صبحي فؤاد
بقلم : صبحي فؤاد
قرأت فى بعض الصحف المصرية ومواقع قبطية على شبكة الانترنت عن خطة الاخوان المسلمين المكونة من تسع نقاط لتحسين العلاقة بينهم وبين الاقباط فى مصر .
وهذة الخطة عبارة عن مجموعة توجيهات من مكتب الارشاد الى اعضاء الجماعة فى كل انحاء مصر بالتعرف على جيرانهم وزملاءهم المسيحين فى العمل والقيام بزيارتهم وتهنئتهم باعيادهم ومواساتهم فى امراضهم واحزانهم ..والعمل على ازالة اسباب التوتر بين المسلمين والمسيحيين والتعاون معهم لمنع الاحداث الطائفية وخلق نوع من المودة والتفاهم ...الخ
طبعا كلام معقول لا يمكن ان يرفضة اى انسان قبطى عاقل يعيش على ارض مصر لان هدف جميع المصريين ايا كانت اديانهم هو العيش فى سلام ومودة مع جيرانهم فى السكن او زملاءهم فى العمل .. لا احد يريد الخلافات والمشاحنات والصراعات الطائفية البغيضة التى صارت فى السنوات تستهلك جهد وتفكير وطاقة المصريين من مسلمين ومسيحيين فى الداخل والخراج ايضا..
وقد اذهلنى تسرع بعض الاقباط برفض هذة الدعوة الذكية والمبادرة التى قام بها الاخوان المسلمين من اجل ازالة اسباب التوتر والخلافات بين عنصرى الامة رغم انها تحتوى على بعض نقاط ايجابية تستحق الدراسة ووالبحث بتروى وتعقل .
لقد طرح الاخوان مبادرتهم لتحسين علاقتهم مع الاقباط فى مصر وفتح باب الحوار معهم فلماذا لايبادر حكماء وعقلاء الاقباط بدورهم بالاعلان عن قبولهم المبدىء لهذة الدعوة والدخول فى نقاش صريح معهم لمعرفة مدى جديتهم واستعدادهم للتخلى عن شعارهم " الاسلام هو الحل" واستبدال علمهم الذى يحمل السيف والقران والدعوة الى الجهاد والحرب بعلم مصر .. وكذلك مدى استعدادهم للتخلى عن حلمهم الاعظم باعادة دولة الخلافة الاسلامية من جديد وعدم الخلط بين الدين والسياسة .
انى ارى ان يجلس عدد من قيادات الاقباط الاذكياء - المعروف عنهم عدم النفاق والرياء او الخوف من قول الحق - تلبية لدعوة الاخوان للحوار والتناقش معهم ومعرفة مدى استعداهم لقبول الاخر شريك الوطن غير المسلم واحترامة واحترام معتقداتة والتعامل معة على قدم المساواة فى كافة الحقوق مثلما هو الحال مع الواجبات . وهل لديهم الاستعداد لحذف المادة الثانية من الدستور المصرى الذى تنص على ان مصر دولة مسلمة وكذلك قوانينها وهو ما يعد امرا مرفوضا تماما من كافة الاقباط ويخالف القوانين الدولية وحقوق الانسان ومفهوم الدولة الحديثة .. وهل لديهم الاستعداد للتخلى عن مطلبهم بتطبيق الشريعة الاسلامية فى مصر.
اننى ادعو الاقباط للحوار مع الاخوان - وغير الاخوان ايضا - بصبر وتانى شديد فاذا وجدوا ان لديهم الاستعداد للتغير الجاد الحقيقى وقبول الاخر والاقرارعلانية وكتابة بحتمية تاسيس الدولة العلمانية وليس الدينية وكذلك التعهد بتغير الدستور والقوانين الحالية للتسوية بين جميع المواطنين المصريين بغض النظر عن هويتهم الدينية او ميولهم السياسية ..فاهلا وسهلا بمواصلة الحوار معهم وايجاد ارضية مشتركة للعمل معا من اجل خير مصر ومستقبل افضل للاجيال القادمة .
اما اذا وجدوا رفض ومماطلة وتهرب من مطالبهم اثناء حوارهم مع الاخوان فعلى الاقل يكونوا كشفوا بطريقة عملية عدم مصداقيتهم وانتهازيتهم ونواياهم غير الحسنة نحو غير المسلمين من ابناء مصر ..وفى كل الاحوال لن يخسر الاقباط شيئا على الاطلاق بل على العكس سيكون الخاسرون هم الاخوان المسلمين .
واخيرا ارجو من بعض الاقباط عدم التسرع واتهامى بالسذاجة والعبط لقبولى بصفة مبدئية فكرة الحوار مع الاخوان او غيرهم الى ان يثبتون حس نواياهم او العكس لان الواقع المر فى مصر يقول ان الجميع بلا استثناء يتفاوضون ويعقدون فى السر والعلن الصفقات والاتفاقيات للمشاركة فى حكم مصر بعد رحيل النظام الحالى .. ولا اعتقد انة من مصلحة الاقباط رفض اى دعوة توجة اليهم للحوار والاكتفاء بالوقوف موقف المتفرج مما يحدث حاليا على ارض مصر وانما النزول الى الساحة بشجاعة ورجولة والمشاركة فى العمل الوطنى والسياسى مع بقية ابناء الشعب المصرى من اجل اعادة بناء الوطن من جديد .
Sobhy@iprimus.com.au
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=17619&I=438