حتى لا تختلط الامور

القس. أيمن لويس

بقلم القس : ايمن لويس
 براءة المتهمين
مش فاكر كام واحد ولا كام مرة تم الحديث عن أنه لاتصدر أحكام أدانه لمن قاموا بأعتدءات فى أحداث طائفيه ضد الاقباط ، ورغم كل ما قيل كان الواحد بين شكوك وتصديق حتى طالعتنا صفحة الحوادث بجريدة الأهرام الثلاثاء  23 فبراير ..... بمانشت وبالبنط العريض براءة 4 متهمين بقتل شاب لأعتدائه على فتاة (لأختفاء صلة المتهمين بالواقعة والتشكيك فى تحريات الشرطة السرية) ، والخبر لايمكن أعتباره مجرد خبر عادى فى صفحة الحوادث كغيره من الأخبار

فليس هو حادث تصادم على الطريق أو هو من الكوارث المعتاد سماعها أنه حادث أعتداء تم بدوافع طائفية وكان له من الضجه الاعلاميه الكثير كما كان له توابع قويه ، ومانشت الخبرفى ضوء الخلفيه التى تحدثنا عنها يعتبر أستفزازى بالنسبه لنا نحن المسيحيين بمصر ، كما أن الخبرلا يقدم كل الحقيقه .لأن القتل ليس لشاب بل لمسن  يبلغ من العمر الثانية والستون عائل لأسرة أنتقاماً من فعلة أبنه المشينه . ولأن القصة معروفة ولم تبرد بعد والكل يعلم أن القتل كان جهاراً عياناً فى وسط النهار . 

فى الحقيقة لم تعد الامور فى مثل هذه المسائل تُؤخذ ببساطه على أعتبار أنه خبر فى صفحة الحوادث بل ُتأخذ بقدر من التروى والتفكير . بصراحه الواحد مش عارف يقول أيه ؟ غير أن يتمتم وهو يقرأ الخبر ويضرب أخماساَ فى أسداس ، فعدم نشر الخبر أهون من نشره . وتدور افكار وظنون هل هناك مغزى لتوصيل رسالة مفداها تأكيد الشكوك والأفكار التى ذكرناه ؟ وربما أيضاَ تحذير لمن تهفوا له نفسه أرتكاب خطأ فى حق من هو غير مسيحى ؟

ففى أحدى البرامج الفضائية فى أعقاب حادث نجع حمادى أكد المهندس مايكل منير ومعه بعض من الأقباط بالعربى الفصيح أنه منذ عام 1972م قد حدث أكثر من 160حادثة أعتداء على أقباط لم يصدر حكم واحد بالأدانة الجاده للجناه والمعتدين لتكون عبره لمن يخطىء فى حق أى انسان مصرى بل والانكى أن يسارع الاعلام الرسمى بالتكتم أو أن يمن علينا أحد من المسؤلين بتصريح مفداه تهوين الامور وتسطيحها وتأكيد أن الحادث لمختل أو فردى رغم أن الاعتداءات عاده من خلال حشود وجموع !!!! 

هذا إذا كان هناك بد من النشر بسبب تداول الخبر أعلامياَ . حتى أصبح من اللازم ان نصير مختلين لنقبل مرة تلو الاخرى نفس هذا الاستخفاف بعقولنا ومشاعرنا . وبالمتابعة من خلال بعض وسائل الأعلام والمواقع الالكترونيه عبر الانترنت للحدث الذى نتحدث عنه كان المشهد على النحو التالى ، بأن القتل جهاراً عياناً كما تم التمثيل بالجثة وفصل الرأس عن الجسد وأفرغ أربعون رصاصة فى الجثة بعد مقتلها واللف برأس القتيل أرجاء المدينة فى مظاهرة شعبية فى حدود الساعة الثانية عشر ظهراً فى وضوح النهار وعلى مرأى ومسمع الأشهاد، والحكم براءة !!!
 
وأمعاناَ فى الغيظ  إذ بمسئول كبير يخرج علينا فى المداخلة الفضائية التى تحدثنا عنها يرفض المساس بالقضاء والنيابة ومحاضر البوليس أوالتشكيك فى نزاهتها بل ولا يخلوا الامر من حبة بهرات عباره عن تحذير فى أسلوب تهديد أن الحديث بهذا الشكل يتعرض للمساس بالوحدة الوطنيه وما أدراك ما العبث بالوحده الوطنيه فى أرض المحروسه . فإن كان الوضع على هذا النحو وأن الظنون والشكوك خاطئه وليس لها أى اساس من الصحه وانه لا توجد أى دوافع طائفيه لها تأثير على التحقيقات أوسجلات المحاضر أو الاحكام القضائيه المستمده من الماده الثانيه من الدستور فلا يبقى لنا إلا أن نقول بأن هذه الجهات ليست على مستوى الكفاءة لتحقيق العداله المطلوبه وردع المجرمين وضبط إيقاع المجتمع والتى من خلالها يتحقق الامن والامان وهذا الظن أكثر سؤ وخطراَ  من الاول.

وبمناسبة موضوع مختل العقل أتذكر أنه من أكثر من خمسة عشر عام مضت وكان الجو صيفاَ خلال شهر رمضان وقبل الا فطار بدقائق وانا استريح بشقتى التى تعلوا الكنيسه بصفتى الراعى المقيم أسمع اصوات أرتضام وتكسير بسطح الكنيسه والتى تطل عليه شقتى فى ذالك الوقت وما إن فتحت البلكونه المطله على السطح إذ بى أفاجىء بأن حارس الامن المكلف بالتواجد أمام الكنيسه قد قام بتكسير بعض وحات الاضاءة المعلقه على سور السطح ويقوم بتحطيم الصليب المعلق أعلى المبنى وتجمهرة الحشود وتم السيطره على الموقف وقمنا جميعاَ بالذهاب لقسم الشرطه الذى نتبعه وهناك كان أعتراف الجانى بانه أمتلكه شعور أستفزازى بأن وقت الادان وموعد الافطار يقوم بحراسة الصليب وطبعاَ وطبيعى لابد أن يعلوا صوت العقل فى هذه الاموروكان التبرير المعتاد أنه مختل العقل وحفاظاَ على الوحده الوطنيه ونسيج الا مه لابد أن يتم التنازل من قبلنا والتصالح العرفى ويادار ما دخلك شر والصلح خير وهو رسالة كل الاديان ..الخ

وطبعاَ نحن لسنا ضد الصلح والسلام ولكن هذا لا يعتبر صلحاَ بقدر ما يعتبر مزله وأنتهاك للحقوق لانه لا يكون هناك داعى لصوت العقل أذا كان المعتدى من غير المسيحيين ويكون الامر مختلفاَ إذا كان المعتدى من المسيحيين ، فلا بد أن يكون هناك عقاب رادع إجتماعى جماعى بجانب تطبيق العداله ومقتضيات القانون ، وأنا أكتب هذا المقال إذ بالاحداث تتلاحق ما بين الشمال الغربى بمرسى مطروح والتى أنتهت بنفس الاسلوب الذى نتحدث عنه الصلح المذل وما بين الجنوب أحداث كنيسة الاقصرالانجيليه وهى بحق أحداث تجعل الامور تدخل فى تطور خطير حيث أن المعتدى هذة المرة هو الجهات المسؤلة أجهزة الدوله ، ففى السابق كنا نلتجأ للجهات الرسميه على أمل الحصول على قدر من الحلول أما اليوم أصبح بحق علينا أن نقول أن الشكوى لغير الله مذله وإلى أشعار أخر .  

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع