نائب رئيس فرانس تليكوم: كلام ساويرس عن وجود نظرة استعلائية واستعمارية لدينا مثير للضحك

حوار :محمد الجارحي ومحمد خلف الميري - الدستور

كل يوم تزداد سخونة الأحداث بشأن صفقة موبينيل بعد أن قررت المحكمة التجارية الدولية في نيويورك إلزام أوراسكوم تليكوم المملوكة لرجل الأعمال نجيب ساويرس ببيع أسهمها إلي شركة فرانس تليكوم شريكته في موبينيل، وبين اللغط الدائر بعد رفض هيئة سوق المال عرضاً من فرانس تليكوم لشراء أسهم صغار المساهمين، وانتهاء المهلة التي حددتها المحكمة في 10 أبريل الحالي، حاورت «الدستور» أولاف سوانتي النائب التنفيذي لرئيس شركة فرانس تليكوم.

* هناك من يقول أن فرانس تليكوم لن تتمكن من الالتزام بالشروط التي فرضتها هيئة سوق المال المصرية علي صفقة أوراسكوم تليكوم وذلك بسبب الأزمة المالية العالمية التي ستمنع البنوك من تقديم قروض ضخمة تمكن الشركة من الالتزام بالشروط، بما ترد علي ذلك؟نائب رئيس فرانس تليكوم

- من المهم جدًا أن نوضح بعض النقاط قبل الإجابة عن هذا السؤال، أولاً أن الأمر ليس صفقة مع سوق المال ولكنه إلزام قانوني لأوراسكوم تليكوم ببيع أسهمها لفرانس تليكوم وفقا لقانون المحكمة التجارية الدولية، النقطة الثانية الأهم أننا لدينا في حساباتنا في البنوك منذ الأسبوع الماضي المال الكافي لشراء هذه الأسهم، لذا فنحن لسنا بحاجة لأي قروض لإتمام العملية، لدينا 500 مليون يورو في حساباتنا، وهذا بالنسبة للأسهم التي ستقدمها لنا أوراسكوم تليكوم وفقاً لقرار المحكمة الذي يلزم أوراسكوم تليكوم بتسليمنا أسهمها، ننتظر تسليم الأسهم قبل منتصف أبريل الحالي، والمحكمة أقرت بغرامة مالية علي كل يوم تتأخر فيه أوراسكوم تليكوم.

*ولكن ما تعليقك علي العرض الذي قاله ساويرس عندما تحدث عن قبوله بخوض مفاوضات ودية معكم إذا تراجعتم عن تنفيذ أمر المحكمة الدولية؟
- هذا مثير للاهتمام حقًا، ولكني سأرد علي ذلك بالتذكير بأننا كنا شركاء حقيقيين معه، وعملنا في مصر منذ 1998، ونحن لم نختلق المشكلة ولم نبدأها، ولم نكن من طلب حكم المحكمة التجارية الدولية ولم نكن نحن من تحدث عن الآخرين بطريقة سلبية عن أي شركة في السوق، بينما فعل ساويرس كل ذلك، وعندما نتسلم الأسهم سنعمل مع هيئة سوق المال المصرية وسنبحث عن شركاء مصريين آخرين يعملون معنا في موبينيل.

*بالحديث عن القانون وهيئة سوق المال لماذا لم تلتزم فرانس تليكوم بقانون هيئة سوق المال وتقدم السعر نفسه لكل الأسهم؟ أليس القانون فوق الجميع؟
- لا يوجد سطر واحد في قرار المحكمة التجارية يلزمنا بتقديم نفس السعر لجميع الأسهم، ولا يوجد كذلك أي كلمة تتحدث عن أننا علينا شراء أسهم المساهمين الصغار، والحقيقة أننا تطوعنا وعرضنا شراء تلك الأسهم بالسعر الذي يناسبنا.

*هناك لغط كبير عن مصير الهيكل الإداري لشركة موبينيل في حالة فوز فرانس تليكوم بالصفقة؟ فما تعليقك؟
- نحتفظ بكل الموظفين وبالهيكل الإداري لأوراسكوم تليكوم.

*ما ردك علي أن فرانس تليكوم اشترطت علي ساويرس أن يكون حسان القباني رئيسًا تنفيذيًا للشركة؟
- نجيب ساويرس نفسه سبق وصدق علي جدارة أليكس شلبي بمنصبه، ووافق كذلك علي أن القباني الذي يعمل مع فرانس تليكوم وأوراسكوم رئيس مجلس إدارة جيد جدًا، وهكذا يتضح أننا اخترنا القباني معًا، ولم نفرضه.

*نعود إلي هيئة سوق المال المصرية، ماذا سيحدث إذا رفضت الهيئة عرضكم؟
- لن يكون لدينا أي رد فعل، لأن عرضنا تطوعي، ولا دخل له بشأن أسهم أوراسكوم تليكوم المحكوم بقرار المحكمة التجارية الدولية، لذا إذا رفضت الهيئة عرضنا فسيظل أمر أسهم الأقلية علي حالها مثلما كان الأمر مع وجود أسهم أوراسكوم تليكوم، ولكن دعني أقول إننا بعدما نتسلم الأسهم من أوراسكوم تليكوم قد نعيد النظر بشأن أسهم الأقلية (صغار المساهمين).

*ساويرس قال في برنامج تليفزيوني شهير منذ أيام أن فرانس تليكوم رفضت زيادة الاستثمارات لاستيعاب التحولات المنتظرة في سوق الاتصالات في مصر.. فما تعليقك؟
- قرأت عن ذلك في الحقيقة وكنت مندهشًا جدًا، لأن هذه ليست الحقيقة كاملة، فنحن استثمرنا الكثير من الأموال في السوق المصرية، وأكثر من 25% من عائداتنا نستثمرها في مصر سنويًا، الأمر أنك عندما تعمل مع شركاء أحيانًا يكون هناك اتفاق في الاستراتيجيات، وأحيانًا تختلف، وهذا طبيعي، ولكننا لم نر أن الاختلاف الذي حصل كان يستحق خلق خلاف بسببه، أو يستحق تدخل المحكمة التجارية الدولية، ولكن ساويرس رأي ذلك، فالحقيقة أننا في وقت ما رفضنا ما طلبه ساويرس ولكننا فيما بعد وبعدما درسنا الأمر قبلناه، ولكن السؤال الأهم هنا هو لماذا يتحول الاختلاف إلي خلاف ويتم تصعيده فيما بعد ليصل إلي المحكمة التجارية الدولية؟
ساويرس قال بالنص : يبدو أن فرنس تليكوم لم تنس أننا فزنا بعدة تراخيص في الجزائر وإيطاليا وتونس رغم إنهم كانوا يتنافسون علي تلك التراخيص، والمشكلة أنهم - يقصد فرانس تليكوم - ينظرون لنا نظرة استعلائية واستعمارية واستكثروا علينا نجاحنا في عدة دول» انتهي الاقتباس.. فما تعليقك؟

- هذا كلام مثير للضحك، لأن فرانس تليكوم تعمل في 30 دولة، نسعي دومًا للحصول علي تراخيص جديدة في كل مكان، نكسبها تارة ونخسرها أخري، لا أدري حجم أوراسكوم تليكوم مقارنة بنا، لكن يمكنني التحدث عنا، بالتأكيد قد نكون نافسناهم علي بعض التراخيص التي خسرناها أو تلك التي كسبناها، ولكن من المهم أن ندرك أننا لا نخسر لأننا كنا عاجزين عن الفوز، ولكننا أحيانًا لا ننظر للسوق التي خسرناها بأنه يستحق الجهد الكبير للفوز به.