مادلين نادر
دكتور"أحمد بلال": "ان الهدف من تجربة العشاء فى الظلام، هو أن يشعر المبصر بإحتياجات الشخص الكفيف لبعض الوقت، وأن يتعايش مع واقعه"
"أمل فوزي": الشخص الكفيف لديه قدرات غير محدودة، ويجب علينا أن نعيد النظر فى نظرتنا للأشخاص المعوقين.
"نادية أباظة": الكفيف يمتلك نور داخلى يساعده على تخطى الصعاب، ولديه قدرات مختلفة عن أى شخص آخر، فنحن لا نملك قدراته فى التعامل مع الأشياء من حوله بمثل براعته.
كتبت : مادلين نادر - خاص الأقباط متحدون
"عشاء فى الظلام" هذا ما قامت به الجمعية المصرية لدارسى العلوم الصحية مؤخرًا، حيث قامت بدعوة ثمانية أطفال من المكفوفين، من أربعة مدارس مختلفة، على العشاء مع بعض من الشخصيات العامة فى مطعم كبار الزوار، بـ"برج القاهرة"، ومن هذه الشخصيات: الفنانة "سيمون" ، و "تامر هجرس"، و "أمل فوزى"، الصحفية بمجلة صباح الخير، و"نادية أباظة"، رئيسة مجلس إدارة جمعية النور والأمل للكفيفات.
وكان الهدف من العشاء فى الظلام، هو منح الفرصة للمدعوين، ليعيشوا تجربة شخص كفيف وهو يمارس أبسط مهام حياته اليومية، كتناول الطعام.
هذا وقد عُقد مؤتمر صحفي على هامش هذه التجربة، للتوعية بحقوق الأشخاص المكفوفين وضعاف البصر فى "مصر"، وتغيير رؤية المجتمع لهم، من الشفقة إلى التواصل معهم كمواطنيين بإمكانهم المساهمة الإيجابية فى المجتمع إذا تهيأت لهم الظروف المناسبة.
بدايةً تحدث الدكتور"أحمد بلال"، رئيس الجمعية المصرية لدارسى العلوم الصحية، قائلاً: "ان الهدف من تجربة العشاء فى الظلام، هو أن يشعر المبصر بإحتياجات الشخص الكفيف لبعض الوقت، وأن يتعايش مع واقعه، وهذا الأمر يجعلنا أكثر تفهمًا لإحتياجات أى شخص من ذوى الإعاقة البصرية حينما نتعامل معه، فهو شخص لا يحتاج منا شفقةً أو إحسانًا لكنه يريدنا أن نشعر به، ونتعامل معه كمواطن مثلنا"
وأضاف "طارق حلمى الشناوى"، عضو جمعية فجر التنوير للمكفوفين، وهو من متحدى الإعاقة البصرية، قائلا : "إن هذه التجربة جميلة بالفعل فى أن يشارك بعض الشخصيات العامة الأشخاص المكفوفين فى جزء من حياتهم اليومية، و لكننى أتمنى أن يقوم أصحاب القرار فى بلدنا بأنفسهم بتجارب مماثلة، حتى يستطيعوا أن يقتربوا من مشاكلنا، و يشعروا بها، وبالتالى يتعاملون معها بشكل أفضل ويحاولون إيجاد الحلول لها."
أما "محمد زعزوع"، عضو مجلس إدارة بالجمعية المصرية لدارسى العلوم الصحية، فتحدث عن معاناة الأشخاص المكفوفين بشكل عام فى الحياة اليومية، سواء فى الشارع، أو المواصلات العامة .. الخ ، كما قدّم فيلمًا تسجيليًا لمدة دقائق من خلال جولة فى عدة جمعيات ومؤسسات معنية بالمكفوفين منها أصدقاء الكفيف ، والنور و الأمل، وجمعية فجر التنوير.
وأثناء تجربة العشاء فى الظلام كان الأطفال المكفوفون، هم الذين يقومون بدور المرشد للشخصيات العامة، حيث أن المكان كان مظلمًا تمامًا، وكانت قائمة الأطعمة مكتوبة بطريقة برايل.
و بعد الإنتهاء من العشاء تحدثت بعض الشخصيات العامة عن إنطباعاتها بعد العشاء فى الظلام، فتحدثت فى البداية الفنانة "سيمون" قائلة أنه إحساس جميل بالفعل أن الشخص يشارك برغبته فى الظلام، فتجربة تناول الطعام فى الظلام جعلتنى لأول مرة أشعر بالأطعمة، وأتعرف على المكان الذى أتناول فيه الطعام من خلال فكرة تخيلية للمكان، والأصوات من حولى، و خاصة أننى أقابل أشخاصًا لأول مرة فى الظلام، و لم أكن أعرفهم من قبل.
أما "نادية أباظة" فقالت: إننى أعمل منذ ثلاثين عامًا مع الأشخاص المكفوفين، لكن لأول مرة أشعر أن الحياة وسط الظلام مختلفة جدًا، فبالفعل الكفيف يمتلك نور داخلى يساعده على تخطى الصعاب، ولديه قدرات مختلفة عن أى شخص آخر، فنحن لا نملك قدراته فى التعامل مع الأشياء من حوله بمثل براعته.
و تحدثت "أمل فوزى" ، فقالت أنه كان لديها إحساس شخصي بأنها "مكسوفة من نفسها" لأننا نرى حولنا الكثير من الأشخاص فاقدى البصر ولكننا لا نشعر بهم على حد قولها.
وأضافت "أمل" أن الشخص الكفيف لديه قدرات غير محدودة، ونحن نفتقد إلى أشياء كثيرة ويجب أن نعيد النظر فى نظرتنا للأشخاص المعوقين.
http://www.copts-united.com/article.php?A=18234&I=452