ماريا ألفي إدوارد
بقلم: ماريا ألفي
أثار ما فعله الجزائريون أثناء مباراة مصر والجزائر، من ضرب وسحل للمصريين حفيظة كل أبناء مصر، وأصبح الكل مستاءاً لما حدث، وقامت القيادات السياسية وجميع النخب المصرية بإستنكار هذا الحادث الأليم، وظلت الفضائيات تتحدث يوميًا عما حدث، ويظهر كل ساعة نجم أو نجمة؛ ليعبر عن إستيائه لما حدث، وتجمعّت الفضائيات بعمل يومًا في حب مصر، لثبت للجميع أن الشعب المصري بكرامته المشهوده، يرفض أي عنف ضدها.
ولكن ما فعله الجزائريون للمصريين، لا يساوي شيئًا أمام ما فعله المصريون ضد المصريين.فبكل أسف قام جمهور نادي الأهلي بإيقاف أتوبيسين لجماهير الإسماعيلي، وقام الأهلاوية بتحطيم الأتوبيسات، وإستعمال أسلحة بيضاء؛ لتضرب وتكسر وتدمر مشجعي الإسماعيلي – المصريون- اخوانهم في الوطن!!
حيث قام الأهلاوية بضرب مشجعي الإسماعيلي ضربًا مبرحًا مما نتج عنه إحداث كسور وكدمات وإصابات عديدة لشخص لا ذنب له مما تسبب فى عمل 18 غرزة بصدره".
يالها من كارثة كبرى، فهل وصل بنا الأمر لنصل إلى هذا الحد من الهمجية والإستهتار ؟ فـ (كرة القدم) كانت هي التي تعطي للمصري فرحته أثناء فوز فريقه لتُخرجه من همومه، ولكنها تحولت الآن لشئ يجلب الهم والحزن.
والسؤال الذى يجول بخاطري: لماذا تحول الشعب المصري لشعب همجي لا يعرف التعامل سوى بإستخدام السكاكين والأسلحة البيضاء؟! وعلى من نلقي اللوم ؟ هل نلقيه على أنفسنا أم على ظروف المجتمع التي عادة ما نستخدمها كشماعة لنلقي عليها أخطاؤنا؟
لقد أصبح العنف الآن ينتشر حولنا فى كل مكان، لدرجة أن وصل إستخدام العنف لنخبة المجتمع، من بعض ممثليه الذين طالبوا بإطلاق الرصاص على المتظاهرين، الأمر الذى رحّب به غالبية الشعب المصرى؛ حتى يتخلص من همومه، وهذا ما هو إلا دليل راسخ يوضح تغلغل العنف داخل وجدان الشعب المصري .
وعلينا جميعًا أن نتساءل ماذا قدّمت مصر لأولادها سوى المهانة وقلة الحيلة؟ فحتى العيش بأمان لا يجده الشاب المقبل على الحياة بمصر، فلا أستطيع نسيان كلمه قالها شاب مصري كان مهاجرًا بطريقة غير شرعية وغرقت المركب التى كان مسافراً عليها، ولكنه نجا من الحادث، وبسؤاله: هل تود السفر مرة أخرى ؟ أجاب :نعم، فإذا كنت سأموت بالخارج، فسوف أموت مرة واحدة، ولكني بمصر أموت في اليوم الواحد مائة مرة!!
وأخيرًا لا أجد كلمات أرثي بها لحالنا الذي وصلنا إليه اليوم .
http://www.copts-united.com/article.php?A=17470&I=434