سامح سليمان
بقلم : سامح سليمان
الطفل : مالك يا بابا .. حصل لك إيه
الأب : حاجه بسيطه يا حبيبى .. السكينه جرحت قضيبى
الطفل : يعنى إيه سكينه يا بابا ؟
كلنا نتذكر هذه النكته ونضحك منها، وهى تلخص موقفنا من المعرفه الجنسيه عند الطفل،وأيضاً دهشتنا من حصيلة هذه المعرفه عنده ، فالطفل عندنا يعنى براءه، والجنس عندنا يعنى نجاسه،وبالطبع لا يمكن من وجهة نظرنا أن تجتمع البراءه مع النجاسه،والطهر مع الإثم . ولكن العلم والحقيقه والواقع تأبى إلا أن تخيب ظنوننا وترفض أن ننعم بالراحه والسكينه والأطمئنان . البدايه مع جهاز الموجات فوق الصوتيه ، والذى كشف لنا عن أنه يوجد أنتصاب لدى الجنين الذكر حتى قبل ولادته بشهور وهو داخل رحم الأم ، وأيضاً نلاحظ كثيراً فى غرف الولاده أنتصاباً يتم فى الدقائق الأولى بعد الولاده مباشرةً ، وبالمثل أكدت الأبحاث على أنه يحدث لدى المولود الأنثى بلل فى المهبل وأنتصاب للبظر فى الأربع والعشرين ساعه الأولى من حياتها ، وتستمر هذه الأحاسيس فى الظهور لدى الطفل سواء الذكر أو الأنثى خلال الشهور الأولى بعد الولاده، فنلاحظ كثيراً حدوث أنتصاب مع هدهدة الأم للطفل أو أحتضانها له أو اثناء أستحمامه ... الخ .
وحين يصل الطفل إلى سن الثانيه وحتى الخامسه تشتد به الرغبه ويجمح به الفضول لمعرفة جسده وأيضاً جسد الطفل الأخر سواء من نفس الجنس أو من الجنس الأخر .. وهنا نسمع " تيجى نلعب عريس وعروسه " أو نلعب لعبة " الدكتور " وهى ألعاب تسمح بالأكتشاف وتتيح الفرصه للمس والتعرى والأحتكاك . وهنا أيضاً وعند هذه السن تبدأ أولى أعراض الأضطراب الجنسى عند الطفل، ويبدأ التدخل القاسى والتوبيخ العنيف حين ترفع الطفله فستانها ، أو يخلع الطفل بنطلونه " كده عيب .. مايصحش " " أوعى تمسك الحته دى "
أو على أقل تقدير ندفع يده أو يدها بعنف حين تقترب من هذه المنطقه المحرمه . وتكتمل تفاصيل هذه اللوحه القبيحه وتكتمل كل عبارات الرساله داخل الحمام حين ترتبط الأعضاء التناسليه بالقذاره التى لابد من تنظيفها . وكما وصلت إلى الطفل رسائل عن الجسد من خلال الوالدين تصله أيضاً رسائل أخرى عن الجنس منهما .. فمثلاً عندما تتشاجر الأم مع الأب وتصرخ " أوعى تلمسنى أو تقرب منى "
هذه رساله لها معنى وترجمه فى وعى الطفل . وفى سن الخامسه أو فى الحضانه يبدأ تقنين مسألة الجنس ووضع القيود والحواجز والموانع على الألعاب التى بها شبهة الجنس ، ويبدأ أيضاً صك تعبير جديد وهو تعبير الحياء بديلاً عن الحياة ، و " أختشى " المشتق من الخشيه والخوف . وفى سن المدرسه يبدأ التمييز والإحساس بالخصوصيه،هذا ولد وهذه بنت،ويزيد كم الإدانه للعرى ويتضخم ورم الحياء وتؤرق الطفل فى هذه السن أسئله هامه مثل كم أنا مختلف عن الأخرين من أقرانى من نفس الجنس ؟ وأيضاً كم أنا مختلف عن الجنس الأخر ، وتلح عليه الرغبه فى المعرفه الممنوعه أو المسكوت عنها ، ويبرز هذا فى الألعاب التى تفوح منها رائحة الجنس .
والمأساة أن رد الفعل من الوالدين تجاه أكتشاف مثل هذه الألعاب يفرق بين الطفل الذكر والأنثى، ففى حين تمنع الطفله نهائياً من هذه الألعاب ويعتبرونها نذير شؤم وخراب مستعجل،تنتفخ أوداج الأب بفرح وفخر تجاه هذا الولد الذى أظهر فحوله مبكره ورجوله قبل الأوان !
" عن كتاب : الحب والجسد للدكتور خالد منتصر "
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=17804&I=442