على الانضمام للأحزاب والنقابات والجمعيات الأهلية للمشاركة والتعبير عن آرائهم تحت مظلة شرعية».
وجاء فى نص خطة العمل:
خطة عمل مقدمة خاصة بملف العلاقة مع المسيحيين
أولاً: الاتفاق على توجيهات عملية يقوم بها الإخوان جميعاً مثل:
ـ التعرف على الجيران والزملاء المسيحيين.
ـ البدء بزيارتهم وتهنئتهم فى الأعياد ومواساتهم فى المصائب والأمراض.
ـ نشر فقه العلاقة مع غير المسلمين من كتاب الشيخ القرضاوى «فقه الجهاد.. وغير المسلمين فى المجتمع الإسلامى» عن طريق خطب الجمعة والدروس المسجدية واللقاءات الفكرية والندوات فى مقار النواب.
ثانياً: جمع ما تم إصداره من قبل كوثائق تحكم العلاقة بين الإخوان وبين الأقباط فى رسائل الإمام الشهيد.. هذا بيان للناس...إلخ.
ثالثاً: إعداد بحث فقهى ودعوى وحركى يقوم به الدكتور عبدالرحمن البر ولجنة البحوث والدراسات يتعلق بالاختيارات الفقهية التى تناسب الوضع حالياً فى قضايا:
١- السلام والتهانى وعيادة المريض...إلخ «العلاقات الاجتماعية».
٢- بناء دور العبادة «الكنائس».
٣- المواطنة.
٤- الجزية.
٥- النصوص القرآنية أو الحيثية المشكلة فى الحديث عن النصارى.
٦- الدعوة للإسلام بين النصارى والتبشير للنصرانية بين المسلمين.
رابعاً: إعداد بحث تاريخى حول العلاقة بين الإخوان وبين الأقباط خلال الفترة السابقة «١٩٢٨ - ١٩٥٤» ثم «١٩٧٥ - ١٩٩٥» ثم «١٩٩٥ - حتى الآن» يقوم به أ. إسماعيل ترك «لجنة التاريخ»، وبحث لقضية الفتنة الطائفية والأطر الواقعية والشرعية لحلها.
خامساً: إعداد بحث حول «الأقباط فى مصر» قضايا ومشاكل الحريات ويمكن أن يكلف به أ. عبدالله الطحاوى «صحفى وباحث».
سادساً: عقد ندوات محدودة حول القضايا السابقة فى نقابة الصحفيين ومراكز حقوق الإنسان ومقار النواب والأحزاب السياسية بمشاركة رموز الإخوان.
سابعا:ًعقد جلسات حوارية ببعض الشخصيات المعتدلة من المسيحيين لاستجلاء ما عندهم من تخوفات وتوضيح ما عندنا من مواقف وتقريب وجهات النظر حول النقاط «الحرجة مثل تطبيق الشريعة - بناء الكناس - الدعوة إلى الإسلام بين النصارى - مشكلة التبشير.... إلخ».
ثامناً: تحديد النقاط المتفق عليها بيننا وبين النصارى وأثرها على الاستقرار والتنمية مثل: الدين - نشر القيم الأخلاقية والتسامح - الحرص على الوطن - المشترك الإنسانى - حتمية الخلاف الإنسانى ووجوب تفهمه وتقبله.... إلخ، ويمكن إنتاج عمل علمى أو إعلامى مشترك فى هذه القضايا.
تاسعاً: التركيز وإعادة التأكيد على المبادئ الأساسية التى تحكم علاقة المسلمين بالنصارى وأهمها ثلاثة مبادئ:
١- السعى المستمر لإزالة العداوات وتحقيق المودات «عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم» سورة «الممتحنة: ٧».
٢- البر والإحسان فضلاً عن العدل والميزان لغير المحاربين «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين» «الممتحنة: ٨».
٣- التصدى بكل قوة ووعى لمحاولات ضرب الأمة والسعى لشق صفها والمظاهرة عليها «إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم فى الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون» «الممتحنة: ٩» العدل التام «ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا» «المائدة: من الآية ٨» ومع التفريق بين المخطئ والمصيب «ليسوا سواء» «آل عمران: من الآية ١١٣» «ولا تزر وازرة وزر أخرى» «الأنعام: من الآية ١٦٤».
http://www.copts-united.com/article.php?A=17270&I=429