ميرفت عياد
كتبت : ميرفت عياد - خاص الأقباط متحدون
موعدنا مع الحلقة الثانية من قانون الطوارئ ومكافحة الارهاب
يعرف "الإرهاب" بأنه شكل من أشكال العنف المنظم مثل الإغتيال، والتعذيب، وإختطاف الرهائن، واحتجازهم، وبث القنابل والعبوات المتفجرة، واختطاف وسائل النقل، كالسيارات والأتوبيسات والطائرات أو تفجيرها.
فالإرهاب هو نمط من أنماط استخدام القوة في الصراع السياسي، حيث تقوم الجماعات الإرهابية بإرتكاب أعمال عنف ذات طبيعة إجرامية، خارجة عن قوانين الدولة،.
وهو ظاهرة خطيرة في حياة المجتمعات الإنسانية، وأسلوب متدن للوصول إلى الأهداف، فالإرهاب ليست له هوية ولا ينتمي إلى بلد، وليست له عقيدة، إذ أنه يوجد عندما توجد أسبابه ومبرراته ودواعيه في كل زمان ومكان وبكل لغة و دين.
الإرهاب ومستقبل الشرق الأوسط
وفى ظل هذا التعريف تتوقع دراسة أمريكية جديدة صادرة من معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، أن يستمر الإرهاب فى الشرق الأوسط حتى عام 2025 ، وتضم هذه الدراسة ستة فصول هى معالجة خطر الإرهاب، مستقبل الشرق الأوسط، بناء شبكة مكافحة الإرهاب الدولية، تقييم الحرب ضد تنظيم القاعدة، مواجهة تحدى إيران، والعلاقة المتزايدة بين تجارة المخدرات وجماعات الإرهاب فى الشرق الأوسط.
وأكدت الدراسة أنه رغم مواجهة الولايات المتحدة الخلايا الإرهابية وطالبان، فى جميع أنحاء العالم لمدة ثمانى سنوات، إلا أن خطر الإرهاب لم يتم إزالته، لأن الإرهاب لا يتولد فقط من باكستان وأفغانستان، ولكن من أكثر منة ( 60 ) دولة أخرى، كما تبين أن الارهاب أصبح وسيلة الضعيف لمواجهة القوى، فإذا رفض حكام دول المنطقة الإستجابة لمطالب الشباب، سيؤدى ذلك إلى انضمامهم وتجنيدهم فى المنظمات الإرهابية، وتتحول بذلك منطقة الشرق الأوسط إلى منطقة صانعة للإرهابيين.
التطرف الدينى وظاهرة الإرهاب
والحقيقة أن ظاهرة الإرهاب نشأت بسبب ظهور بعض من المنظمات الدينية المتطرفة منذ أوئل السبعينات، والتى اخذت فى الإنتشار والإزدياد، مما جعل منها خطرًا يهدد الأنظمة الحاكمة، والإستقرار فى الدول.
واتبعت هذه التنظيمات منهج السرية المطلقة فى حركتها وأصبح العنف هو العنصر الأساسى لتحقيق فكرها وتأمين وجودها، الأمر الذى أدى إلى زيادة خطورة هذه التنظيمات، للصعوبة فى تتبع حركتها ومواجهتها والحد من مخططاتها الارهابية
كما أن ظاهرة الإرهاب دخلت مرحلة جديدة فى منطقة الشرق الأوسط منذ انتصار الثورة الإيرانية الإسلامية وتقلدها الحكم، فقد بدأت موجة الإرهاب الديني والطائفي فى الإنتشار فى بعض دول المنطقة، مثل "سوريا"، و"مصر" ، و"الجزائر"، ودول الخليج أملا فى الصعود إلى مقاليد الحكم .
ويتلخص فكر الجماعات الدينية المتطرفة، فى الحكم على المجتمعات بـ"الجاهلية" و"الكفر" لعدم تطبيق شريعة الله، واللجوء إلى تشريع البشر عند وضع القوانين، هذا إلى جانب الجهاد المسلح لتقويض أركان النظام الحاكم، وإقامة مجتمع مسلم.
الفرق بين الشهادة و الإرهاب
ومن المؤسف أن تلك الجماعات تحاول إقناع الشباب بأن هذه العمليات الإرهابية هى جهاد فى سبيل الله، وأنهم شهداء عند ربهم، ولكن الشهادة تختلف فمفهوم الشهادة الذي تستحضره بإستمرار كل الحركات التقدمية والديمقراطية في العالم، وفي حركات التحرر الوطنية والقومية والعالمية، وفاء لشهداء تلك الحركات، الذين قدموا أرواحهم من أجل تحقيق الحرية و الديمقراطية، يختلف كليةً عن الإرهاب الذى يعد نقيض الشهادة، لأنه عمل غير مشروع، وغير مبرر من الناحية القانونية و الواقعية و الأخلاقية، و يترتب عنه فقدان الحق في الحياة، و في الأمان الشخصي، وفقدان الحق في الأمن الاقتصادي والإجتماعي والثقافي و السياسي، ويقود إلى إرتكاب جرائم ضد الإنسانية، لأنه لا يميز بين عدو و صديق، و لا بين الإنسان و الحيوان ، وعمل من هذا النوع لا يمكن قبوله، مهما كانت الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها، لأنها قد تكون أهدافا مشروعة أو غير مشروعة، نظرًا لكون الوسيلة التي هي الإرهاب غير مشروعة.
أسباب ظاهرة الإرهاب
إن أسباب وجود ظاهرة الإرهاب وازديادها متعددة، وموزعة على ميادين مختلفة، سياسية ، اقتصادية ، إجتماعية ، ونفسية وغيرها، ودراسة هذه الأسباب مجتمعة مهمة وصعبة للغاية، ومن هذه العوامل التخلف الناتج بصورة رئيسية عن السياسات الإقتصادية غير المتلائمة مع الواقع الإجتماعي للدولة، بحيث تتكون فجوة تتسع تدريجًا بين الفقراء والأغنياء، وبين المتعلمين وغير المتعلمين، هذا إلى جانب البطالة، حيث يؤدى إنتشارها بصورة واسعة لدى الشباب إلى إحساسهم بالعجز واليأس من ناحية، وشعورهم بالإحباط من ناحية أخرى فيتولد لديهم شعور مرير بأنهم ليس لديهم ما يحافظون عليه.
وهؤلاء الشباب الذين لا يجدون فرصة عمل يكونون هدفًا سهلاً لمختلف الإتجاهات المتطرفة دينيًا أو سياسيًا ، فبمعادلة بسيطة يتضح ان:
الجهل + الفقر + القمع والكبت +غياب العدالة = ظاهرة الإرهاب.
هذا بالإضافة إلى غياب الوطنية في الأحزاب السياسية و منظمات المجتمع المدني، الشيء الذي يتولد عنه تشكيلات سياسية إنحرافية تهدف إلي تفكيك الدولة.
الحلول المقترحة لحل مشكلة الإرهاب
وهناك العديد من السبل لمعالجة ظاهرة الإرهاب منها:
•المساواة بين طبقات المجتمع .
•معالجة ظاهرتي التخلف والبطالة، التي تعتبر من مخلفات الحرمان الإقتصادي المزمن وتداعيات القهر الإجتماعي المتواصل .
•إعادة توزيع الثروة وموارد التنمية، وتلبية مختلف الحاجات الأساسية للفرد المواطن بالشكل الذي يخلق حالة من الثقة المتبادلة بين المواطن والدولة،
•مكافحة عمليات الفساد الإداري والرشوة في جميع مرافق وإدارات الدولة.
•إعطاء مجال واسع من الحرية والتعبير عن الرأي لفئات مختلفة من الشباب تجنبًا لحالة التهميش التى يشعرون بها.
•القضاء علي ظاهرة الطلاق، وأطفال الشوارع، مكافحة المخدرات، تطبيق العدالة و القانون.
لقراءة التنديد بحالة الطوارئ المصرية لمكافحة الجرائم الإرهابية 1-2 أنقر هنا
http://www.copts-united.com/article.php?A=17973&I=446