د. رأفت فهيم جندي
بقلم : د. رأفت فهيم جندى
سألنى عبد الحميد: هل حقيقى ما يقال أن احد الأقباط ارسل خطابا لرئيس وزراء إسرائيل لتهنئته بقيام دولة إسرائيل؟
قلت: نعم حقيقى، ولكن هذا يعبر عن رأيه فقط، وانا لا ادينه ولكنى لا افعل نفس الشئ.
عبد الحميد: اذا كنت لا تدينه فأنت تؤيده، وتعارض نفسك بقولك انك لا تفعل نفس الشئ!
قلت: يختلف عقلى مع قلبى فى هذا الموضوع، عقلى يقول اليست إسرائيل دولة مثل باقى الدول؟ اليس لمصر معاهدة سلام مع اسرائيل؟ الا يأتى لمصر رئيس وزراء اسرائيل ولها سفارة؟ فما هو الخطأ الذى يرتكبه شخص مصرى بأرسال رسالة تهنئة لدولة تربطها بمصر علاقات سلام؟
عبد الحميد: ولكن هناك مشكلة للفلسطينيين!
قلت: هنا قلبى يختلف مع عقلى فقلبى مع الفلسطينيين، ولقد نشأنا على اخبار حروبنا مع اسرائيل واطفأنا الأنوار فى بيوتنا مع غارات الطيران الإسرائيلى، وهناك من اقاربى واصدقائى من قتل فى هذه الحروب. فما زال فى القلب غصة ناحية هذه الدولة وبالطبع مع الحكومة وليس مع الشعب.
عبد الحميد: البابا شنودة مازال على موقفه تجاه زيارة القدس وإسرائيل.
قلت: حقيقى، لأنه لا يريد أن يتهم احد الكنيسة القبطية أو الأقباط بخيانة القضية الفلسطينية، وايضا بسبب دير السلطان، ولكن فكر فى الأمر لماذا ارسل هذا الشخص خطابا لإسرائيل؟ ولم يرسله لفرنسا أو انجلترا أو امريكا او حتى الهند؟ اليست كل هذه الدول فى سلام مع مصر ايضا؟ ولكن المقصود بهذا الخطاب ليس إسرائيل ولكن بعض من الشعب المصرى.
عبد الحميد: كيف؟
قلت: هذا الشخص يغيظ المتطرفين المصريين بارسال خطاب لمن يعاندوهم، أى لكى يقول لهؤلاء المتطرفين انتم تقتلون اولادنا وتخربون كنائسنا ولا تعطونا حق المواطنة فنحن نغيظكم بأرسال هذا الخطاب لتهنئة من تعادوهم، وتذكر أنه لم يرسل هذا الخطاب سرا ولكنه على العلن، أى ان العلنية هى هدف الخطاب، وتذكر كما قيل من قبل أنه لم يوجد اى قبطى خائن تجسس لإسرائيل طوال فترة 62 سنة اى منذ قبام دولة إسرائيل.
عبد الحميد: اذا المقصود بهذا الخطاب هو الشعب المصرى المتطرف وليس إسرائيل.
قلت: نعم هو كذلك لهذا لا ادينه، ولكنى شخصيا لا افعل هذا، لأننى عادة اخاطب الشخص مباشرة ولا اذهب لأغيظه بالتحدث مع جاره الذى يعاديه، بالأضافة أننى لا أود أن اثير الشبهة للشعب القبطى مع الذين لا يستخدمون عقولهم فى التفكير امثال هؤلاء المتطرفين.
واود أن اذكرك ايضا أن الحكومة المصرية تعامل الأقباط بدرجة تقل كثيرا عن معاملة إسرائيل للفلسطينيين الذين يعيشون فيها، فلا تجد الحكومة الإسرائيلية تتستر على قاتلى الفلسطينيين أو تطلق سراحهم بادعاء جنونهم، واقولها صراحة أن إسرائيل دولة تحترم قوانينها بخلاف مصر التى يتصرف فيها رئيس مجلس الشعب كأنه رئيس عصابة ويحمى افراد عصابته مثل الغول!
عبد الحميد: وماذا عن الحرب فى غزة ولبنان؟
قلت: هذا سيدخلنا فى حماقة حماس وحزب الله وأمور آخرى بعيدة عن ما نتكلم به الآن.
هز عبد الحميد رأسة علامة الأقتناع وتصافحنا ومضينا سويا.
رئيس تحرير جريدة الأهرام الجديد الكندية
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=17803&I=442