نشأت عدلي
بقلم: نشأت عدلي
مريم: ما يحدث لك يا ولدي كسكين تُطعن في صدري
ما أقسى أن أرى يا ولدي سياط تهوى عليك كاللهّب
وأنت وديع صامت ساكن ولا تجيب كالحمل
لقد سُجن الكلام في فمي وزاغت النظرات في المُقل
لم أكن سوى راحلة تائهة أمشي وراءك إلى أين؟ لا أدري
لم تقف برهة لتشف غليل أمك فأراك وأشُبع منك النظر
يسوع: ابتعدى يا طاهرة عني ولا تزيدي لقلبي العذابَ
فمنذ مجيئي وأنتِ تعلمي لن أرى منهم عِذابَ
فهم يضمرون الحقد لي فأسترحم لأجلهم الآبَ
لعله يرق قلبهم ويروا على الصليب دمي المذابَ
ويسمعوا كلام فمي ويدركوا معنىً للثقابَ
فكم من عطشان رويته وفي ظمأي يعطوني المر شرابَ
مريم : آه يا ولدي كيف أراك حاملاً لكل أوجاعنا
مُحتقراً مرزولاً مُهاناً ما أقسى يا رب قلوبنا
لقد أذاب الحزن نفسي وتوارت فى المها دموعنا
لهيب السياط يحرق ظهرك فاشتعلت لك صدورنا
فكل جلدة تهوي عليك يا ولدي صوتها نار يحرق أسماعنا
وكل وقعة لك بالصليب تئن عليها أحشاؤنا
يسوع : كيف أراك يا طاهرة ونار الحزن يلف قلبك هذا
فأنا عالم بحقدهم لي ولكن يا أمي لماذا؟؟
لم أكن سوى قلب محب وملجأ لهم والملاذَ
كنت الحياة لقلوب مائته فعبر عنهم الغضب وجازَ
فلا تحزني يا طاهرة فالذي أحب بالمجد قد فازَ
والذي آمنّ واعترف بي بالملكوت معي قد حازَ
مريم: آه يا ابني آه يا ولدي ما أحد السيف الذي يجوز الآن قلب أمك
لم يتركني الجنود أن أقترب منك وألفّ عليك ذراعي وأُقبّل فمك
لم يدعني أمد يدي وألمس جروحك أو أجفف دماً جرى على خدك
إن الصمت يحرق أحشائي يا ولدي فكيف أصبر وأنا أعلم بصمتك
آلامك قد كسرت قلبي قبل وقوعها فكيف أراك ولا أئن لصلبك
لقد ذابت العيون ولم تعد تقوى أن تنظر إكليل شوك يزين رأسك
يسوع : ابتعدى أيتها الأم الحزينة عن الصليب لئلا تسحقك الأحزان
ابتعدى فدموعك يا أم قد عذبتني وحزنك صليب آخر للوجدان
إنى أشفق عليكِ من خطوب ستأتي تقشعر لها الأبدان
خذ يا يوحنا أمك وهي أمي واعطها كل ما أعطيتك من حنان
خذيه يا طاهرة لك إبناً أمّا أنا فذاهب لأقود دفة الزمان
فعرشي هناك ومن يريد الحضور يحمل معي صليب الإمتهان
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=1769&I=47