شريف منصور
بقلم: شريف منصور
تواجد الأقباط وأقلامهم وأفكارهم في الإنترنت وجود أصبح ملموس ومحسوس جداً في الشارع المصري، المجلات والصحف الورقيه تتسابق في الهجوم على الأقباط داخل مصر حتى تظهر ردود الفعل عن ما تنشر على صفحات الأقباط وتصل إلى جميع أنحاء العالم.
مع أن الأقباط حسب الإحصائيات الرسمية للدولة، أنهم لا يمثلون كذا % تعد على أصابع اليد الواحدة من السكان، إلا أن مبيعات محلات الوجبات السريعة تنخفض مبيعاتها بنسبة 40% أو أكثر عندما يصوم الأقباط؟ حقيقة يا سادة موثقة من أكبر شركات الوجبات السريعة في مصر.
أما محلات الأطعمة العربية في مدينة مثل مونتريال وتورنتو تنخفض مبيعاتها من السلع التي لا يتناولها الأقباط في الصيام بنسب تتراوح بين 60 و70%، محل الجزارة الذي أتعامل معه تنخفض مبيعاته خلال فترة الصيام بنسبة 55%، و هذا الإنخفاض ملموس في بعض القطعيات المشهورة على موائد الأقباط مثل البوفتيك خلاف الكبد وما يطلق عليه أولاد البلد الحلويات.
ماهو دخل هذه المقدمة بموضوع الميديا القبطية... الميديا القبطية برغم صغر سنها بالمقارنة بالميديا العربية تجد نبوغ الأقباط واضح وظاهر للعيان ومؤثر تأثير بالغ، هذا لا يمنع أن بقية أبناء مصر من غير الأقباط نابغين أيضاً ولكن بصورة مختلفة، الميديا القبطية ميديا بارعة لأنها تحمل ديموقراطية من نوع خاص يجذب القارئ من كافة القطاعات.
إنني لا اقصد عمل مقارنة بين مواقع الأقباط أو بين كتاب الأقباط ولا أريد أن امدح البعض وأندد بالبعض الأخر، الغرض الوحيد هو تقديم التحية للعاملين خلف كل هذه المواقع.
لي تعاملات شخصية بين عدد من المواقع القبطية ككاتب وكقارئ في نفس الوقت، منهم مواقع متخصصة لخدمة القضية القبطية وحسب ومنهم مواقع تخدم المصري عامة وكما يقال عنها One stop Shop، وهذا النوع يجذب قاعدة كبيرة من الزوار من خلفيات متعددة من النوع المتخصص في القضية القبطية فقط، إنني أرفض دخول مواقع متعصبة كاذبة لأنها تكذب وتفبرك المواضيع بطريقة فقدت مصداقيتها وفقدت ثقة الزوار، بعض الزوار للمواقع القبطية من غير الأقباط يظن خطأ أن المواقع القبطية هي مثل مثيلتها من المواقع الشاذة التي يديرها الخونة، مع أن الموقع القبطي الحقيقي الذي يديره أقباط حقيقيين لم يحدث أطلاقاً أن يفبرك أو يكذب مثل المواقع الشاذة التي يديرها الخونة المتطرفين.
من وجهة نظري هناك مواقع قبطية سياسية متعددة جديرة بالإعجاب لا أستطيع أن أحصرها جميعاً ولكن بعد إذن من لم أذكرهم أود أن أركز من وجهة نظري علي ثلاث مواقع متميزة، إثنان منهم يركزون كل طاقتهم على القضية القبطية وخدمة الأقباط بنسبة عالية جداً من المحتويات تكاد تصل إلى 100% مثل موقع الهيئة القبطية الكندية
http://copticnews.ca/a_index.htm، وموقع الأقباط الأحرار http://www.freecopts.net/arabic/arabic/.
هذان الموقعان مصدر مستمر لحرية الرأي والتعبير الصريح لدى بعض الكتاب كونهم متخصصان في القبطيات، ولهذا نجد الجرعة القبطية الثورية متميزة وغالبة على المادة التي تنشر فيها، ويعتبرا ملاذ لكل صوت قبطي يحتاج لمساحة من الحرية للتعبير عن آرائهم في مواضيع تمثل بؤر ألم مستمر لمساحة عريضة من الأقباط، ويغلب عليها طابع المواجهة، والتي لا تحبذ أسلوبه المواقع الشاملة في نشره، نوعية الكتابات في المواقع المتخصصة تتسم بنوعيات مركزة بدون تحلية أو تجميل Not sugar coated، وهذه المواقع مصدر إزعاج مستمر للنظام وللمتطرفين لأنها تصيبهم في مقتل، ولكنها لا تتمتع -وهنا الكلام عن المواقع المتخصصة- بالكم الكبير من الزوار ذوي الخلفيات الثقافية المتعددة مثل التي تتمتع به المواقع الشاملة مثل موقع الأقباط متحدون. http://www.copts-united.com/
في بداية عمل الموقع (الأقباط متحدون) كان موقع متخصص مثل كل المواقع القبطية يعتمد علي كتابات من كتاب أقباط وغير أقباط يتكلمون عن قضية الإنسان المصري عامة والقبطي بوجه خاص في مصر، وعن طريقه انفتح وانطلق المناضل المهندس عدلي أبادير يوسف وأعلن ترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية، وتدريجياً بدأ الموقع يشتهر ويأخذ مكانة كبيرة لدى القارئ القبطي لكونه أول موقع قبطي يغطي الإحداث الإخبارية حال وقوعها ويذيعها في التو واللحظة حول العالم، واستمرت هذه الإنفرادية إلي أن ظهرت بعده مواقع أخرى من ضمنها الموقعين اللذين أشرت أليهم مسبقاً.
وخاض موقع الأقباط متحدون معارك كثيرة من النوع الثقيل ونجح فيها نجاح باهر، وكان أول نجاح هو نقل وقائع مؤتمر واشنطن 2005 على الهواء مباشرة إلى جميع أنحاء العالم، وموقع الأقباط متحدون من أول المواقع التي قامت بعمل لقاءات مصورة مع بعض الشخصيات التي كانت في بداية خطواتها في الظهور على الساحة العالمية مثل الدكتورة وفاء سلطان، وعليّ ما أذكر أنني كنت أول من قام بتسجيل حديث مع الدكتورة وفاء سلطان قبل إلقائها لكلمتها أمام مؤتمر الأقباط عام 2005 بيوم.
وكلمة حق للتاريخ يجب أن أسجلها أن الإختيار الموفق للمهندس عدلي أبادير يوسف العقل المدبر للمهندس عزت بولس للتقنية الهندسية مع عقليته الوطنية المصرية بالإضافة إلي الأستاذ مدحت قلادة كمسئول الإعلام الأول في منظمة الأقباط لحقوق الإنسان، أعطى للأقباط متحدون صفة الريادة في مجال الصحافة القبطية المتعددة كجريدة ليبرالية مصرية يديرها أقباط.. واستمرت رحلة الموقع مع التطورات وتم إدخال بعض الأبواب الجديدة التي تضفي التنوع على الموقع، مثل الرياضة والسينما ولاحقهم أبواب كثيرة أهمها الكارتون الذي يرسم خصيصاً لموقع الأقباط متحدون وتوالت التطورات العظيمة.
أتذكر أنه عند تغيير صورة الموقع في أول مرة عن صورته الأولى وجد القارئ نفسه محتاراً من أمره وظل يقول أنه يفضل الموقع بصورته، وفي المرة التالية والتي بدأت في أول مارس 2009 اعترض البعض على التغيير ووجد نفسه يؤيد الصورة السابقة التي اعترض عليها مسبقاً، والسبب على ما أعتقد أننا لم نتعود التغيير والتجديد لتمسكنا بالصورة الأولى التي ارتبطنا بها.
حقاً أن كل صورة تختلف عن الصورة السابقة لها ولكن التغيير الفني للموقع صاحبت هذه المرة تغيير واضح في سياسة التحرير وطريقة تغطية الأحداث، استجدت أشياء واختفت أشياء قد يصعب علينا بعد شهر أن نحكم على العمل الجديد من خلال أعماله الأخيرة خلال فترة 45 يوم.
على كل حال أردت تهنئة كل العاملين في كل المواقع القبطية التي ذكرتها ولم أذكرها على مجهودهم الرائع في عرض القضية القبطية وكونهم حلقة الوصل بين المصريين عامة والأقباط بوجه خاص بالوطن الأم، وبالذات المهندس عدلي أبادير يوسف لأنه يدعم هذا العمل الضخم بمحرريه ومراسليه وجعل وجود مثل هذا العمل الضخم حقيقة وواقع، ولا يفوتني أن أهنئ المهندس عزت بولس وكل طاقم التحرير على هذا المجهود الجبار متمنياً لهم دوام النجاح والإستمرار في العمل.
وأحب أن أهنئ الأستاذ صموئيل تاوضروس المسئول عن موقع الهيئة القبطية الكندية على استمراريته في بذله مجهود عظيم شبه فردي يدعمه فيه أعضاء الهيئة القبطية الكندية وعلى رأسهم الدكتور سليم نجيب.
وأحب ان أهنئ أيضا الدكتور يعقوب قرياقوص على استمرارية موقعه وكونه موقع يثير الجدل حول مواضيع كثيرة ومتعددة بطريقة تحفز بعض الأقباط على التواصل والتعرف على مواضيع مختلفة لها صفات معينة من داخل قلب مصر.
وإلى الميديا القبطية عامة أتقدم لكم ولكل العاملين والكتاب والفنيين بأطيب التمنيات بأسبوع آلام مقدس وبعيد قيامة يتجدد فيه عهدكم مع الرب لرفع الظلم عن كل المصريين سواء في داخل أو خارج مصر، وأتمنى استمراريتكم وتقدمكم وارتفاع أسهمكم في جميع أنحاء العالم ونرى البعض منكم في مصاف الميديا لعالمية العملاقة.
الميديا القبطية هي الرئة التي يتنفس بها الشعب القبطي في مصر وجميع أنحاء العالم نسمات من هواء الحرية.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=1750&I=47