دين الإخوان المُسلمون!!

جرجس بشرى

بقلم: جرجس بشرى
الذي يُتابع تاريخ جماعة الإخوان المُسلمين في مصر من منظور وطني ومُحايد لسوف يُدرك تماماً مقدار الضرر والفُرقة والإنقسام الذي أحدثته هذه الجماعة باسم الإسلام، فتاريخ الجماعة مُلطخ بالدماء والخداع والمراوغة والمحاولات المُستمرة لتغييب للوعي الوطني لجموع إخوتنا المسلمين تحت شعار الدين، فلقد استطاعت هذه الجماعة ضرب وحدة النسيج الوطني مُستغلة في ذلك الوازع الديني الجارف لدى البُسطاء من أبناء هذا الشعب بحجة حماية ونُصرة وعزة الإسلام والمُسلمين، ولمُحاربة الكفرة من المسيحيين واليهود واستباحة دمائهم وأموالهم ودور عبادتهم التي هي من وجهة نظرهم دور للكُفر.
ومن الأمور الغريبة والمُريبة أيضاً أن رأينا محاولات هذه الجماعة لتزييف التاريخ المصري الوطني وسرقة الإنجازات الوطنية والنقاط المُضيئة فيه، ونسبة هذه الإنجازات لها وحدها، والمثال الواضح على ذلك هو محاولة هذه الجماعة تديين ثورة 1919 وقولهم بأنها كانت ثورة إسلامية وليست وطنية، بادعائهم أن الزعيم المصري سعد زغلول سرق هذه الثورة من الجماعة، ونسبها لنفسه!!! (هل رأى أحدكم كذباً وتزييفاً أكثر من هذا؟!!).
مع أن القارئ للتاريخ المصري يعرف أن ثورة 1919 لم تكُن ثورة إسلامية –أبداً- وذلك لسببين هما:
أنه عندما قامت هذه الثورة كان حسن البنا مؤسس هذه الجماعة عُمره 13 عاماً!!!
كما أن ثورة 1919 قد شارك فيها كل أطياف المجتمع المصري من رجال ونساء وقسوس وشيوخ!!!
وهو الأمر الذي يؤكد على الكذب والزيف الذي تتمتع به هذه الجماعة.
إن الوتر الذي تستقطب به هذه الجماعة الإرهابية الشارع هو ادعاءاتها المُستمرة بأنها هي الوحيدة التي في مقدورها حماية وعزة وُنصرة الإسلام والمُسلمين وتطهير مصر من الكفرة واللعب على وتر مُعاداتها لإسرائيل، وأقول هنا أن تساهُل الحكومات المصرية المُتعاقبة مع هذه الجماعة بل وتواطؤها معها في كثير من الجرائم التي لحقت بالمسيحيين المصريين أو البهائيين وغيرهم، جعل هذه الجماعة تقوى ويشتد عودها حتى أصبح لها امتداداتها الخارجية، التي يمُكن أن تؤثر بالسلب على الأمن القومي لمصر ووحدة وسلامة نسيجها الوطني.
فإن كانت الحكومة المصرية تريد بحق خيراً وأمناً وسلاماً لهذا البلد (مصر)، فعليها من الآن تتبُع تمويل هذه الجماعات والكشف عن أماكن تدريباتها العسكرية السرية، والإفصاح عن أماكن أسلحتها وعتادها، قبل أن نُفاجأ جميعنا بمصر أخرى غير مصر التي نعرفها، فلقد صرح محمد حبيب "نائب مُرشد جماعة الإخوان" مرة بأن هناك أكثر من 30 ألف إخواني وغيرهم مُستعدون للقتال، كما صرح أحمد سيف الإسلام في إحدى المرات بأن القانون لا يُجرِِم ميليشيات الأزهر!!! كما أن مهدي عاكف نفسه تعهد مرة بتجهيز 10 آلاف مُقاتِل!!!
وبالتالي يقع على عاتق الحكومة الآن أولاً وقبل كل شيء تتبُع التحركات المُريبة لهذه الجماعة وأماكن تدريب ميليشياتها العسكرية (أقصد جيش الإخوان المُسلمين) والكشف عن مخازن أسلحتها، كما يجب أن لا يفوت عن أذهان الناس أن هذه الجماعات لا يهمها أبداً مصلحة الوطن، لأن فكرة الوطن عندها غائبة تماماً، بدليل أن قال مهدي عاكف مرة "طُز في مصر" وقال مرة أخرى "إن هذه الدولة -يقصد مصر- فاقدة الإحترام والأهلية".. قال ذلك دون أن يُحاسبه أحد في سابقة تُجسد غياب دولة القانون وعجز السُلطات الرسمية عن مُحاسبته!!!.
إن تاريخ هذه الجماعة وأفعالها لا يمُكن بحال من الأحوال أن يعكس روح دين سماوي يُنادي بالحب والسلام والعدل والمُساواة في الحقوق بين جميع الناس بغض النظر عن دينهم أو جنسهم، ولكنه يعكس ديناً جديداً هبط علينا مؤخراً وهو دين الإخوان المُسلمين، المُتخفي في الإسلام!!!
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع