ماجد سمير
ماجد سمير
صباح الخير على الجن اللي برطع في شاشات مصر ..جملة من المؤكد تكون المطلع الأنسب لقصيدة يكتبها الفاجومي مولانا أحمد فؤاد نجم عليه السلام لو كان الله أمد في عمره حتى يشاهد حلقة العفاريت المربوطة والمسلسلة على شاشة احدى الفضائيات التي لا أتذكر اسمها، ويبدو أن الست المذيعة رأت أن كلمة "عمل" إعلامي يجب فكه عن طريق وسيط.
وللعفاريت قدرة غير عادية على الإبداع فحسب "مسرحية حواء الساعة 12 " نجحت العفاريت في تقليد أصوات الحيوانات سواء كانت كلاب أو قطط أو معيز فضلا عن أنها "تصبغ" الأحذية بمهارة وسرعة فائقتين، الراحل العبقري فؤاد المهندس القى عليها فردة حذاء بيضاء اللون ردتها العفاريت بسرعة رهبية سوداء اللون .
وقد يصل الأمر إلى تغيير المثل القديم إلى "الجن ركبني وعضو الحزب نجاني" وربما يتحول المثل الشعبي الجديد ليكون شعارا لحملة سي عز الانتخابية المرتقبة بعد عودته سالما غانما إلى شركته ومصنعه وأمواله وأعماله وعماله، وحمدا لله أن سي عز لم يحاول في يوم ما سرقة خمسة أرغفة وإلا كان مصيره الحتمي خلف القضبان بلا غموس لأنه المؤكد أن الحكومة كانت ستصر على سحب الأرغفة الخمس انقاذا للمال العام.
ومصرنا العزيزة تسعى إلى الإستعانة بنفس وسيط المسرحية "بكالاويز.. راعي الغنم والمعيز" وبات الإعلام طبقا لتعلميات واضحة يركز على صرف الجن ، والدولة التي تتحول وظيفة الإعلام فيها إلى "بص العصفورة" لإلهاء الشعب عن القضايا التي تمس حقوقه بشكل مباشر ويصل الأمر لدرجة أن الوسيط الإعلامي "بكالاويز" بات أساس وظيفته مناقشة أمور الشذوذ الجنسي والعلاقة الجسدية بين الرجل والمرأة والعادة السرية ومحاولة صرف العفاريت، طبيعي جدا أن يشهد مطار القاهرة الدولي الرئيسي حادث اصطدام سيارة ميكروباص بطائرة ربما لأن الطيار كان كل تركيزه التأكيد على أن الكرسي الخلفي للطائرة يحمل أربعة راكب وليس ثلاثة كما يحاول الركاب فرضه على وزارة الطيران المدني.
الحوادث عبثية تماما كما وضع بلدنا المصون، "بكلاويز" نحج بشدة في قيادة عقل الوطن لما يريده، ووليس من حقنا التعجب من قرار رئيس حي عابدين العجيب الحكيم المنقذ والمسعف ، بغلق مقهى "الملحدين" ويبدو أن السيد رئيس الحي لم يلاحظ ولو لمرة واحدة تلال القمامة في شوارع وحواري حيه الموقر ، تماما كبقية شوارع مصر من أقصاها لأقصاها كثير من الزبالة وكثير من المطبات وطبعا سيؤكد السادة جهابذة جهاز المحليات العيظم في مصر أنها بفعل العفاريت والملحدين.
فؤاد المهندس في المسرحية كان يحلم واتضح أن كل مايخص العفاريت مجرد حلم لا علاقة له بالواقع، وفي الواقع مازال صراع "بكلاويز/ العفاريت " مستعر يقود اجندة اهتمام الشارع دائما إلى ما تحب السلطة أن يراه ويفهمه ويفكر فيه ، ولانملك إلا الحلم بالحياة يوما ما في وطن خالي "البكلاويز".
http://www.copts-united.com/article.php?A=182310&I=2118