عماد توماس
دكتورة "عفاف مرعى":
•رغم المرجعية الإسلامية لبعض الدول العربية إلا إن قوانينها أفضل من مصر.
•ضرورة وجود قوانين حازمة لحماية المرأة من العنف.
دكتورة "أشجان فرج":
•العنف ضد المرأة لا يقتصر على الفئات الفقيرة والجاهلة.
•المرأة مضطرة للبقاء في المنزل رغم العنف ضدها، لعدم وجود مكان بديل، والخوف من لوم المجتمع لها.
كتب: عماد توماس- خاص الأقباط متحدون
نظمت الجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية، عضو شبكة الجمعيات العاملة في مجال المرأة، ندوة أمس الأول، الثلاثاء الثامن عشر من مايو، حول” العنف والتمييز ضد المرأة “بمقر جمعية الصعيد للتنمية بالظاهر.
وقالت الدكتورة "عفاف مرعى"، مديرة الجمعية، أن مجموع القوانين المتعلقة بالأحوال الشخصية في مصر، ربما يزيد عن كل القوانين في بعض الدول العربية، ورغم المرجعية الإسلامية لبعض الدول العربية، إلا أن قوانينها أفضل من مصر في مجال المرأة، ورغم وجود محكمة للأسرة في مصر ، إلا أنها لم تحقق الغرض منها بسبب قصور في التنفيذ.
وأكدت "مرعى"، أن الكثيرين يتحدثون في الآونة الأخيرة عن العنف ضد المرأة، مشيرةً إلى أن العنف لا يخص فقط المعتدى عليه، لكنه يخص المجتمع كلل.
مباركة المجتمع للعنف ضد المرأة
وتحدثت الدكتورة "أشجان فرج"، أخصائي الطب النفسي، ومديرة مشروعات علاج العنف، عن إن مشكلة العنف ضد المرأة انه أصبح مقبولاً ومباركًا من المجتمع ، مشيرةً إلى تعرض العديد من النساء للعنف، ولا يستطعن الشكوى، بسبب النظرة الدونية للمرأة من المجتمع المحيط.
وأكدت "أشجان" على تواتر خطأ شائع يعتبر المرأة محبة لتعرضها للضرب والعنف.
تعريف العنف ضد المرأة
عرفت "أشجان" العنف ضد المرأة مستشهدة بتعريف الإعلان العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة بأنه "أي فعل عنيف قائم على أساس الجنس ينجم عنه، أو يحتمل أن ينجم عنه أذى، أو معاناة جسمية، أو جنسية، أو نفسية للمرأة، بما في ذلك التهديد بإقتراف مثل هذا الفعل، أو الإكراه، أو الحرمان التعسفي من الحريـة، سواء أوقع ذلك في الحياة العامة أو الخاصة".
أشكال العنف ضد المرأة
وتحدثت الدكتورة "أشجان" عن بعض أشكال من العنف ضد المرأة منها، العنف الجسدي والنفسي والجنسي، الذي يقع في إطار الأسرة، أو في إطار المجتمع، وتتغاضى عنه الدولة حينما يقع.
وقدمت بعض الأمثلة للعنف ضد المرأة، فالعنف الجسدي يشمل الضرب، والتعذيب، والحبس، والحرمان من العلاج والتغذية ، وإحداث عاهة مستديمة بالمرأة.
أما العنف النفسي فيشمل الإهانة، والتخويف، والترهيب، والتجاهل، والتحقير ، والتقليل من الشأن، والتحكم والسيطرة، والسخرية والاستهزاء، والتهديد بالضرب، والشك، والحرمان من التعليم والعمل، والمنع من الخروج والمعاشرة في أوقات الشجار.
أما العنف الجنسي، فيشمل إجبار الزوجة على معاشرة زوجها دون رضاها، وهجر الزوجة، واغتصاب المحارم.
آثار العنف المنزلي ضد المرأة
استعرضت "أشجان"بعض الآثار للعنف الجسدي والنفسي ضد المرأة، كالتالي:
آثار جسدية: كسور،إحداث تشوهات،إحداث عاهات مستديمة،كدمات وتجمعات دموية.
آثار نفسية : فقدان الثقة بالنفس، العصبية الشديدة، القلق، تشتت الذاكرة، فقدان القدرة على التركيز، الأرق وعدم النوم، فقدان القدرة على ربط الإحداث أثناء الكلام، القلق، الإكتئاب، الإحساس بالعزلة والإغتراب، محاولة الإنتحار، العصبية الشديدة...الخ
أقوال خاطئة عن العنف ضد المرأة
رصدت الدكتور أشجان بعض الأقوال المغلوطة عن العنف ضد المرأة، منها إن المرأة ترضى بالبقاء في علاقة يُمارس فيها العنف ضدها، فلو أرادت لتركت المنزل!!.
وصححت "أشجان" هذا القول، بأن المرأة مضطرة للبقاء في المنزل رغم العنف ضدها وذلك لعدم وجود مكان بديل، والخوف من لوم المجتمع لها، فالمجتمع يحترم المرأة التي "تسكت" عند تعرضها للعنف الزوجي، هذا بالإضافة إلى الخوف من انتقام الزواج في حالة تحدثها عن مشكلتها، والتعرض لإحباطات من قبل الأهل والمجتمع الذين يحملونها السبب ويلقون عليها المسئولية.
ومن الأقوال الخاطئة التي أشارت لها"أشجان"، أن العنف ضد المرأة قضية خاصة وعائلية، ولا يجوز التدخل في الخصوصيات!!.
وعلقت أشجان، على هذا القول، مؤكدة على أن أغلب ممارسات العنف المنزلي ضد النساء، تحدث داخل الأسرة على مرأى ومسمع من الأطفال، ولا يمكن فصل مشاكل المرأة عن مشاكل المجتمع، فالمجتمع لا يتعامل مع أى قضايا عنف آخر بأنه أمر خاص، فالعنف ضد المرأة ليس استثناء لذلك، فلا يجوز التعامل معه كإستثناء.
وأحد الأقوال الأخرى التي استشهدت بها "أشجان" الخبيرة في قضايا العنف ضد المرأة، أن العنف ضد المرأة أمرًا نادرًا ولا يحدث الإ في الأسر الفقيرة، ولا يمكن أن يحدث في الأسر الميسورة الحال!!.
وصححت هذا القول، مؤكدةً على أنه من خلال جلسات الإستماع التي تمارسها عمليًا، وجدت أن هناك أطباء، ومهندسين، وأصحاب شهادات جامعية، وميسوري الحال، يضربون زوجاتهم، لكنها عادت وأكدت أن هؤلاء الزوجات أقل إستعدادًا للشكوى والحديث، خوفًا على مركزهم الإجتماعي.
انتقاد لفتاوى رجال الدين
وقد انتقدت إحدى المشاركات في الندوة، أحد رجال الدين الذي يقدم برنامجًا للفتاوى على إحدى القنوات الدينية، فعندما سأله أحد الأزواج عن عدم إجادة زوجته للطهي، فكان رد الشيخ "الزوجة التي لا تجيد الطهي تزوج عليها"، وبالفعل تزوج عليها، وقامت هذه السيدة بالإتصال مرة أخرى بالشيح وقامت بالدعاء عليه!!
حلول للعنف ضد المرأة
من جانبها وضعت الدكتورة "عفاف مرعى"، عدة حلول لمناهضة العنف ضد المرأة منها:
أولاً: ضرورة وجود قوانين حازمة لحماية المرأة من العنف.
ثانيًا: تدريب القضاة والإعلاميين ورجال الدين.
ثالثًا: تشجيع النساء على التعبير عن مشاكلهم.
رابعًا: توفير معلومات عن دراسات الحالة لنساء تعرضن للعنف، لتكون متاحة لصناع القرار.
خامسًا: إعادة تأهيل المرأة المعتدى عليها، وأيضا الرجل الذي قام بفعل الإعتداء.
http://www.copts-united.com/article.php?A=18104&I=449